مانشيت "الجمهورية": مقترحات للمّ الشمل الحكومي.. وترقّـب الحراك التركي - القطري
مانشيت "الجمهورية": مقترحات للمّ الشمل الحكومي.. وترقّـب الحراك التركي - القطري
Monday, 15-Nov-2021 06:15

على وقع حرائق اجتاحت أحراج لبنان من الجنوب الى الشمال مروراً بالجبل خلال عطلة نهاية الاسبوع، ولا تزال مستمرة، تكاد كل الآمال المعلّقة على الحكومة تتبخّر، من فرملة الانهيار المالي وضبط سعر الدولار الذي عاود تحليقه، إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تقود إلى نتائج عملية وتعيد وضع لبنان على طريق الإنقاذ، وما بينهما الاستقرار السياسي الذي يفسح في المجال أمام المعالجات الاقتصادية ويقود إلى الانتخابات النيابية وإعادة إنتاج السلطة، وبالتالي كل ذلك يتبخّر مبدئياً او انّ إنجازه سيتمّ بصعوبة، كالانتخابات النيابية التي دخلت في دهاليز الطعون والمراجعات، على وقع شلل حكومي وتسخين سياسي وانهيار مالي متواصل.

ويذكِّر الوضع الحالي بمرحلة الفراغ الحكومي مع رئيس مكلّف يعجز عن التأليف، وسط اشتباك سياسي وانهيار مالي، والفارق الوحيد يكمن في وجود حكومة شكلاً ولكن بصفة تصريف أعمال مضموناً، فلا تلتئم على الرغم من الكلام عن تجاوز العٍقد التي أدّت إلى تعليق جلساتها، والمتصلة بالربط بين انعقادها، وبين تنحية المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وأضيف إلى هذه الأزمة، أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي لم يتجاوب مع الدعوات لاستقالته لتكون مدخلاً لحلّ الأزمة مع السعودية ودول الخليج، وذلك على وقع انقسام حكومي بين مؤيّد للاستقالة ورافض لها.

 

ولا يبدو انّ الاتصالات قد نجحت في معالجة أزمة البيطار ولا أزمة قرداحي، خصوصاً انّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قد أكّد في إطلالته الأخيرة تمسّكه بوزير الإعلام، ولا يستطيع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان تمنّى على قرداحي الاستقالة ان يجمع حكومته في حضوره، ما يعني انّ الشلل سيِّد الموقف حتى إشعار آخر.

 

ولم يكن أحد يتوقع ان تدخل الحكومة الوليدة في شيخوخة مبكرة على وقع فراغ وانهيار وانقسام وعزلة، كما انّ هذا الوضع قد يدفع الدول الخليجية إلى اتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية، طالما انّ لبنان لم يتبنَ استقالة قرداحي كخطوة حسن نية تجمِّد الخطوات التصعيدية وتعيد الوضع إلى ما قبل اندلاع هذه الأزمة، وبالتالي الوضع مفتوح على التصعيد مع الخارج والتصعيد في الداخل.

 

ومع معاودة الدولار تحليقه والارتفاع الجنوني في اسعار المحروقات والسلع، عادت المخاوف من انهيار الوضع الاجتماعي، الذي يصعب الرهان على تماسكه في ظلّ الوضع المالي الكارثي، خصوصاً انّ المآسي الاجتماعية تتفاقم من دون أن يكون هناك من أفق سياسي وحكومي، في اعتبار انّ الشلل من دون سقف، وما بين التصعيد السياسي والشلل الحكومي والانهيار المالي والغضب الشعبي، تزداد الضغوط على المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية.

 

ولا يبدو انّ كل المبادرات التي يتمّ العمل عليها قد فعلت فعلها، فيما يقف الخارج متفرجاً على أزمة مفتوحة على الأسوأ، فلا الرياض والعواصم الخليجية في وارد التراجع عن قرارها، بعدما تحمّلت من لبنان ما لا قدرة لدولة تحمّله من إساءات، ولا «حزب الله» في وارد القبول باستقالة قرداحي وفقاً لمواقفه المعلنة، ما يعني انّ الحكومة دخلت في تصريف مبكر للأعمال حتى لو لم تستقل رسمياً، وبالتالي في هذا الوضع لا يمكن توقّع سوى الأسوأ: الخارج منكفئ في ظل معرفته انّ وساطاته ستصطدم بالحائط المسدود، لا مبادرات داخلية، الشلل الحكومي على حاله، الانهيار المالي يتواصل، ولا حلول لأزمتي البيطار وقرداحي، والتصعيد سيّد الموقف، والناس متروكة لقدرها..

