هل أصلح هانسي فليك دفاعه أخيراً؟
هل أصلح هانسي فليك دفاعه أخيراً؟
بول بالوس- نيويورك تايمز
Tuesday, 16-Dec-2025 07:25

ما هي أبرز نقطة حديث في برشلونة حالياً؟ أي أزمة تصيب الغريم التقليدي ريال مدريد تجعل الحياة أحلى قليلاً في برشلونة على أي حال، لكنّ الأمور تبدو مشرقة بشكل خاص في هذه المرحلة، في ظل التقدُّم الذي يحرزه فريق هانسي فليك. هذا الأسبوع، حان وقت تقدير التحسن الدفاعي.

فوز برشلونة على ضيفه أوساسونا 2-0 يعني أنّ الفريق لا يزال يتقدّم بـ4 نقاط على غريمه في صدارة الدوري الإسباني. كما حقق أول شباك نظيفة له في 6 مباريات. يبدو أنّ فليك وجد أخيراً تشكيلاً قريباً جداً من أفضل وحدة دفاعية لديه.

 

المدرب الألماني أشرك الآن رباعي دفاعي واحداً في 4 مباريات متتالية: جول كونديه ظهير أيمن، باو كوبارسي قلب دفاع أيمن، جيرارد مارتين إلى جانبه، وأليخاندرو بالدي ظهير أيسر.

 

كان دفاع برشلونة منطقة إشكالية منذ بداية الموسم. لعب رحيل إينييغو مارتينيز في آب دوراً في ذلك، إلى جانب المخاوف المتعلقة بالضغط من الأمام، التي تزامنت مع إصابات لاعبين مثل رافينيا. بدأ رونالد أراوخو كأبرز مرشح لتعويض مارتينيز كقلب دفاع ضمن التشكيلة الأساسية، لكنّ فليك أراد أيضاً منح الجميع في الفريق فرصة حقيقية لشغل هذا الدور. بعض العروض الضعيفة، إلى جانب الإحساس بأنّ الفرق بدأت تفهم كيفية استغلال النظام الذي يعتمده برشلونة، دفعت المدرب إلى الاستمرار في التعديلات.

 

جُرِّب مارتين، الذي يلعب عادةً كظهير أيسر، لأول مرّة إلى جانب كوبارسي في قلب الدفاع خلال الفوز 4-0 على أتلتيك بلباو، وقدّم مستوى جيداً. ويأتي هذا التطوّر في توقيت مناسب، نظراً لإجازة أراوخو وكون أندرياس كريستنسن لا يُنظر إليه كجزء من مستقبل النادي على المدى الطويل. الدنماركي (29 عاماً) يتّجه لأن يصبح لاعباً حراً في نهاية موسم لم يبدأ فيه سوى 3 مباريات من أصل 17 في الدوري، وجلس على مقاعد البدلاء 12 مرّة، ولم يُعرَض عليه تجديد عقده.

 

كان الجهاز الفني في برشلونة يدرك ضرورة إيجاد حل في مركز قلب الدفاع. والآن، منح سلسلة من المشاركات لكوبارسي ومارتين، وهي الشراكة السادسة التي تُجرَّب في هذا المركز.

 

تعتقد مصادر من داخل الفريق الأول أنّ التغييرات المستمرة في بداية الموسم، بحثاً عن حلول لتعويض رحيل مارتينيز، لم تساعد على الانسجام داخل الملعب، إذ كان بعض المدافعين يُغيِّرون أدوارهم باستمرار. لعب كوبارسي ومارتين معاً لأول مرّة ضدّ بلباو، لكنّهما سرعان ما بنَيا شيئاً متماسكاً.

 

سيستقبل برشلونة الفرص دائماً عند اللعب وفق النظام الذي يُريده فليك. لكنّ الفريق بات يتعامل بشكل أفضل مع المتطلّبات الدفاعية التي ترافق الخط الدفاعي المتقدَّم والضغط العالي المكثف من الأمام.

