متحوّر جديد يثير المخاوف من موسم إنفلونزا قاسٍ
متحوّر جديد يثير المخاوف من موسم إنفلونزا قاسٍ
جريدة الجمهورية
Tuesday, 23-Dec-2025 07:39

يُثير ظهور متحوّر جديد من فيروس الإنفلونزا قلق الأوساط الطبية مع اقتراب موسم الشتاء، في ظل مؤشرات مبكرة توحي أنّ العالم قد يكون أمام موسم صعب آخر. فالإنفلونزا معروفة بقدرتها الدائمة على التحوّر والتغيُّر، لكنّها هذا العام تفاجئ العلماء بوتيرة أسرع وخصائص أكثر تعقيداً.

«قريبة» من السلالات السابقة

المتحوّر السائد حالياً هو من سلالة H3N2، وتحديداً ما يُعرف بـ"التحت-سلالة K". وعلى رغم من أنّ H3N2 ليست جديدة بحدّ ذاتها، فإنّ النسخة الحالية تحمل مجموعة من الطفرات التي تميّزها عن النسخ السابقة، ما يجعلها أقل شبهاً بما واجهته المناعة البشرية في الأعوام الماضية. ويصفها بعض الباحثين بأنّها «قريبة» من السلالات السابقة، لكنّها ليست مطابقة لها، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول قدرة الأجسام المضادة المكتسبة سابقاً على التصدّي لها بفعالية.

 

حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة على أنّ هذه التحت-سلالة تتسبّب بأمراض أكثر خطورة، لكنّ المخاوف الأساسية تتعلّق بسرعة انتشارها. فالتغيُّرات الجينية قد تمنح الفيروس قدرة أكبر على الإفلات من المناعة الناتجة من اللقاحات أو الإصابات السابقة، ما يعني عدداً أكبر من الإصابات الإجمالية. ويأتي هذا القلق في وقت ما زالت فيه الذاكرة قريبة من الموسم الماضي، الذي كان من الأسوأ منذ قرابة عقد.

 

الذروة في شهري كانون الثاني وشباط

تجارب دول مثل اليابان وأستراليا والمملكة المتحدة، حيث بدأت موجات الإنفلونزا مبكراً وارتفعت الإصابات بسرعة، تُعدّ بمثابة جرس إنذار. وفي الولايات المتحدة، تشير بيانات المراكز الصحية إلى أنّ مستويات الإصابة لا تزال ضمن المعدّلات المتوقعة، لكنّها في مسار تصاعدي واضح، مع احتمال بلوغ الذروة في شهري كانون الثاني وشباط، خصوصاً بعد موسم السفر والتجمّعات الشتوية.

 

أمّا بشأن فعالية اللقاح، فعلى رغم من المخاوف من أنّ الطفرات الجديدة قد تُقلِّل من أدائه، يؤكّد الخبراء أنّ التطعيم لا يزال يوفّر حماية مهمّة، لا سيما ضدّ الحالات الشديدة. نتائج أولية من دراسات مخبرية وبيانات أوروبية تشير إلى أنّ اللقاح ساهم في خفض حالات دخول المستشفيات، خصوصاً بين الأطفال، وإن كانت الحماية أقل لدى البالغين. لذلك، يبقى الحصول على اللقاح خطوة أساسية لتقليل المخاطر.

 

إلى جانب التطعيم، يُنصح باتباع إجراءات وقائية بسيطة لكنّها فعّالة: غسل اليدَين بانتظام، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، تحسين التهوية، وتعقيم الأسطح التي قد يبقى الفيروس عليها لأكثر من يوم. أعراض الإنفلونزا غالباً ما تظهر بشكل مفاجئ وقاسٍ، مع حمى، قشعريرة، احتقان وآلام عامة في الجسم.

 

الفحوصات المنزلية المشتركة أداة مفيدة

ونظراً لتشابه الأعراض مع أمراض تنفسية أخرى، باتت الفحوصات المنزلية المشتركة التي تكشف عن الإنفلونزا وكوفيد-19 أداة مفيدة، إذ تساعد على التشخيص السريع واتخاذ قرار استخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل «تاميفلو» التي تكون أكثر فعالية عند تناولها في الأيام الأولى من الإصابة، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

theme::common.loader_icon