 

لمّ الشمل الحكومي

 

الى ذلك، تتواصل المساعي لإعادة لمّ شمل الحكومة المعطلة، فيما أكّدت مصادر مواكبة لهذه المساعي لـ«الجمهورية»، انّ هناك أقتراحات قيد البحث بين المعنيين للتوافق على مخرج يسمح بمعاودة اجتماعات مجلس الوزراء على قاعدة تدوير الزوايا في قضيتي المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ووزير الإعلام جورج قرداحي. واشارت المصادر إلى أنّ من المتوقع ان تظهر نتائج محاولة ترميم مجلس الوزراء خلال الايام القليلة المقبلة.

 

التركي والقطري

 

في غضون ذلك، دعت اوساط سياسية مطلعة عبر «الجمهورية»، الى ترقّب زيارتي وزيري الخارجية التركي والقطري الى بيروت مطلع الاسبوع، لافتة إلى أنهّما قد تحملان مؤشراً إلى ما ستفرزه المرحلة المقبلة، ومرجحة ان يكون هناك ربط بين التحرك القطري والتركي، في ظل التحالف بين الدوحة وانقرة.

 

واعتبرت الاوساط انّه لا يمكن فصل مهمة الوزير القطري في بيروت عن لقائه مع وزير الخارجية الأميركي في واشنطن انتوني بلينكن، وما أدلى به من مواقف تعكس دعم الإدارة الأميركية للرئيس نجيب ميقاتي وحكومته.

 

وتوقعت الاوساط المطلعة ان تكون زيارة المسؤول القطري منسقة مع الأميركيين، خصوصاً انّه يأتي الى بيروت مباشرة من واشنطن.

 

اوغلو في بيروت اليوم

 

ويُنتظر ان يصل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو مساء اليوم الى بيروت في زيارة رسمية قادماً من طهران التي أمضى فيها ساعات عدة لم تكن مقرّرة قبل تحديد موعد زيارته للبنان.

 

وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ لقاءات اوغلو في طهران ستشمل نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين في مؤسسات أمنية وديبلوماسية، وستتناول التطورات الاخيرة في لبنان وسوريا والمصالح المشتركة بين البلدين، في ظل تعدّد الملفات المطروحة بين الجانبين والتي تتصدّر اولوياتهما، ومن بينها الوضع في سوريا خصوصاً ومشكلة الهجرة غير الشرعية للمواطنين الافغان العابرين عبر الاراضي الايرانية.

 

ومن المقرّر أن يبدأ اوغلو محادثاته غداً بلقاء مبكر مع رئيس الجمهورية ميشال عون ثم يلتقي تباعاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.

 

وفد أميركي

 

وفي إطار الاهتمام الاميركي بالوضع المتدهور في لبنان، يصل الى بيروت هذا الاسبوع وفد من الكونغرس الاميركي يضمّ عدداً من النواب من اصل لبناني، في زيارة استطلاعية لاستقصاء المعلومات حول ما يجري في لبنان وانعكاسات ما يجري في المنطقة عليه.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ الوفد شُكِّل عقب لقاءات عُقدت في واشنطن مع وفود حزبية ومسؤولين لبنانيين في الأيام القليلة الماضية، وتلبية لدعوات أُطلقت للوقوف على آخر التطورات التي تستدعي دعماً اميركياً مباشراً لإنقاذ اللبنانيين الغارقين في الأزمات الخانقة وخصوصاً الاقتصادية والنقدية والتهديدات الامنية الناجمة عن انتشار السلاح غير الشرعي في لبنان. وهي قضايا لم يعد لها اي حل عبر المؤسسات اللبنانية في ظل العجز الرسمي عن ادارة شؤون البلاد وتزايد المخاوف من وجود من يريد تعطيل المؤسسات الدستورية والادارية الرسمية والمخاطر التي تهدّد اللبنانيين في حياتهم اليومية.

 

الفيصل وخوجة

 

وعلى جبهة الأزمة الديبلوماسية مع السعودية وبعض دول الخليج لم يُسجّل امس اي تطور يشير الى توافر حل قريب لها، فيما بدأ بعض الاوساط يتوقع ان تطول هذه الأزمة الى مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية في حال لم يتمّ تأجيلها، أو إذا لم يحصل أي تطور في هذه العجالة يدفع الجانب الخليجي الى تغيير موقفه.