 

ماذا عن أفضل خيار في مركز الارتكاز الدفاعي؟

 

المباريات الأخيرة حملت أيضاً تغييراً أساسياً في وسط الملعب. عاد فرينكي دي يونغ إلى الجاهزية الكاملة في المباراتَين الماضيتَين، لكنّ فليك فضّل إشراك إريك غارسيا كلاعب ارتكاز. وبعد ما قدّمه الأخير، لا يبدو أنّ هذا الخيار سيتغيّر قريباً.

 

غارسيا لم يُكمل فقط مسار عودته القوية مع برشلونة، بعد أن قضى موسم 2023-2024 معاراً وكان قريباً من الرحيل عدة مرّات، بل أصبح أحد أكثر اللاعبين ثقة لدى فليك ومحبوباً لدى الجماهير التي تهتف باسمه في كل مباراة منذ العودة إلى «كامب نو».

 

تطوّر ليُصبح أشبه بـ«سكّين الجيش السويسري»، إذ لعب كقلب دفاع وفي مركزَي الظهير، لكنّه قد يكون الآن وجد مكانه الخاص في مركز الارتكاز الدفاعي. يمنح غارسيا إضافة دفاعية واضحة لهذا الدور، بفضل شراسته في الالتحامات وقراءته المتفوقة للعب، ما يساعد على قطع الهجمات المرتدّة.

 

فليك من المعجبين الكبار بقدرات دي يونغ، لكنّ مصادر من الطاقم الفني تشرح إنّهم توصّلوا إلى قناعة بأنّ الفريق يستفيد حالياً بشكل أكبر من وجود غارسيا في الملعب. ويعترفون بأنّ الهولندي هو الخيار الأفضل بالكرة، لكنّهم يُشدِّدون على أهمّية مهارات غارسيا من دون كرة.

 

تفاهم غارسيا مع بيدري كان ممتازاً في المباريات الماضية، وفي الكواليس عبّر مهاجمون مثل لامين يمال، عن مدى استمتاعهم باللعب معه كدرع خلفهم.

 

وأكّد فليك قبل مباراة أوساسونا: «هكذا هو الوضع حالياً. إريك كان جيداً جداً، خصوصاً مع الخط الخلفي الذي نستخدمه. بالطريقة التي نلعب بها الآن، كان إريك رائعاً. لا أعرف ما الذي سيحدث في المستقبل. كل لاعب يحتاج إلى التطوّر والتحسُّن، وهذا أمر طبيعي في أي فريق. إريك قوي جداً دفاعياً، لكنّه يُضيف أيضاً الكثير في بناء اللعب».

 

لا يزال الموسم طويلاً، وستأتي بالتأكيد فرص أخرى لدي يونغ، لكنّ فليك من أشدّ المؤمنين بالاستفادة القصوى من فترات التألّق التي يمرّ فيها اللاعبون. ببساطة، لا يمكنه إخراج غارسيا من التشكيلة حالياً.

 

ماذا تعلمنا أيضاً؟

كان بيدري مميّزاً مرّة أخرى، وأفضل لاعب في الملعب. أكّد أداؤه أنّه تعافى بالكامل من إصابة العضلة الخلفية التي تعرّض لها أمام ريال مدريد. وكان يوماً جيّداً أيضاً لرافينيا، إذ شكّل هدفاه في الشوط الثاني دليلاً إضافياً على مدى أهمّيته لهذا الفريق. واعتبره فليك: «جزءاً كبيراً جداً ممّا نريد القيام به. أوساسونا دافع بعمق شديد وكان من الصعب إيجاد المساحات، وفي مثل هذه المباريات، عندما تجد أي مساحة صغيرة للهجوم، تحتاج إلى لاعبين مثله لاستغلالها في الأمام، كما فعل في الهدف الأول».

 

اعتمد أوساسونا نهجاً حذراً في «كامب نو»، ربما آخذاً في الاعتبار النسخة المتحسنة التي يقدّمها برشلونة أخيراً. دافع الفريق بكتلة منخفضة، منتظراً فرصته في الهجمات المرتدّة.

 

سنرى كيف سيُخطِّط المنافسون لمواجهتهم مستقبلاً، لكن مع عودة الأساسيِّين من الإصابة، بات برشلونة أكثر قدرة على فرض سيطرته على المباريات، كما فعل في طريقه إلى اللقب في الموسم الماضي.

theme::common.loader_icon