الإبتكار في معالجة قصور القلب في «أوتيل ديو»
الإبتكار في معالجة قصور القلب في «أوتيل ديو»
فانيسا الهبر
جريدة الجمهورية
Saturday, 07-Sep-2019 06:18
«ما تسلّم قلبك لمين ما كان» ليس فقط في الحب بل في الطب أيضاً. القلب دقيق للغاية وأقل غلطة.. تكلّف الكثير. لذلك، بات من الضروري أن تسلّم حياتك للأطباء والإختصاصيين الكفوئين الذين يتابعون الإبتكارات التي يشهدها عالم الطب في هذا المجال.

أمراض القلب منتشرة انتشاراً واسعاً في لبنان والعالم، من أبرزها قصور القلب أو فشل القلب الذي يُعتبر حاليًا سببًا رئيسًا للمرض والوفيات. قد تُصاب بقصور القلب عندما تصبح عضلة القلب ضعيفة فتضخ كميات قليلة من الدم ما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى أعضاء رئيسة في الجسم كعضلات الهيكل العظمي والكلى والجهاز الهضمي والدماغ في نهاية الأمر.

لا شكّ أنّ انتشار هذا المرض بكثرة حثّ قسم الأمراض القلبية في مستشفى أوتيل ديو إلى عقد مؤتمر طبي يشمل أهمّ الأطباء والإختصاصيّين في أمراض القلب من لبنان، أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لتناول مسألة قصور القلب والإبتكار في معالجتها.

لذلك، نظّم قسم الأمراض القلبية الإجتماع السنوي الثاني، في تاريخ 6 و7 أيلول 2019، بعنوان «الإبتكار في معالجة قصور القلب: من الأقراص إلى الأجهزة» بحضور وزير الصحة د. جميل جبق وبالتعاون مع كلية الطب في جامعة القديس يوسف ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور مالك محمد. وحضر الاجتماع أهم الأخصائيّين في أمراض القلب والأوعية الدموية في لبنان والدول العربية المجاورة.

افتُتح المؤتمر بكلمة ترحيبيّة تلتها وقفة مع النشيد الوطني. ثمّ ألقى البروفيسور ربيع عازار، رئيس قسم الأمراض القلبيّة في مستشفى أوتيل ديو، كلمة أوضح فيها أهمية «معالجة قصور القلب التي أصبحت عمليّة متقدّمة ومعقّدة. فبالإضافة إلى الأدوية، يعتمد العلاج اليوم على تدخّلات هيكليّة غير جراحيّة متقدّمة ومتطوّرة وعلى أجهزة كهربائيّة متنوّعة. يتوجّب على أطباء أمراض القلب أن يبقوا على اطّلاع دائم في هذا المجال لأنّ الابتكارات فيه تشهد تزايداً مستمرّاً».

أضاف أنّ قصور القلب حاليًا يعدّ سببًا رئيسًا للوفيات في جميع أنحاء العالم. ويعود سبب انتشاره إلى شيخوخة السكان وإلى زيادة انتشار أمراض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم وداء السكري. تشمل أعراض قصور القلب ضيقًا في التنفس، انخفاضًا في نسبة تحمّل التمارين الرياضيّة، وذمة الأطراف السفلية والرئة. إذا لم يُعالج قصور القلب، قد يتسبّب بوفاة المريض جرّاء انخفاض معدل نبضات القلب أو اضطرابات في النشاط الكهربائي للقلب.

وفي كلمة ألقاها أمام الحضور، استعان وزير الصحة د. جميل ببعض الإحصاءات، وقال إنّ أكثر من 2 في المئة (أي ما يزيد عن 130 مليون من سكان العالم) يعانون من قصور القلب. أمّا في لبنان فيعاني منه أكثر من 70000 ألفاً، ويسجَّل سنوياً دخول ما يزيد على 11000 حالة مصابة الى المستشفيات، وتغطي وزارة الصحة ما يزيد على 33 في المئة منهم، بحسب الوزير جبق.

وتابع وزير الصحة العامة أنّ هذه الأرقام تدلّ على الإنتشار الواسع لهذا المرض في لبنان كما في العالم ما يضفي أهمية خاصة على هذا المؤتمر. كذلك، سلّط الوزير جبق الضوء على مسألة وهب الأعضاء داعيًا المؤتمرين إلى المشاركة في إحداث نقلة نوعية والقيام بواجب ثقافي واجتماعي بهدف دعم لجان وهب الأعضاء من خلال تشجيع الناس على التبرع بأعضائهم.

وختم الوزير جبق مؤكدًا أنّ لبنان كان دائمًا منارة الشرق الأوسط في الإستشفاء ووزارة الصحة لن تألو جهدًا لتعيد لبنان وجهة للعالم العربي في هذا المجال.

كما كانت مداخلات للحاضرين شدّدت على أهمية انعقاد المؤتمرات لتبادل الخبرات والمعارف. وقد ناقش أعضاء كلية الطب المحليّون مع أهم الأخصائيّين في أمراض القلب والأوعية الدمويّة الأميركيّين والأوروبيين كافة نواحي إدارة قصور القلب من علاجه من خلال الأقراص إلى علاجه بواسطة الأجهزة.

theme::common.loader_icon