مانشيت "الجمهورية": أسبوع حكومي ديبلوماسي وإقتصادي وقضائي.. وميقاتي: لا صفقات ولا تفريط بالصلاحيات
مانشيت "الجمهورية": أسبوع حكومي ديبلوماسي وإقتصادي وقضائي.. وميقاتي: لا صفقات ولا تفريط بالصلاحيات
Monday, 11-Oct-2021 05:59

تكبر التحدّيات أمام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع عودة سعر صرف الدولار الاميركي إلى مستوياته المرتفعة السابقة، ودخول البلاد في العتمة، وارتفاع أسعار المحروقات عشيّة فصل الشتاء وحاجة الناس إلى التدفئة، مع الصعود الجنوني لكل أسعار السلع، ما يعني انّ اللبنانيين بأمسّ الحاجة إلى خطوات عملية تقوم بها الحكومة وسريعة. فلا حركة الموفدين الدوليين الكثيفة تروي غليلاً، ولا المساعدات الجزئية تُشكِّل حلاً، إنما المطلوب اعتماد نهج جديد يؤدي إلى حلول ثابتة ودائمة، تؤدي بدورها إلى تحسُّن الأوضاع. وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان، يزور وفد اميركي رفيع المستوى بيروت هذا الاسبوع، في إطار متابعة البحث في عدد من ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة. فيما الحركة الدولية في اتجاه لبنان لا تهدأ. ولكن الناس تريد نتائج فورية، على الرغم من انّ المجتمع الدولي يعمل وفق توقيته والأجندة التي يضعها ولا يتأثر بحسابات واعتبارات.

وفي موازاة الزيارة الأميركية التي ستبحث في مواضيع المتابعة بين البلدين، خصوصاً على صعيد إيصال الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا والاردن لحلّ مشكلة الكهرباء، فإنّ الأجندة اللبنانية ستكون حافلة هذا الأسبوع، بدءاً من كلمة للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء اليوم، التي تأتي بعد أيام قليلة على زيارة عبداللهيان، مروراً بجلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء في بعبدا، وصولاً إلى التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت، التي يبدو انّها ستُعلّق مجدداً فور تبلّغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى كف يده عن القضية والمقدّمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، ومن دون إغفال ترسيم الحدود والذهاب بخطة موحّدة الى صندوق النقد الدولي.

 

وقد اتجهت الأنظار أمس إلى الانتخابات التشريعية العراقية المبكرة، ترجمة لأحد المطالب الشعبية الأساسية. حيث تقاطع الجميع على وصف هذه الانتخابات باليوم التاريخي والإنجاز الذي يُسجَّل في خانة حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فيما الاستعدادات اللبنانية للانتخابات تُستكمل على قدم وساق، في ظل توجّه الأنظار إلى جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي في 19 الجاري، التي يُنتظر ان تحسم نهائياً مجموعة بنود تبدأ من موعد إجراء الانتخابات، إلى «الميغاسنتر» واقتراع المغتربين لـ6 نواب فقط أم لجميع اعضاء المجلس النيابي، فيما دخل لبنان عملياً في أجواء الانتخابات، مع تحوّل هذا الاستحقاق أولوية الأولويات.

 

وعلى رغم زحمة حركة الموفدين وكثرة الملفات السياسية والانتخابية والقضائية، فإنّ الهمّ الأساسي للناس ينحصر في معالجة ملفاتهم الحياتية، حيث لا يزال اللبنانيون بلا محروقات ولا دواء ولا مياه ولا كهرباء، وقد بدأ الهمّ المعيشي يتعاظم، خصوصاً انّ صدمة التأليف الإيجابية بدأت تتلاشى. وعلى الرغم من انّ الحكومة ما زالت ضمن فترة السماح، إلّا انّ ضغوط الأوضاع الحياتية تزيد من قلق الناس وغضبهم، وتتطلب من الحكومة ان تبدأ بوضع الحلول على سكة التحقيق والإنجاز.

 

ملك الاردن وميقاتي

في هذه الأثناء، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته للأردن، والتي على رغم طابعها الخاص، التقى خلالها ملك الاردن عبدالله الثاني الذي أستقبله بعد ظهر امس في قصر الحسينية في حضور رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ومدير مكتب الملك الدكتور جعفر حسان.

