هل أنتِ مصابة بهَوَس الشراء؟
هل أنتِ مصابة بهَوَس الشراء؟
Friday, 07-Jun-2019 08:58
يحبّ الإنسان بطبيعته التباهي والظهور، وتميل المرأة إلى ذلك أكثر من الرجل من حيث الجمال والمظهر الخارجي، فتحتاج إلى مزيد من التسوّق، ناهيك عن تنوّع حاجاتها مقارنة مع الرجل من ناحية الملابس والتبرّج والتزيّن. فهي تتفوّق عليه كثيراً من ناحية استعمال المجوهرات، كما على صعيد العناية بالبشرة والماكياج، وما يستلزم ذلك من تفاصيل.

ما الذي يدفعنا للشراء؟ هل تعتبر المبالغة في الشراء حالة مرضية؟ ما هو هوس الشراء؟ ما هي أضراره؟ كيف نتخلّص منه؟

تشعر فابيان بشغف كبير عندما تتسوّق، لكنها سرعان ما تشعر بعد ذلك بالقلق والتوتر والندم يتزايد شيئاً فشيئاً. فتسأل نفسها، لماذا قمت بذلك؟ هل أحتاج فعلاً لهذا الثوب؟ وغالباً ما ينتهي الأمر بأن تقول لنفسها بأنها اشترته بموسم التنزيلات، وبأنها ستحتاجه يوماً، وتكون بذلك قد أضافت ثوباً جديداً إلى تلك المتراكمة في خزانتها. وبعد ذلك، سوف تدور الدائرة بها من جديد، إكراه، رغبة شديدة، إثارة، إمتلاك، لوم الذات، قلق شديد، وبعدها تهدئة.

عندما نشتري أشياء لا نحتاجها وتفوق قدرتنا على تحمّل تكاليفها، عندما ينتهي اهتمامنا بها لحظة الشراء، عندما لا نستطيع مقاومة تلك الرغبة الجامحة للشراء ونسقط تحت عجز مالي وإقتصادي بسبب ذلك، إذاً نحن مصابون بما يُعرف بهوس الشراء. أعراضه كأعراض الإدمان على الكحول أو المواد المخدرة...

90% ممَّن يعانون من هذا الإضطراب نساءٌ يشكين من اضطرابات الشهية، الإكتئاب، القلق والتوتر. لكن طبعاً هناك فرق شاسع بين من تحب التسوق والمدمنة على ذلك؛ فلو كنت تفرحين عندما تتسوّقين، فهذا ما تشعر به أكثرية النساء نظراً لطبيعتهن، ومستوى الهورمونات، وطبيعتهن الحساسة والعاطفية، ورغبتهن في جذب الآخر واهتمامهن بجمالهن ومظهرهن الخارجي. كأيّ شخص مصاب بالإدمان، يتحسّن مزاج المهووس بالشراء عند الفعل، لينتقل بعدها إلى الشعور بالذنب، والغضب والإحباط، ما يشعره بالحاجة لما يخلّصه من هذه المشاعر، أي الشراء من جديد.

يؤدّي إهمال الآباء والأمهات لأولادهم إلى فراغ عاطفي، فينشأون فتياناً وفتيات مع الشعور بأنهم غيرُ مهمّين، غيرُ محبوبين ومتروكون، فضلاً عن ضعف في تقدير الذات، يؤدي إلى السعي لإيجاد ما يعبّئ الفراغ كالألعاب، والطعام، لمحاربة الوحدة والشعور بالرفض. وعند البلوغ، يبحثون عن أمور أخرى كالمخدرات وشراهة الطعام والجنس، بهدف التعويض؛ كما يفقدون الشعور بالأمان والسلام والإستقرار، فيتحولون إلى إنفعاليين، متسلّطين، في حالة بحث دائم عمّا يهدّئ مزاجهم ويُشعرهم بالرضا. أما بالنسبة للمرأة، فعلاوة على ذلك، هي تحاول ملء فراغ عاطفي وإهمال وخوف من تحوّل شريكها إلى أخرى أجمل منها أو أصغر عمراً ربما ...

كل نوع ممّا ذكرناه من ردود الأفعال سوف ينعكس بشكل سيئ على مَن يعيشه، فتنتج عن هوس الشراء مشكلات نفسية، إقتصادية وعلائقية بين الأزواج وأفراد العائلة.

في زاوية محلّ للأحذية النسائية، رأيتها ترجو المدير أن يسمح لها بتقسيط الحذاء الباهظ الثمن، وكأنها تطلب دواءً يُنقذها من الموت، بينما كان هو ينصحها بعدم القيام بذلك، لأنها اشترت العديد من قبل. إلّا أنها وبهستيرية كانت تترجّاه إلى أن وافق، وبعد خروجها أخبرنا بأنها تقوم بذلك مراراً وتكراراً، وبأنها لحظة الحصول على الحذاء، تنتقل إلى آخر. وما يزيد من المشكلات الإقتصادية هو التقسيط وبطاقات الإئتمان بحوزة المستهلك، بالإضافة إلى التسوّق عن طريق الإنترنت، ولا ننسى القروض التي نستحصل عليها من المصارف والأشخاص.

هوس الشراء!
لمعرفة ما إذا كنت مصاباً بهوس الشراء، إسأل نفسك هذه الأسئلة، عندما ترغب بشراء شيء ما، وإذا تمكنت من فعل ذلك، وأقلعت عن فكرة الشراء أحياناً، إذاً أنت لا تشكو من ذلك.
1) لماذا أنا هنا؟
2) بماذا أشعر؟
3) هل أحتاج هذا الشيء؟
4) ماذا لو أجّلت ذلك؟
5) كيف سأتمكّن من دفع ثمنه؟
6) أين سأضعه؟
إنّ الإجابة على هذه الأسئلة سوف تساعد في خلق وقت محدَّد بين الرغبة في الشراء والفعل، وتؤدي إلى التفكير منطقياً في القرار.

إنّ علاج هوس الشراء يشبه إلى حدّ كبير علاج شره الطعام، حيث يصعب على المصاب التوقف عنه، فعندما يصبح الشراء أمراً خارجاً عن إرادة مَن يقوم به، لا بدّ له من تدخّل أشخاص مختصين، ما يساعده على وعي الأمر، والإنتباه إلى أنّ ما يقوم به رمزي، للتعبير عن فراغ ما، فيتعلّم طرقاً عملية للتوقف عن الشراء، دون استبدال ذلك بعادات أخرى غير صحّية.

بعض النصائح:
• إبتعدوا عن الإعلانات المغرية.
• لا تذهبوا إلى أماكن تجدون فيها المغريات، خصوصاً في مواسم التخفيضات، لأنّ ذلك يشكل عاملاً جاذباً.
• إصطحبوا معكم أشخاصاً مقرّبين يساعدونكم للسيطرة على الذات وعدم شراء ما لا يلزم.
• لا تحملوا مبالغ كبيرة في حقائبكم.
• لا تحملوا بطاقات الإئتمان.
• أكتبوا لوائح بمشتراتكم دون إخفاء أيّ منها.

إنّ التسوّق أمر مفرح، ويجعلنا نمتلك ما نحتاجه، لكن لو ذهبنا إلى أبعد من ذلك، لوجدنا العلاقة الوثيقة بين الشراء والرضا عن الذات والراحة، ومحاولة التحكم والسيطرة، ونيل إعجاب الأشخاص المهمين في حياتنا.

theme::common.loader_icon