ماريسكا الأبرز لتدريب سيتي إن رحل غوارديولا
ماريسكا الأبرز لتدريب سيتي إن رحل غوارديولا
ديفيد أورنستين- نيويورك تايمز
Friday, 19-Dec-2025 07:42

يُعدّ الإيطالي إنزو ماريسكا، المدير الفني لتشلسي، من أبرز المرشحين الذين يضعهم مانشستر سيتي في حساباته في حال مغادرة الإسباني بيب غوارديولا ملعب «الاتحاد» الصيف المقبل. وبحسب عدد من المصادر المطلعة خارج النادي، هناك ترقّب متزايد لأن يكون هذا الموسم الأخير لغوارديولا مع سيتي. ومن المرجّح أن يُتخذ قرار حاسم أقرب إلى نهاية الموسم.

تزامناً، يواصل سيتي إعداد خطط بديلة تحسباً لتحقق هذا السيناريو. وبالنظر إلى أنّه سبق له العمل في النادي على مستويَي الفئات العمرية والفريق الأول، فإنّ ماريسكا لا يزال يحظى بإعجاب داخل هرم الإدارة، ومن المتوقع أن يكون اسمه حاضراً بقوة في حال شغور المنصب، على رغم من أنّه لن يكون المرشح الوحيد.

 

غوارديولا مرتبط بعقد حتى حزيران 2027، بفضل عقد جديد وُقّع في تشرين الثاني 2024، ومدّد الشروط التي كانت تقترب من دخول آخر 6 أشهر لها. ويمنح ذلك الطرفَين متسعاً من الوقت، ومن الناحية التاريخية اعتاد الإسباني (54 عاماً) تأجيل حسم مستقبله إلى وقت متأخّر نسبياً.

 

ولم يتلقَّ «ذا أثلتيك» أي إشارة إلى أنّ أكثر من 100 تهمة في الدوري الإنكليزي الممتاز الموجّهة إلى سيتي، التي ينفيها النادي بشدّة، لها أي تأثير على وضع غوارديولا.

 

ماريسكا معروف جيداً لدى بطل إنكلترا 10 مرّات، من خلال فترتَين قضاهما في النادي على جانبَي تجربة كمدرب لبارما الإيطالي. فقد قاد سيتي -21 عاماً في موسم 2020-2021، ثم عاد كمساعد في الفريق الأول صيف 2022. ويمتد عقد الإيطالي مع تشلسي حتى 2029، مع خيار التمديد لمدة 12 شهراً إضافياً، إلّا أنّ حالة من الغموض برزت في الأيام الأخيرة بعدما وصف فترة التحضير للفوز على ضيفه إيفرتون بأنّها «أسوأ 48 ساعة منذ انضمامي إلى النادي، لأنّ كثيرين لم يدعمونا».

 

ورفض الخوض في تفاصيل إضافية خلال المؤتمرات الصحافية اللاحقة، لكنّه تحدّث مراراً عن شعوره بالألفة مع جماهير تشلسي، وكان آخر ذلك عقب الفوز على كارديف سيتي في ربع نهائي كأس الرابطة.

 

وفي الخريف، غيّر ماريسكا (45 عاماً)، وكيل أعماله لينضمّ إلى ما يُعرف بـ»الوكيل الخارق» خورخي مينديز، في خطوة تهدف إلى دعم مسيرته التدريبية.

 

وفي حديث لشبكة ESPN البرازيلية في أيار، تعهّد غوارديولا: «بعد انتهاء عقدي مع سيتي، سأتوقف. أنا متأكّد. لا أعرف إن كنتُ سأعتزل، لكنّني سآخذ استراحة».

 

أُعيد طرح الموضوع على غوارديولا مجدّداً في تشرين الأول، حين اقترح مساعده السابق كارليس بلانشارت أن يبتعد عن اللعبة. وأوضح غوارديولا: «حالياً، أعتقد أنّ لديّ الطاقة مع لاعبيّ لأقدّم موسماً أفضل من الموسم الماضي. هناك هامش لنكون أفضل في جوانب كثيرة، وهذا يمنحني الطاقة لأنّ المهمّة لم تنتهِ بعد. لا يزال هناك الكثير غير المنجز. ولهذا أنا هنا».