 

وأفاد الديوان الملكي الاردني في بيان، انّ اللقاء «تناول العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات. وجدّد جلالة الملك خلال اللقاء، تأكيد وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق. كما جرى بحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها».

 

واكّدت مصادر حكومية لـ»الجمهورية»، ارتياح ميقاتي الى نتائج محادثاته مع العاهل الاردني الذي تربطه به صداقة متينة. واوضحت انّ هذه الزيارة كانت استكمالاً لزيارة رئيس الوزراء الأردني الاخيرة للبنان، وعبّر خلالها الجانب الأردني عن دعم للبنان ودوره على كل المستويات السياسية والاقتصادية. وقالت انّ العاهل الاردني أعطى تعليماته المباشرة لإنجاز الملفات المشتركة بين البلدين ودفع العلاقات قدماً الى مزيد من التقدّم. ووصفت المصادر الزيارة بأنّها مهمة بالنسبة الى مستقبل الاوضاع في لبنان، خصوصاً لما لملك الاردن من اتصالات ودور على المستويين الاقليمي والدولي في دفع الأزمة اللبنانية قدماً الى

المعالجة.

 

ميقاتي لا يفرّط

وعلّقت مصادر مطلعة على بعض ما بدأ يُنشر ويُحكى عن تفريط ميقاتي بصلاحيات رئاسة الحكومة، وأنّه يعقد صفقات جانبية مع هذا الطرف او ذاك، فاستغربت هذا الكلام، معتبرة انّه «يندرج في إطار المحاولات المسبقة للتصويب على عمل الحكومة ولزرع الشقاق بين مكوناتها». وقالت لـ»الجمهورية»، انّ «الرئيس ميقاتي ليس مشهوراً بعقد مثل هذه الصفقات الجانبية، وهو آخر شخص يمكن ان يُحكى عنه في موضوع صلاحيات رئاسة الحكومة والتفريط بها، إذ كان دائماً اول المدافعين والسبّاق الى المناداة بعدم التفريط بهذه الصلاحيات خصوصاً ايام كانت الصفقات الجانبية تدور هنا وهناك. وإن كل مزايدة عليه في هذا الاطار لا جدوى منها ولن تقدّم ولن تؤخّر في دفع العمل الحكومي الى الأمام».

 

واضافت المصادر: «اذا كان البعض يعتقد انّ التصويب على رئيس الحكومة من شأنه ان يحبط عزيمته او يحبط حكومته، عبر تكرار التجارب السابقة في التصويب على رئيس الحكومة، فهذه المسألة تخطّتها الوقائع التي تؤكّد انّ الحكومة عقدت العزم على العمل ولن تتراجع، وانّ الرئيس ميقاتي مستمر في تحمّل مسؤولياته، ويعتبر انّ الاولوية هي إنقاذ البلد ودفع العمل الحكومي قدماً الى الامام».

 

أسبوع اميركي بعد الإيراني

في غضون ذلك، وبعد الاسبوع الايراني الذي عاشه لبنان خلال زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، يستعد المسؤولون اللبنانيون لأسبوع اميركي، بوصول وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الاميركية منتصف الاسبوع الى بيروت على ان يغادرها بعد ايام الى لندن.

 

ويرأس هذا الوفد نائبة وزير الخارجية الاميركية السيدة فيكتوريا نولاند، ويضمّ عدداً من مساعديها والخبراء في اختصاصات مختلفة، قادمين من موسكو التي يزورها الوفد الاميركي اليوم لثلاثة ايام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الروس الكبار، بهدف مناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.

 

هوكشتاين يعود وحيداً

وفي تطور مفاجئ، كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة على الترتيبات الخاصة بالزيارة لـ «الجمهورية»، انّ المستشار الاول في وزارة الخارجية لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين سيغيب عن الوفد بقرار اتُخذ قبل ساعات قليلة على مغادرة الوفد واشنطن متوجّها الى موسكو، على ان تكون له زيارة منفردة لبيروت في منتصف الأسبوع المقبل. ومعروف انّ هوكشتاين هو من سيُكّلف رئاسة الوفد الاميركي الذي يشارك في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في مقرّ قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة. ولذلك سيقتصر الوفد المرافق لنولاند على كل من نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش ونائب مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير وعدد من الإداريين.

