يتبادل شقيقان صانعان للأفلام، الحكايات، في فيلم وثائقي متفرّد في نبرته. في فيلمهما الوثائقي الغريب والمشوَّه بصرياً Endless Cookie، يمزج سيث وبيت سكرايفر تاريخاً شفهياً غنياً مع كوميديا شاذّة، ما يفتح الباب أمام مفاجآت سياسية غير متوقعة.
يعتمد الفيلم في صوته بشكل أساسي على محادثات مسجّلة بين سيث وبيت تمتد لـ8 سنوات، ويضمّ أيضاً أصوات أفراد عائلتي المخرجين الحقيقية، الذين يقاطعون الحديث باستمرار لسرد قصصهم الخاصة. لذلك، لا يبدو أنّ الهدف هنا هو الاتساق؛ فهذا العمل أشبه بترجمة سينمائية لفكرة الجماعة.
ينحدر الأخوان غير الشقيقَين سيث وبيت، من خلفيات عرقية مختلفة. سيث، الذي تولّى أيضاً تحريك الفيلم، رجل أبيض يعيش في تورونتو؛ أمّا بيت فهو أبيض ومن السكان الأصليِّين، يتحدّث لغة الكري بطلاقة، ويُقيم في محمية شاماتّاوا التابعة للأمم الأولى في مانيتوبا.
تبادل الذكريات بينهما يدفع فيلمهما الحالم إلى التأرجح بين الثمانينات والحاضر، وأحياناً حتى المستقبل. هذا الحراك الزمني يعكس حكايات بيت الريفية الساخرة، التي تتراوح بين تذكره مشاهدة حيوانات الكاريبو أثناء التزاوج، إلى سرد متقطّع لكَيفية هروبه من فخّ القنادس الذي نصبه بنفسه.
وراء لحظات المرح في Endless Cookie حقائق قاسية أيضاً. فمذياع سيارة يُعلن أنّ التحرّش المنهجي الذي تمارسه الشرطة الملكية الكندية أدّى إلى ارتفاع معدّلات سجن السكان الأصليِّين في كندا.
وتنتشر رسائل اجتماعية إضافية في ثنايا الرسوم المتحرّكة الكثيفة: قسم الأطعمة المجمّدة في السوبرماركت، يعرض وجبة مجمّدة تحمل اسم «صدمة استعمارية»، وأخرى بعنوان «أصابع دجاج لِنَأْكُل أصحاب المليارات». أن تصل هذه النكات إلى هدفها من دون لهجة أخلاقية فاقعة، يُعدّ نقطة قوّة أخرى لفيلم مليء بالكثير من العلامات البارزة.