 

وفي هذا المجال، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في تصريح له امس الطبقة السياسية في لبنان إلى إنهاء «هيمنة» حزب الله، مؤكّداً أنّ الرياض لا تنوي التعامل مع الحكومة اللبنانية في الوقت الحاضر.

 

وقال بن فرحان: «اننا لا نرى أي فائدة من التواصل مع الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة الزمنية». وأضاف: «نعتقد أنّ الطبقة السياسية في حاجة للنهوض واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير لبنان من هيمنة حزب الله وبالتبعية إيران من خلاله».

 

من جهته، اعتبر رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، أنّ «ما يحدث في لبنان أمر مؤسف، والذي يدفع الثمن هو الشعب اللبناني، وكذلك أيضا الشيعة، فليس كل الشيعة هناك راغبين بسيطرة حزب الله»، لافتاً الى انّه «لو كانت لديّ وصفة استطيع وصفها ما تأخّرت عن تقديمها، لكن الأمر راجع للشعب اللبناني نفسه». واستشهد الفيصل بالانتفاضة اللبنانية قبل جائحة كورونا، معتبراً انّ «الهبّة التي قامت في لبنان قبل كورونا، ضد الأوضاع وضد حزب الله كانت دليلاً الى أنّ الشعب اللبناني كافة يرفض تلك الأوضاع».

 

والى ذلك، كشفَ السفير السعودي الأسبق في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة أنّه «تعرّض لـ3 محاولات اغتيال في لبنان أثناء عمله هناك»، موضحاً أنّه «لا يستطيع اتهام أي جهة مُحدّدة بهذه العمليات».

 

واشار في حديثٍ بتثه قناة «العربية» السعودية، إلى أنه «لم يتصور يوماً أن تُقطع العلاقات بين المملكة ولبنان، فالمملكة قدّمت المساعدة للبنان كدولة عربية شقيقة»، معتبراً أنّ اللبنانيين «طفح بهم الكيل من سيطرة حزب الله على لبنان». وكشف خوجة انّ قيمة المساعدات التي قدّمتها المملكة للبنان منذ العام 1990 بلغت أكثر من 72 مليار دولار.

 

مواقف

 

في جديد المواقف امس، اتهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس لمناسبة «يوم الفقير العالمي» المسؤولين السياسيين والمتعاطين العمل السياسي، بأنّهم «يتلكؤون عن معالجة الأزمة الحادة الناشبة مع دول الخليج. إنّ استنزاف الوقت يُدخلنا في أزمة استنزاف اقتصادية ومعيشية تصعب الحل، ما يضرّ بمصالح مئات ألوف اللبنانيين ومصالح التجار والصناعيين والمزارعين وقطاعات لبنانية أخرى». وشّدد على أنّ «حلّ هذه الأزمة بشجاعة وطنية، لا يمسّ كرامة لبنان، بل إن تعريض اللبنانيين للطرد والبطالة والفقر والعوز والعزلة العربية هو ما يمسّ بالكرامة والسيادة والعنفوان (...) الكرامة ليست مرتبطة بالعناد إنما بالحكمة، وبطيب العلاقات مع كل الدول وبخاصة مع دول الخليج الشقيقة، ذلك أنّ دورها تجاه لبنان كان إيجابيا وموحّدا وسلميا، لا سلبيا وتقسيميا وعسكريا». وأضاف: «لا يحق لأي طرف أن يفرض إرادته على سائر اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم، ويعطّل عمل الحكومة، ويشل دور القضاء، ويخلق أجواء تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني».

 

وإذ سأل الراعي: «أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات والمفاوضات الدولية في هذه الظروف؟»، قال: «كل ما يجري اليوم يتعارض تماما مع النظام اللبناني بوجهه الدستوري والميثاقي والديموقراطي. إن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني تريد الخروج من أجواء الحرب والفتنة والنزاع، والدخول في عالم السلام الشامل والدائم والتلاقي الحضاري. ما لنا بحروب المنطقة وبمحاورها؟ ما لنا بصراعاتها وبلعبة أنظمتها؟ ما شأننا لنقرر مصير الشعوب الأخرى فيما نحن عاجزون عن تقرير مصيرنا، بل عن اتخاذ قرار إداري؟». ورأى انّه «إذا كان البعض يعتبر الحياد حلا صعبا، فإنا نرى فيه الحل الوحيد لإنقاذ لبنان. لقد بات متعذراً إنقاذ الشراكة الوطنية من دون الحياد. وكلما تأخّرنا في اعتماد هذا النظام كلما تضرّرت هذه الشراكة ودخل لبنان في متاهات دستورية لا يستطيع أي طرف أن يحدّد مداها».