 

برنامج الزيارة

وعن برنامج الزيارة قالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّها ستبدأ صباح الخميس المقبل بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم يجول الوفد على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء من بينهم وزيرا الخارجية عبدالله بوحبيب والدفاع العميد موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

وسيطلّع الوفد على الجديد الطارئ على اكثر من مستوى بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وسبل مواجهة الاستحقاقات المقبلة، وخصوصاً تلك التي تساهم الإدارة الاميركية في تسهيل الوصول اليها، إن على مستوى توفير الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر قرض البنك الدولي، او على مستوى الإصلاحات الاخرى على اكثر من صعيد مالي ونقدي واداري. كما ستركّز المحادثات على التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية المقبلة واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

مع القوى التغييرية

وفي معلومات «الجمهورية»، انّ الوفد سيلتقي في مقر السفارة الأميركية ممثلين عن القوى «التغييرية» ومنظمات «المجتمع المدني»، لمناقشة وجهة نظرهم في الإصلاحات الاقتصادية والانتخابات المقبلة.

 

وفد صندوق النقد

على صعيد آخر، يصل الى بيروت بعد غد الأربعاء موفد من صندوق النقد الدولي هو مديره التنفيذي وممثل المجموعة العربية فيه محمود محيي الدين، في مهمة استطلاعية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وحاجاته على المستويات كافة، كما بالنسبة الى استعدادات الحكومة الجارية لإستئناف المفاوضات مع الصندوق، من دون ان يكون له اي علاقة بمجريات المفاوضات التي يتولاها وفد آخر.

 

وقالت مصادر حكومية، انّ على صعيد التفاوض مع صندوق النقد الدولي، فإنّ اللجنة الوزارية المكلّفة التفاوض مع الصندوق مستمرة في عملها وتحضيراتها، وانّ رئيس الحكومة يركّز في هذه المرحلة على ان يتمّ توفير الحلول الأساسية للملفات الآنية، على ان يتمّ التركيز على الحلول المستدامة من خلال المفاوضات مع الصندوق.

 

مجلس الوزراء

وفي اطار التحضيرات الجارية للمباشرة بعدد من الخطوات الحكومية، يعقد مجلس الوزراء جلسة عمل عند الرابعة بعد ظهر غد في القصر الجمهوري من دون جدول أعمال، على ان تُوجّه الدعوة لاحقاً الى جلسة للمجلس بجدول أعمال عادي.

 

وفي خطوة اعتبرت إيذاناً ببدء مسلسل جلسات العمل الحكومية بلا جدول اعمال، قال الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية في دعوته الموجّهة الى الوزراء، انّ الجلسة مخصّصة لـ «عرض رؤية كل من السيدة وزيرة الدولة لشؤون التنمية الوزارية والسادة الوزراء المتعلقة بوزاراتهم وخطة عملهم».

 

ملف الكهرباء

وعلمت «الجمهورية»، انّ ملف الكهرباء سيكون بنداً أساسياً على جدول اعمال هذه الجلسة، في ضوء الأزمة التي يشهدها قطاع الكهرباء التي وصلت الى حدّ توقف معامل توليد الطاقة عن العمل خلال الايام المنصرمة، قبل ان يُستدرك الأمر بالاستعانة باحتياط الغاز اويل الموجود لدى الجيش.

 

وعلمت «الجمهورية»، انّ ميقاتي سيمهّد لهذا الامر باجتماع سيرأسه اليوم في السرايا الحكومية، ويضمّه الى وزير الطاقة وليد فياض وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، وسيُخصّص للبحث في اسباب انفصال شبكات الكهرباء عن العمل، ومنع تكرار هذا الامر.

 

تعيينات محتملة

ومن المحتمل ان تُعرض خلال الجلسة دفعة من التعيينات الديبلوماسية والقضائية، اذا اكتملت اللمسات الأخيرة عليها، حيث أبلغت اوساط مطلعة الى «الجمهورية»، انّ هناك إمكانية لتعيين اعضاء مجلس القضاء الأعلى، وعدد من السفراء، بعدما أصبح هناك توافق على معظم الاسماء في هذين المجالين.

