أخصائية تغذية
أظهرت مراجعة منهجية وتحليل شمولي نُشر عام 2025 نتائج مشجّعة حول تأثير مكمّلات بروتين الحليب، خصوصاً مصل اللبن (Whey protein)، على صحة القلب والأيض. شملت الدراسة 65 تجربة سريرية عشوائية، مع أكثر من 3,800 شخص بالغ، وجرى تقييم مُكمِّلات بروتين الحليب بجرعات 30-60 غ يومياً.
الفوائد الصحية المكتشفة
- انخفاض الكوليسترول الكلي بمعدّل 4 ملغ/دل، والدهون الثلاثية بمعدّل 6 ملغ/دل.
- تراجع ضغط الدم الانقباضي بمقدار 2 ملم زئبق، وهو رقم صغير لكنه مهمّ؛ إذ تشير الدراسات طويلة المدى إلى أنّ كل انخفاض بمقدار 2 ملم زئبق يُقلّل خطر الوفاة بالسكتة الدماغية بنسبة 10%، وأمراض القلب الإقفارية بنسبة 7%.
أظهرت الفوائد وضوحاً أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أيضية أو ارتفاع الدهون، ممّا يُشير إلى دور مصل اللبن كمُكمِّل داعم لعوامل الخطر القلبية، أكثر من الكازين أو البروتينات الأخرى في الحليب.
ما لم يتأثر
لم تُظهر الدراسة أي تأثير كبير على الكوليسترول الضار (LDL)، الكوليسترول النافع (HDL)، ضغط الدم الانبساطي، مؤشرات الإجهاد التأكسدي، أو وظائف الكبد. هذا يعني أنّ مصل اللبن قد يكون إضافة مساعدة، لكنّه لا يُغني عن العلاجات الطبية أو تغييرات نمط الحياة.
كيفية الاستفادة عملياً من مصل اللبن
- إضافته للنظام الغذائي: يمكن خلط مُكمِّلات مسحوق مصل اللبن مع الحليب قليل الدسم أو الماء بعد التمرين أو كوجبة خفيفة بين الوجبات.
أطعمة غنية بالبروتينات المشابهة: الزبادي اليوناني، الجبن القريش، البيض، والدجاج المشوي.
- دمجه مع نظام غذائي صحي للقلب: تناول الفواكه والخضروات الطازجة (مثل التوت، السبانخ، البروكلي). واختيار الحبوب الكاملة بدل المكرّرة (الشوفان، الأرز البني، خبز القمح الكامل). وتقليل الدهون المشبّعة والسكّريات المضافة.
- النشاط البدني المنتظم: ممارسة المشي السريع يومياً 30 دقيقة على الأقل، أو تمارين المقاومة مرّتَين أسبوعياً، لتعزيز استفادة الجسم من البروتين ودعم صحة القلب.
- نصائح عملية: يمكن تناول وجبة غنية بالبروتين قليل الدسم قبل النوم لتثبيت مستويات السكّر وتحسين تعافي العضلات. ودمج مُكمّل مصل اللبن في العصائر مع الفواكه والمكسّرات كوجبة صحية خفيفة.
لِمَن يعاني من ارتفاع الدهون أو ضغط الدم، استشر اختصاصي تغذية لتحديد الجرعة المناسبة وتحقيق أفضل النتائج من دون الاعتماد على المكمّل وحده.
لا يقتصر دور بروتين مصل اللبن على بناء العضلات؛ إذ قد يُقدِّم فائدة إضافية لصحة القلب عبر تحسين طفيف في ضغط الدم ومستويات الدهون الثلاثية، خصوصاً لدى الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر قلبية أيضية.
ومع ذلك، يظل هذا المكمِّل جزءاً من استراتيجية شاملة تعتمد على التغذية المتوازنة، النشاط البدني، نمط الحياة الصحي، ولا يغني عن العلاج الدوائي عند الحاجة.
تذكّر أنّه حتى المكملات الغذائية الأكثر وعداً لا تُحدِث فرقاً كبيراً من دون تغييرات يومية مستدامة في الغذاء والحركة.