 

«حزب الله»

 

وفي موقف لافت قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش، خلال احتفال في بلدة عيتيت الجنوبية «اننا «لا نرغب ولا نريد الدخول في نزاع لا مع السعودي ولا مع الدول الخليجية، وحريصون على ان تبقى علاقات لبنان بأشقائه العرب مستقرة ومتينة، لكن ليس على حساب سيادتنا وكرامتنا». وقال: «في الأمس إتهم نواب أميركيون السعودية بذبح اليمنيين، وقالوا انّ حصارها المدمّر يجب أن ينتهي فورا، فهل تجرؤ السعودية على سحب سفيرها من واشنطن، وطرد سفير أميركا من الرياض والمطالبة باستقالة هؤلاء النواب من الكونغرس لانّهم صرّحوا بذلك؟ بالتأكيد لا تجرؤ على ذلك، ولكنها تفعل ذلك مع لبنان وتصعّد وتفتعل أزمة بوجه لبنان وتشن حربا عبثية على اللبنانيين، ويشاركها في حفل التصعيد بعض اللبنانيين المتسكعين على أبواب المملكة والسفارات ممن اعتادوا على الارتزاق من بعض الدول والجهات الخارجية». ورأى أنّ «الهدف الاساسي من التصعيد السعودي تطويق المقاومة وحزب الله وتغيير المعادلة السياسية الداخلية والتأسيس لواقع سياسي جديد يؤدي إلى إضعاف المقاومة وإدخال لبنان في دائرة الانصياع الكامل للإرادة السعودية». مشدّدا على أنّ «الحرب ضد المقاومة في لبنان فاشلة وخاسرة، وننصح الذين يحملون هدف إضعاف المقاومة أن ييأسوا».

 

وبدوره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال في بيان أمس: «يبقى الخليج شريك تاريخ وحاضر ومستقبل، ويجب حل المشكلة بما يحفظ الخليج للبنان ولبنان للخليج دون مهزوم ومنتصر». وقال: «أشدّ مراتب الخيانة خيانة الناس بلقمة عيشها، وأشدّ أنواع الإستبداد استبداد قاض بملف يكاد يفجر البلد، وأسوأ أنواع الضياع ضياع سلطة بين زواريب الأمم».

 

عوده

 

وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خلال قداس في كاتدرائية مار نيقولاوس في الأشرفية ان «بلدنا مجرح وواقع بين اللصوص، لكن المؤتمنين عليه لا يريدون إنقاذه، ولا يدعون أحدا ينقذه، لا من الداخل ولا من الخارج». واضاف: «الشعب مجرّح نفسا وجسدا، لم يعد يقوى على المواجهة، أثخنوه جراحا كي لا يعلي الصوت في ما بعد، لكن هذا الصوت يجب أن يعود ليدوي في يوم الإستحقاق الديموقراطي المقبل، وإلا فإن المجرّح سيتحول إلى ميت ولن يقيمه أحد، لأنه يكون قد أمات نفسه بنفسه، بحريته وإرادته». ورأى أنّ «على اللبنانيين أن لا يفوتوا الفرصة الذهبية الآتية: الانتخابات النيابية التي، إن أحسنوا استغلالها واختاروا من يمثلهم حقاً وبأفضل الطرق، يضعون أنفسهم على السكة الصحيحة التي ستوصل البلاد إلى الخلاص. دم جديد في المجلس النيابي ضروري لتغيير الحياة السياسية وتطوير الرؤية ووضع أسس جديدة لدولة عصرية حضارية متطورة».

 

مسلسل الحرائق

 

وفي هذه الاجواء تصدّرت الحرائق الاهتمامات الداخلية لما خلّفته من اضرار على ثروة لبنان الحرجية. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، ان رئيس الجمهورية تتبع مسلسل هذه الحرائق المتنقلة وبقي على تواصل مع رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والبيئة، مطلعاً على الجهود المبذولة لإخماد الحرائق مقدّراً الجهود التي حالت دون المسّ بالممتلكات الخاصة والمنازل في المناطق التي حاصرتها النيران. وشدّد عون في اتصالاته على اهمية التثبت من الروايات التي تحدثت عن حرائق مفتعلة استناداً الى روايات مدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار وشهادات مواطنين مخاتير ورؤساء بلديات في مناطق الجنوب وبيت مري ومناطق مختلفة.