 

مجلس القضاء يكتمل اليوم

وتوقعت مصادر مطلعة، انّ يوقّع وزير العدل هنري خوري اليوم مرسوم استكمال هيكلية أعضاء مجلس القضاء الاعلى، بعد فترة شغور استمرت أشهراً. وعُلم انّ القضاة الذين سيكملون هيكلية المجلس هم: ميراي الحداد، ماجد مزيحم وجانيت حنا، عن رؤساء محاكم التمييز، وحبيب مزهر وداني شبلي عن رؤساء محاكم الاستئناف، والياس ريشا عن رؤساء الغرف الابتدائيّة.

 

رئيس الجامعة

والى ذلك، عُلم انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري متحمس لتعيين عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران في رئاسة الجامعة خلفاً للدكتور فؤاد ايوب، ولكن يبدو أنّ «التيار الوطني الحر» يربط تعيينه بالتوافق على سلة عمداء لكليات الجامعة.

 

وتوازياً، وضمن الاستعدادات للانتخابات النيابية، عيّن بري اللجان الحركية التي ستتولّى إدارة الماكينة الانتخابية لـ»أمل» في مناطق وجودها.

 

مواقف

وفي جديد المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد من بكركي: «اننا نعوّل على الحكومة الحالية وخصوصاً على رئيسها نجيب ميقاتي، الذي أكّد لنا عزمه على العمل لكي تتخطّى الحكومة المعوقات الكثيرة الماثلة أمامها من الأقربين قبل الأبعدين، وتنطلق في ورشة الاصلاحات فوراً، والتي من دونها لا نجاح ولا مساعدات ولا تضامن عربياً ودولياً، ولبنان بمقدار ما يحتاج إلى مساندة أصدقائه، يجب ان تحافظ الدولة على استقلال البلاد وسيادتها وعلاقتها الطبيعية، فلا تكون بعض المساعدات العينية غطاء للهيمنة على لبنان والنيل من هويته ودوره المسالم في هذا الشرق». واضاف: «يجب الحرص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، لكي لا يصبح تغيير المواعيد، وتعديل القانون والالتفاف على مشاركة المغتربين ذرائع تهدّد إجراء الانتخابات، لأنّ اللعب بموضوع الانتخابات من شأنه هذه المرة ان يؤدي إلى أخطار لا أحد يعرف مضاعفاتها»، لافتاً إلى انّ «الشعب يريد الانتخابات فرصة لتغيير واقعه الأليم ومنطلقاً لحياة وطنية جديدة، الشعب يريد انتخابات شفافة نزيهة بعيدة عن المال السياسي الذي يراهن على فقر الناس، لذلك نحن ندعو الى مراقبة دولية وأممية للعملية الانتخابية».

 

من جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده تحدث في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس عن اهل بيروت «الذين فُجعوا بتفجير أودى بأحبائهم من أطفال وشباب وشيب»، وقال: «مع هول الحدث، وعوض تعزيتهم والوقوف إلى جانبهم، إستغلّ البعض الحدث الجلل ليطلقوا مواقف وخطابات بعضها لا يمتّ إلى الواقع ولا المحبة أو الرحمة أو التعزية، وبعضها الآخر مملوء حقداً ورسائل سياسية كان أهل الضحايا، ولا يزالون، في غنى عنها». وأضاف: «كان الأولى بالمسؤولين لو نزلوا من عليائهم ووقفوا بصمت وخشوع إلى جانب المواطنين المتألمين، وكانوا الكتف التي يُستَند إليها. يا ليتهم تحننوا مثلما فعل الرب مع أرملة نايين، لكن بعضهم يمعنون في لمس الجرح العميق، جاعلين إيّاه ينزف أكثر، إما بعدم مثولهم أمام القضاء، أو من خلال تعطيل مسار التحقيق، متعللين بعلّل الخطايا، وإما من خلال إخفاء الدلائل والحقائق لغايات في نفوسهم».

