أخصائية تغذية
تُسوَّق المشروبات المُحلّاة اصطناعياً منذ سنوات كبديل «صحّي» يخلو من السعرات الحرارية، ما جعلها خياراً شائعاً حتى لدى النساء في فترة الحمل. لكنّ الأبحاث الحديثة بدأت تُظهر أنّ هذه الصورة قد تكون مضلّلة، وأنّ استهلاكها خلال الحمل ليس خالياً من التبِعات الصحية على الأم والجنين.
أظهرت «الدراسة الطولية الأسترالية لصحة المرأة»، التي شملت أكثر من 3,600 امرأة، أنّ تناول 5 مشروبات أو أكثر أسبوعياً من المشروبات المُحلّاة اصطناعياً يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل بمعدّل 1,88 مرة مقارنةً بالنساء اللواتي لا يستهلكنها.
هذه النتيجة مهمّة لأنّها تدعم فكرة أنّ المحلّيات ليست خاملة كما يُعتقَد، بل قد تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء وعلى استقلاب الغلوكوز، ما يُضعف قدرة الجسم على التعامل مع السكر.
كيف يؤثر ذلك؟
تغيير ميكروبيوم الأمعاء: المحليات الاصطناعية لا تُهضم بالكامل، بل تصل إلى الأمعاء الغليظة، حيث تتغذى عليها بعض أنواع البكتيريا، ممّا قد يُغيِّر توازن البكتيريا الجيّدة والسيّئة، فيؤثر على التمثيل الغذائي ويُسبِّب مقاومة الأنسولين، وهي الخطوة الأولى نحو سكّري الحمل.
التأثير على هرمونات الشبع والشهية: تشير بعض الأبحاث إلى أنّ المحلّيات قد تخدع الدماغ، فلا تُفرَز الهرمونات التي تُشعِرنا بالشبع، ممّا قد يؤدّي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.
على رغم من أنّ الدراسات لم تُميِّز دائماً بين أنواع المحلّيات، إلّا أنّ تأثير كل منها قد يختلف:
• الأسبارتام: يُعتبر أحد أكثر المحلّيات استخداماً. يتحلّل في الجسم إلى فينيل ألانين، وهي مادة يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض وراثي نادر يُسمّى PKU تجنّبها.
• السكرالوز: يُسوَّق غالباً على أنّه مصنوع من السكّر، لكنّه لا يُهضَم مثله. تشير بعض الدراسات إلى أنّه قد يؤثر على ميكروبيوم الأمعاء.
• السكارين: يُعدّ من أقدم المحلّيات، على رغم من أنّ استخدامه آمن حالياً، قد يكون من الأفضل تجنّبه أثناء الحمل.
على رغم من قوّة هذه النتائج وأهمّيتها، لا تزال هناك ثغرات. فالدراسة لا تُثبِت سببية مباشرة، كما أنّ نتائجها بشأن ارتفاع ضغط الدم أو الولادة المبكرة لم تكن حاسمة.
حلول عملية للحامل
• الماء هو الخيار المثالي للترطيب، ويمكن جعله أكثر جاذبية بإضافة شرائح الليمون، التوت، أو أوراق النعناع.
• الحليب قليل الدسم أو اللبن المخفّف كمصادر غنية بالكالسيوم والبروتين، وهي عناصر يحتاجها الحمل.
• الشاي العشبي غير المحلى مثل البابونج أو الزنجبيل يُعدّ بديلاً دافئاً وصحياً.
• السموذي المنزلي باستخدام الفواكه والخضراوات والألبان يوفّر مغذيات أساسية مثل الألياف والفيتامينات.
• العصائر الطبيعية الطازجة يمكن اعتمادها أحياناً لكن بكمّيات معتدلة لتفادي الإفراط في السكّر الطبيعي.