 

العمل تحت قيادة غوارديولا في موسم 2022-2023 سبق تعيين ماريسكا مدرباً لليستر سيتي، فأشرف فوراً على صعودهم إلى الدوري الممتاز، قبل أن ينتقل لتدريب تشلسي خلفاً لماوريسيو بوكيتينو.

 

وأنهى تشيلسي الموسم في المركز الرابع في الدوري، وتوّج بلقبَي دوري المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية الموسعة من المحاولة الأولى. ويحتل تشلسي حالياً المركز الرابع بعد 16 مباراة، بينما يتقدّم عليه سيتي غوارديولا بـ6 نقاط في المركز الثاني.

 

اهتمام سيتي يثير تساؤلات داخل تشلسي

 

سيُشكّل اهتمام سيتي بماريسكا تحدّياً أمام تشلسي لقياس مدى رغبته في بقائه على رأس الجهاز الفني. فقد حقّق النادي تقدّماً تحت قيادة ماريسكا منذ استقدامه من ليستر، إذ ضَمَن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى منذ استحواذ تحالف تود بويلي–كليرليك على النادي قبل 3 أعوام، إلى جانب تحقيق لقبَي الكأس. كما يعتقد النادي أنّه بنى تشكيلة مناسبة لتمكين ماريسكا من تحقيق ذلك.

 

ومؤشر إلى تصاعد مكانة ماريسكا في عالم التدريب، برز حين أغدق عليه غوارديولا المديح من دون سابق سؤال، خلال مؤتمر صحافي قبل أسابيع قليلة، واصفاً إياه بأنّه «أحد أفضل المدربين في العالم. العمل الذي قام به في تشلسي لا ينال التقدير الكافي». لكنّ الأمور لم تسِر بسلاسة تامة في الموسم الثاني للإيطالي. فقد عانى تشلسي من مشكلات انضباطية وتذبذب في المستوى، ومع ذلك لا يزال ينافس على جبهات الدوري الممتاز، دوري الأبطال، كأس الرابطة، وكأس الاتحاد، مع اقتراب الموسم من منتصفه.

 

وتُعدّ الصورة الذهنية لخسارة ماريسكا لصالح منافس محلي، عاملاً إضافياً في كيفية تعامل تشلسي مع هذا التطوّر. إذ وضع هيكلاً تنظيمياً يضمن ألّا تتأثر استراتيجيته العامة كثيراً بتغيير المدرب، وكان دائماً يخطط لمراجعة مسار النادي، بما في ذلك وضع ماريسكا، في نهاية موسمه الثاني.

 

أن يفقد نادٍ أنجح مدرب في تاريخه، وأن يفقد مدرباً أعاد تشكيل دوري بأكمله وأعاد تعريف لعبة، هذا هو العبء الذي سيتعيّن على سيتي تحمّله عند رحيل غوارديولا. وإذا كان ذلك سيتمّ هذا الصيف، فسيُجبر النادي على مواجهة مستقبل قد يستحيل عليه مجاراة ماضيه القريب: موسم الـ100 نقطة في 2017-2018، والألقاب الـ4 المتتالية غير المسبوقة في الدوري، والثلاثية في 2022-2023.

 

سيكون الفراق عاطفياً. فقد وقع غوارديولا في حب ثقافة الكرة الإنكليزية، وجماهير سيتي ترى فيه، عن حق، مخلّصاً. لقد غيّر وجه النادي وصورته على الساحة العالمية. لكنّ هذا اليوم كان لا بُدّ أن يأتي، والمفاجأة هي أنّه لا يزال هنا في موسمه العاشر. كانت هناك مناسبات فكّر فيها غوارديولا بالرحيل، لكنّه كان دائماً يجد تحدّياً جديداً يُغذي هوسه. ومع انتهاء عقدَي برناردو سيلفا وجون ستونز نهاية الموسم، فإنّ رحيل الثلاثة معاً سيشكّل إشارة إلى إغلاق فصل غوارديولا. إنّه خروج بحجم هائل بكل المقاييس، لكنّه ليس أمراً سيّئاً على الإطلاق.

theme::common.loader_icon