زيلينسكي في لقاء أميركي- أوروبي: مسعى جديد لإنهاء الحرب
زيلينسكي في لقاء أميركي- أوروبي: مسعى جديد لإنهاء الحرب
كريستوفر إف. شوتزه- نيويورك تايمز
Tuesday, 16-Dec-2025 07:32

لليوم الثاني على التوالي، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين بديبلوماسيِّين أميركيِّين وقادة الدول الأوروبية، في محاولة لسدّ الفجوات حول كيفية إنهاء الحرب.

أعلن مكتب الرئيس زيلينسكي في بيان مقتضب، أنّه التقى، أمس في برلين، كبار القادة الأميركيِّين والأوروبيِّين، لليوم الثاني توالياً من المحادثات رفيعة المستوى الهادفة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

 

وجاء هذا اللقاء عقب مناقشة استمرّت 5 ساعات يوم الأحد بين زيلينسكي وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، إذ أعلن مكتب ويتكوف أنّ «قدراً كبيراً من التقدُّم قد تحقّق».

 

كما التقى زيلينسكي، أمس، بالرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، الذي كان قد أجرى أيضاً محادثات مع كوشنر الأحد، وفقاً لمكتب ستوب. وكان من المقرَّر أن ينضمّ إلى زيلينسكي مساء أمس قادة أوروبيّون آخرون، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. ولم يكن من المتوقع أن تُرسِل روسيا ممثلين عنها.

 

ويسارع الأميركيّون والأوروبيّون إلى تجاوز الانقسامات الواسعة بشأن التنازلات التي ينبغي على أوكرانيا تقديمها، لإقناع روسيا بالموافقة على وقف إطلاق النار. وقد اقترحت الولايات المتحدة أن تتنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي التي لم تحتلّها روسيا بعد. لكنّ أوكرانيا أكّدت أنّها لن تتخلّى عن مزيد من الأراضي، وهو موقف يحظى بدعم واسع من القادة الأوروبيِّين الذين يتوجّسون من مكافأة روسيا على الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط 2022. وأثارت أوكرانيا آمال التوصّل إلى تسوية، الأحد، عندما كرّر زيلينسكي أنّ كييف ستُعلِّق هدفها بالإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي، على الأقل في الوقت الراهن. وفي المقابل، أكّد زيلينسكي أنّ أوكرانيا ستحتاج إلى ضمانات قوية بأنّ الولايات المتحدة ستتدخّل إذا هاجمتها روسيا مجدَّداً.

 

كما التقى زيلينسكي، أمس، بالرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، وبجوليا كلوكنر، رئيسة البرلمان الألماني، وكان من المتوقع أيضاً أن يشارك في تجمع يتعلّق بالعلاقات الاقتصادية الأوكرانية-الألمانية.

 

وكان من المقرَّر أن يصل إلى برلين بحلول مساء أمس قادة كل من الدنمارك وإيطاليا، هولندا، النروج، بولندا والسويد، بالإضافة إلى أورسولا فون دير لاين، رئيسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، للمشاركة في عشاء في دار المستشارية مع ميرتس، ستارمر، ماكرون وروته.

 

وقد جرى تنظيم هذا التجمُّع الديبلوماسي على عجل من قِبل مسؤولين ألمان وأوكرانيِّين وأميركيِّين، في وقت تتزايد فيه الضغوط للعثور على تسوية تنهي الحرب. وكان ترامب قد أعلن خلال حملته الرئاسية أنّه يستطيع وقف القتال خلال 24 ساعة، لكنّ الواقع أثبت خلاف ذلك.

 

الأحد، وبعد استقباله الوفدَين الأوكراني والأميركي، كتب ميرتس على وسائل التواصل الاجتماعي: «نريد سلاماً دائماً في أوكرانيا. أسئلة صعبة تنتظرنا، لكن نحن مُصمِّمون على المضي قدماً». وتأتي هذه الوتيرة المتسارعة من النشاط الديبلوماسي بعد أن قدَّم المفاوضون الأميركيّون الشهر الماضي خطة سلام من 28 نقطة، رفضها الأوكرانيّون باعتبارها متماشية أكثر من اللازم مع المصالح الروسية. ولم يرفض القادة الأوروبيّون تلك الخطة رفضاً قاطعاً، لكنّهم دعموا إعداد أوكرانيا لمقترح مضاد تُبقي فيه كييف على الأراضي التي تُسَيطر عليها حالياً، وتحصل على ضمانات أمنية من واشنطن.

 

وقد سعى القادة الأوروبيّون، ولا سيّما ميرتس وماكرون وستارمر، إلى تعزيز موقف كييف وإشراك أنفسهم في المفاوضات، لأنّ نتائجها تؤثر في الأمن الأوسع لأوروبا، فضلاً عن أوكرانيا.

 

وفي إبرازٍ لجهود أوروبية أوسع لتقييد روسيا وحلفائها، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، أنّه فرض عقوبات على عدد من الأشخاص والشركات المتورّطة في مبيعات النفط الروسي. كما لفت التكتل إلى أنّه سهّل فرض عقوبات على بيلاروسيا، الحليف الرئيسي لروسيا.

theme::common.loader_icon