 

وكانت الحرائق تمدّدت على مدى يومين متنقّلة بين الجنوب وجبل لبنان والبقاع والشمال ملتهمة مساحات شاسعة من ثروة لبنان الحرجية ومساحاته الخضراء. وقد تجدّد الحريق مساء في بعض احراج «المونتيفردي» بسبب سرعة الرياح.

 

وكان قد أعلن عصراً إطفاء غالبية الحرائق في منطقة دير القلعة فيما توقفت مروحيات الجيش اللبناني عن التحليق في محيط الدير بسبب انعدام الرؤية ليلاً. فيما تابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، عمليات إخماد الحرائق، وطلب من محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي وقائمقام المتن مارلين حداد وضع إمكانياتهما بتصرف عناصر الإطفاء. وأعطى تعليماته الى فوج إطفاء بيروت للتحرك ومؤازرة الدفاع المدني في عمليات الإطفاء لمحاصرة النيران والحؤول دون تمدّدها.

 

في صور

 

وفي صور، تمكنت فرق الاطفاء في الدفاع المدني و«جمعية كشافة الرسالة» في حركة «أمل»، من السيطرة على الحريق الذي اندلع صباحاً في خراج بلدتي قانا والرمادية، حيث أتت النيران على مساحات واسعة من اشجار الزيتون والعشب اليابس. كذلك، تمكّنت فرق الإطفاء في مركز الدوير من إخماد حريق اندلع بين بلدتي كوثرية الرز وأنصار، وآخر بين بلدتي صير الغربية وكفرصير،فيما أفيد عن تجدّد الحريق في وادٍ ما بين الزرارية والخرايب وكوثرية الرز في منطقة الزهراني.

 

أمّا شمالا، فاندلعت في عكار سلسلة حرائق في خراج عدد من البلدات ومنها فنيدق ومنجز والبيرة والشيخ محمد. وأخمد عناصر الدفاع المدني، بالتعاون مع الأهالي، حريقاً قرب مدرسة بقرصونا الرسمية في الضنية، قبل اتساعه وتمدده في اتجاه المناطق السكنية. واندلع حريق في بلدة آسيا البترونية اخمدته فرق الدفاع المدني.

 

أمّا في البقاع، فامتدت الحرائق نحو البقاع الغربي، حيث اشتعلت الاحراج في خراج بلدة عيتنيت الواقعة قرب بحيرة القرعون وفي خراج بلدة المزرعة. كذلك اندلع حريق كبير بين باب مارع وعيتنيت، في أشجار معمّرة، وامتد سريعا إلى القرى المجاورة.

 

برّي

 

وتعليقاً على الحرائق، ولاسيما منها تلك التي أتت على مساحات شاسعة من المناطق الحرجية في قرى قضاء صور وعلى ضفتي نهر الليطاني، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: «قبل اسابيع في أكروم وجرود عكار، وقبلها في الجبل وجرود الهرمل والشوف، واليوم يحط مسلسل الحرائق في أحراج الجنوب، وهي في زمانها وجغرافيتها وتوقيتها تطرح جملة من التساؤلات، نضع الإجابة عنها برسم الأجهزة الامنية والقضائية المختصة، التي يجب أن تسارع الى إجراء تحقيقاتها وتحديد المسؤوليات والأسباب التي أدّت الى حصول هذه الكارثة، اذا لم نقل هذه الجريمة، التي طاولت ليس البيئة فحسب، إنما أيضاً الانسان في هذه المنطقة في تراثه وثقافته وذاكرته مع المقاومة وشهدائها الذين لهم مع كل شجرة قصة مجد وبطولة». وأضاف: «في الوقت الذي تكاد ألسنة النيران تلتهم آخر ما تبقّى من مساحات خضراء في لبنان، من خلال حرائق عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، ألم يحن الوقت للاقتناع أنّ تحصين الوطن وحفظ ما تبقّى من ماء الوجه الوطني وطبعاً ما تبقّى من ثروة حرجية، يكون بالإقرار بتعيين مأموري أحراج خارج القيد الطائفي؟ إنّ أخطر الحرائق التي لا يمكن إخمادها هي الحرائق المذهبية والطائفية المندلعة في النفوس».

 

كورونا

 

صحياً أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 947 إصابة جديدة (947 محلية و0 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ شباط 2020 الى 652735 اصابة. كذلك سجل التقرير 5 حالات وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 8582 حالة.

theme::common.loader_icon