 

«حزب الله»

واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» وأحد نواب «حزب الله» النائب حسن عز الدين، أنّ «هناك رواية كاملة وموجودة حول باخرة نيترات الأمونيوم التي دخلت إلى مرفأ بيروت، وممكن في أي لحظة أن تُنشر في الإعلام، كي يطلع الناس جميعاً على مجريات ما حصل». وقال: «هناك تقارير لأجهزة أمنية دولية ومحلية حول حادثة انفجار مرفأ بيروت، تبدأ من لحظة دخول الباخرة المحمّلة بالنيترات إلى المياه الإقليمية وصولاً إلى تفريغ حمولتها». وتساءل، عن «دور قوات الطوارئ متعددة الجنسيات ووظيفتها، فليقولوا لنا كيف دخلت هذه الباخرة إلى لبنان؟ وكيف قاموا بتفتيشها، وهم موجودون على مدار الساعة في البحر؟ وأين توقفت لحظة دخولها؟ وأين أنزلت حمولتها؟ ولمصلحة من؟ ومن أين أتت وإلى أين أتت؟ وهناك أسئلة كثيرة وكثيرة».

 

وشدّد عز الدين، على «أننا حريصون على الحقيقة والعدالة والإنصاف، ولكننا نرفض أي محاولة للفبركة أو تسييس للعدالة، أو نقل الاتهام من جهة إلى أخرى»، مشيراً إلى أنّ «الأميركي ما زال يعتبر أنّ التحقيق في إنفجار المرفأ واحد من الأدوات التي يمكن أن يبقيها مفتوحة ليستثمرها ويوظفها في الانتخابات ضد خصومه، محاولاً بذلك تغيير المعادلة النيابية القائمة والموجودة في المجلس النيابي لمصلحة حلفائه ومن يدعمهم ممن يسمّى بالمجتمع المدني أو الجمعيات وغيرها، وكل ما فعله الأميركي منذ سنوات من حصار وغيره، هو من أجل الوصول إلى هذا الهدف».

 

واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أنّ «الحكومة ضرورة ماسة لوقف دوامة انهيار البلد، ولكن البلد يحتاج قوة سياسية تتحسس أزمة جوع الناس ونهبها، لتمنع ذئاب الأزمة المالية المعيشية من النهش المجنون، والأهم تأمين الأساسيات من محروقات وحاجات غذائية وسيطرة مقبولة على الأسواق والأسعار، وسط مافيا تتحكّم بالفاتورة الصحية الدوائية المعيشية والسلع الرئيسية دون حدّ. ما يفترض سياسياً تنفيذ الحكومة سلسلة إجراءات نفوذ، بخاصة بالأسواق، وكسر مشهد الانتظار والإسراع في تشبيك الاقتصاد اللبناني- السوري، خصوصاً أنّ عزل دمشق صار في أرشيف البيت الأبيض المنسي».

 

وتوجّه قبلان الى القضاء قائلاً: «مهمتك إصطياد الأفاعي لا حمايتها، والحياد الأعور لا نريده، والعتمة يجب أن تبدأ بمن نهب لا بالشعب المنهوب، وإنقاذ البلد يبدأ بسلطة نافذة بوجه ميليشيات المال والأسواق لا بإغراق البلد بالعتمة، والمعادلة الوطنية تمر بتعزيز الشعب لا بالتعامل معه كفيتامين انتخابي»، وقال: «التفاوض مع الصندوق الدولي يحتاج عرض قوة داخلية وخيارات خارجية وليس استسلاماً للقدر، والثقة بالحكومة تبدأ بكسر يد مقاولي الصفقات لا بترك الناس وسط غابة وحوش، والأولويات تبدأ بأسعار محروقات وحاجات معيشية تليق بالشعب المنهوب وليس بالتبن والشعير، وما نريده ليس سفينة نوح بل شجاعة نوح».

 

ومن جهته، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط شدّد في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي على انّ «المهم ان تُؤمّن الكهرباء فوق كل اعتبار، لانني لا اريد ان يُساء فهمي». وكان جنبلاط قد علّق على اعلان إيران استعدادها لبناء معمل للطاقة في لبنان، بتغريدة حذفها لاحقاً، بالقول: «في إيران يحترمون الطبيعة والحدائق الخضراء ويحتفلون منذ آلاف السنين بعيد الربيع النوروز في 21 مارس». وأضاف: «أما الممانعة، تصرّ على تزويدنا بمحطة إنتاج كهرباء. فهل من الضروري مصادرة الـ Gulf Club لبنائها، وهو مساحة خضراء مميزة في غابة الباطون لمدينة بيروت وضواحيها لبنان».

theme::common.loader_icon