أرسنال عانى أمام PSG لكن المواجهة لا تزال حيّة
أرسنال عانى أمام PSG لكن المواجهة لا تزال حيّة
جيمس ماكنيكولاس- نيويورك تايمز
Thursday, 01-May-2025 06:33

«نحن في استراحة بين الشوطَين». كانت هذه رسالة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا إلى لاعبيه الذين تلقّوا هزيمة بنتيجة 1-0 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، لكنّ مدرّب أرسنال الإنكليزي حَرِص على التأكيد بأنّ المواجهة لا تزال متكافئة.

بالنظر إلى كيفية بداية المباراة ونهايتها، قد يشعر أرتيتا بالارتياح لذلك. افتتح سان جيرمان التسجيل عبر عثمان ديمبيلي (د4)، وقد شكّل ذلك بداية لفترة من السيطرة المطلقة للفريق الضيف استمرّت لربع المباراة.

 

نادراً ما بدا فريق أرتيتا بهذه الدرجة من التراجع مقارنةً بمنافسه. وإن كان الانتصاران في ربع النهائي ضدّ ريال مدريد الإسباني يحملان طابعاً أشبه بالحُلم، فقد كانت مباراة الثلاثاء أشبه بصَحوة على قسوة الواقع في مراحل الحسم من دوري الأبطال.

 

كانت مواجهة مدريد اختباراً نفسياً ضخماً لهذا الفريق. كان عليه تجاوز الرهبة من الشعار، ومن ملعب «سانتياغو برنابيو»، ومن «الريمونتادا» المتوقعة. لكن من منظور تكتيكي وفني، فإنّ سان جيرمان يُشكّل تحدّياً أكبر ممّا تمكن ريال مدريد من تقديمه.

 

في اللحظات الأخيرة من المباراة، أتيحت فُرَص لبطل فرنسا لتعزيز تقدّمه. البديلان برادلي باركولا وغونزالو راموس سيسترجعان فرصاً سانحة لمضاعفة التقدّم.

 

لكن بين ذلك العرض المُبكِر للتمريرات المعقّدة واللعب الواسع الماكر، وتلك الفرص المتأخّرة، أظهر أرسنال قُدرَته على التكيّف. استعاد توازنه ورباطة جأشه، وأتيحت له فرص لمعادلة النتيجة. جَودة سان جيرمان لا تُشكِّك، لكنّه أظهر بعض الهشاشة في بعض اللحظات.

 

مرّ أرسنال مرّتَين بكرة خلف أشرف حكيمي، لكنّ لا البرازيلي غابرييل مارتينيلي ولا البلجيكي لياندرو تروسار تمكّنا من التغلّب على الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما المتألق. وظنّ الإسباني ميكيل ميرينو أنّه أدرك التعادل، عندما حوّل ركلة حرّة نفّذها ديكلان رايس إلى الشباك، لكنّ تقنية الفيديو ألغت الهدف بداعي التسلّل.

 

من الصعب الخروج باستنتاجات حاسمة من مواجهة لا تزال أمامها 90 دقيقة على الأقل. الفوارق ضئيلة للغاية. لو أنّ مارتينيلي أو تروسار سدّدا الكرة على بُعد سنتيمترَين فقط من يَد دوناروما الممدودة، لكانت الصورة مختلفة تماماً. ولو أنّ ميرينو ركض في توقيت أفضل، لربما تغيّر مسار نصف النهائي بالكامل.

 

وما إذا كانت تلك اللحظات تمثل علامات مشجّعة أو أسباباً للندم، سيتحدّد بما سيحدث في باريس الأسبوع المقبل.

 

اعتبر ميرينو، لموقع أرسنال الرسمي، أنّ «هذه كرة القدم على أعلى مستوى، وقد تُحدِّد بضعة سنتيمترات مستقبلك. نأمل أن تكون هذه السنتيمترات العشرة لصالحنا في مباراة الإياب».

 

أجرى أرتيتا تعديلات أثناء المباراة لمساعدة فريقه على التكيّف مع تهديدات سان جيرمان. وأشار مدرب أرسنال إلى أنّ الفريق صحّح «مشكلة» واجهها في أول 20 دقيقة، ممّا سمح له بإيقاف سَيل الهجمات.

 

لكنّه لم يخض في التفاصيل، فالمواجهة لم تُحسَم بعد. والسؤال الآن: هل يملك أرسنال ما يكفي لتجاوز هذا العجز؟

 

ربما يجد «المدفعجية» الإلهام من نظيراته في الفريق النسائي. فقد خسر فريق أرسنال النسائي ذهاب نصف النهائي أمام فريق فرنسي آخر، ليون، بنتيجة 1-0. لكنّ فوزاً بنتيجة 4-1 في إياباً منح فريق رينيه سليغيرز بطاقة العبور إلى أول نهائي له منذ 18 عاماً.

 

مضت 19 سنة على وصول فريق الرجال إلى نهائي دوري الأبطال. وليُحقّق ذلك مجدّداً، سيحتاج إلى أن يكون أكثر فاعلية أمام المرمى، وأكثر وعياً بحركة باريس المراوغة وتمريراته المعقّدة.

 

إياباً سيعود الغاني توماس بارتي من الإيقاف، ممّا يمنح الفريق فرصة لإعادة ميرينو إلى مركز المهاجم الصريح، وديكلان رايس إلى الدور الديناميكي الذي شغله بجدارة في خط الوسط. كما سيحتاج أرسنال إلى أداء أفضل من قائده الدنماركي مارتن أوديغارد، الذي عانى من بصمة ضعيفة في ليلة الثلاثاء.

 

قد لا يتمكن الفريق من تحمّل 20 دقيقة أخرى مثل تلك التي بدأ بها ذهاباً. الهدف الأول في باريس قد يكون حاسماً. فأكّد أرتيتا: «عليك أن تُقدّم شيئاً استثنائياً في هذه البطولة لتنال حق الوصول إلى النهائي. والوقت المناسب لذلك سيكون في باريس».

 

إنّه مُحِق في ذلك. لكنّ أرسنال سبق أن قدّم عروضاً استثنائية في أدوار خروج المغلوب: فوز 7-1 على أيندهوفن، وانتصاران على ريال مدريد.

 

إنّها مجرّد نهاية شوط أول والفارق هدف واحد فقط، لكن إذا أراد أرسنال قلب الطاولة والتأهل إلى نهائي دوري الأبطال، فقد يحتاج إلى أفضل أداء له على الإطلاق.

theme::common.loader_icon