عقدت لجنة الميكانيزم اجتماعها الـ15 في الناقورة، لمتابعة الجهود الهادفة إلى دعم الاستقرار والتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وتركز البحث على المستجدات الأمنية وتعزيز التنسيق العسكري، مع تأكيد أهمية دعم قدرات الجيش اللبناني كضامن أساسي للأمن جنوب الليطاني.
وناقش المشاركون المدنيون تهيئة الظروف لعودة السكان الى منازلهم، ودفع جهود إعادة الإعمار، ومعالجة الأولويات الاقتصادية، معتبرين أن التقدم السياسي والاقتصادي المستدام شرط لترسيخ المكاسب الأمنية. واتفق المجتمعون على تكامل المسارين الأمني والسياسي لضمان الاستقرار طويل الأمد، على أن يُعقد الاجتماع المقبل في 7 كانون الثاني 2026.
وعقب الاجتماع، أطلع رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم رئيس الجمهورية جوزاف عون على أجواء النقاش، حيث شدد عون على أولوية عودة سكان القرى الحدودية، كما عرض ما أنجزه الجيش اللبناني بشكل موثق.
في المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاجتماع تناول أمن الحدود والدفع بمبادرات اقتصادية، معتبراً أنها تصب في إطار مسار حوار يهدف إلى نزع سلاح حزب الله، بمشاركة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.
سياسياً، رحّب الرئيس عون بإعلان اتفاق أميركي – فرنسي – سعودي لعقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، معتبراً أن دعم المؤسسات الأمنية يشكل استثماراً في استقرار لبنان وسيادته، ومؤكداً الالتزام بالشفافية في استخدام المساعدات.
هذا شددت فرنسا والولايات المتحدة على دعم الجيش اللبناني ومنع استعادة حزب الله لقدراته العسكرية.
الى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "أننا لا نريد أن يستعيد حزب الله قدراته على تهديد إسرائيل". وقال: "نأمل أن تكون في لبنان حكومة قوية وألا يعود حزب الله للسيطرة على الجنوب"، مشددا على "أننا سندعم الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله".
وأضاف: "نأمل أن تمهد المحادثات بين لبنان وإسرائيل الطريق إلى الأمام وأن تمنع مزيداً من الصراع".
وفي سياق منفصل، أكد عون أهمية الدور المصري في المنطقة العربية وعلى مساعدتها في هذه المرحلة الصعبة، خلال لقائه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي نقل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للبنان، وأعلن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الثنائي ودعم مشاريع الطاقة وإعادة الإعمار، ولا سيما في الجنوب.
وأكد مدبولي أن مصر تنظر إلى لبنان باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار في المشرق العربي، مشيرا الى أن مصر لا تألو جهدًا في مواصلة مساعيها الحثيثة للنأي بلبنان عن أي تصعيد. وشدد على موقف مصر الثابت والرافض لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها، لافتا الى ضرورة الانسحاب الفوري غير المشروط من كامل الأراضي اللبنانية واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، بالإضافة إلى التنفيذ الكامل ودون انتقائية لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 ".
واعتبر ان استقرار لبنان ووحدته الوطنية هما جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها.
كما جرت محادثات موسعة بين الوفدين اللبناني والمصري شملت مختلف الملفات السياسية والاقتصادية.
داخلياً، انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ما وصفه بعودة "الترويكا"، داعياً إلى ضمان حق المغتربين في الاقتراع، ومطالباً رئيس الجمهورية بالتدخل عبر توجيه رسالة إلى مجلس النواب لتفادي المخاطر التي تهدد الانتخابات النيابية.
اقتصادياً، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام إطلاق مسار قانوني متكامل لمعالجة أزمة الودائع، مؤكداً التزام الحكومة إنصاف المودعين. وأوضح أن الودائع التي تقل عن 100 ألف دولار ستُعاد كاملة خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، فيما يحصل المودعون الآخرون على هذا المبلغ إضافة إلى سندات قابلة للتداول، مشدداً على أن الحل يقوم على الشفافية والمساءلة والعدالة.
اقليميا، اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن تحقيق السلام في قطاع غزة غير ممكن من دون نزع سلاح حركة حماس، محذرا من أنه إذا تمكنت الحركة مستقبلا من تهديد إسرائيل أو مهاجمتها "فلن يكون هناك سلام".
هذا وقال قيادي في حركة حماس إن المحادثات المقررة في ميامي للانتقال إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة يجب أن تفضي إلى وقف خروقات إسرائيل للهدنة.
دوليا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه يترك احتمال الحرب مع فنزويلا مطروحا على الطاولة. وأشار الى أنه ستكون هناك عمليات مصادرة إضافية لناقلات النفط بالقرب من مياه فنزويلا.
وفي سياق منفصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لن تكون هناك أي عمليات عسكرية خاصة جديدة في حال التعامل باحترام مع روسيا وعدم خداعها.
وأعلن أن بلاده ستوقف الهجمات بعيدة المدى في أوكرانيا حال تنظيم انتخابات هناك، حيث تعهّد بوتين بوقف الهجمات والضربات بالمسيرات التي تطال عمق أوكرانيا يوم الانتخابات إذا نظّمت كييف الاقتراع الرئاسي الذي تطالب به كل من موسكو وواشنطن.
وفيما يبدأ الأوكرانيون والأميركيون والأوروبيون، مباحثات جديدة تتناول خطة واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، أكد وزير الخارجية الأميركي، أن المفاوضات تحرز تقدماً لكن الطريق لا يزال طويلاً.