خلاصة "الجمهورية": إطلاق نار في سيدني يفتح باب التصعيد الدبلوماسي
خلاصة "الجمهورية": إطلاق نار في سيدني يفتح باب التصعيد الدبلوماسي
Sunday, 14-Dec-2025 20:50

عقب التهديد الإسرائيلي الذي استهدف أحد المنازل في بلدة يانوح أمس، كثّفت القوات الإسرائيلية تحليق طيرانها الاستطلاعي طوال الليل وحتى ساعات الصباح فوق منطقة صور، ولا سيما أجواء بلدة يانوح.

وفي هذا الإطار، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، أنه وفي سياق التنسيق القائم بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، نفّذ الجيش تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح، وذلك بموافقة مالكه، ليتبيّن عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخله.

وأوضحت القيادة أنه بعد مغادرة وحدات الجيش المكان، ورد تهديد إسرائيلي بقصف المنزل نفسه، ما استدعى تحرّكًا فوريًا لدورية من الجيش أعادت تفتيش المبنى من دون العثور على أي أسلحة أو ذخائر، وبقيت متمركزة في محيطه لمنع استهدافه. وأشارت قيادة الجيش إلى تقديرها العالي لثقة الأهالي بالمؤسسة العسكرية وتعاونهم معها خلال قيامها بواجبها الوطني.

كما أعربت القيادة عن شكرها للجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية، التي أجرت الاتصالات اللازمة بالتنسيق مع قيادة الجيش، وأسهمت بدور أساسي في وقف تنفيذ التهديد. وأكدت أن الجهود والتضحيات التي يبذلها العسكريون في ظروف استثنائية الصعوبة والدقة أدت إلى إلغاء التهديد في الوقت الراهن، فيما لا تزال وحدات الجيش متمركزة في محيط المنزل حتى الساعة.

وشدّدت القيادة على أن هذه الحادثة تؤكد أن السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار يكمن في توحيد الجهود والتضامن الوطني مع الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الـMechanism واليونيفيل، في مرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات الوعي والمسؤولية.

في السياق نفسه، أفاد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية بأن إسرائيل نقلت إلى لبنان، عبر قنوات دولية، رسالة مفادها أن أي تعاون أو تنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله يُعد «غير مقبول»، وذلك على خلفية تعليق ضربة إسرائيلية كانت مخططة ضد هدف تابع للحزب في جنوب لبنان.

وبحسب التقرير، رصدت إسرائيل مؤخرًا مستودع أسلحة تابعًا لحزب الله في بلدة يانوح، وأبلغت الجيش اللبناني بموقعه للتعامل مع ما وصفته بـ«الخرق». وبعد انسحاب الجيش اللبناني، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بإخلاء المبنى تمهيدًا لقصفه، قبل أن يقرّر في اللحظات الأخيرة تأجيل الضربة، إثر طلب من الجيش اللبناني بالعودة إلى الموقع ومعالجة الوضع.

ونقل التقرير عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن تل أبيب رصدت مؤشرات على تنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله، مؤكدة أنها «منحت الجيش اللبناني فرصة لمعالجة الخرق»، لكنها شددت، عبر رسالة نُقلت بواسطة الأميركيين، على رفضها لهذا النوع من التعاون. كما حذّرت إسرائيل من أنها بدأت تفقد صبرها إزاء ما تعتبره إخفاقًا في مواجهة نشاط حزب الله، ملوّحة بإمكانية توسيع ضرباتها في حال عدم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

من جهته، قال مصدر أمني لبناني إن الجيش حاول في وقت سابق تفتيش المبنى الذي كان في دائرة الاستهداف، إلا أن اعتراضات السكان حالت دون ذلك.

أمنيًا أيضًا، وقعت اشتباكات بين الجيش اللبناني وعناصر من الأمن السوري في محلة المشرفة بين الهرمل والقاع، خلال مطاردة مهربين فرّوا إلى داخل الأراضي السورية. وعلى الفور، قطع الجيش طريق التهريب بالسواتر الترابية ونفّذ انتشارًا أمنيًا في منطقة الاشتباك.

في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة قداس الأحد، إن لبنان اليوم «متعب وحائر ومثقل بالأسئلة»، وهو بحاجة إلى كلمة تطمئنه، مؤكدًا أن «لا خلاص بلا ثقة، ولا مستقبل بلا طاعة للقيم، ولا سلام بلا شجاعة الرحمة». وشدّد على أن السلام ثمرة قرار شجاع، لا حلمًا شعريًا.

كما أشار إلى مواقف قداسة البابا بعد زيارته لبنان، والتي أكدت أن السلام ممكن، وأن الحروب لا تصنع مستقبلًا، وأن لبنان قادر على النهوض إذا عاد إلى رسالته، معتبرًا أن هذه المواقف روحية وأخلاقية بامتياز.

بدوره، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة قداسًا في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وأكد في عظته أن العالم بحاجة إلى مسيحيين حقيقيين يحملون نور الإنسان الجديد، لا إلى جماعات تبث الأحقاد والانقسامات. واستذكر جبران تويني، معتبرًا أنه دافع عن لبنان بالكلمة والفكر، وأن استشهاده لم يُلغِ الحقيقة التي ستبقى وتنتصر مهما تأخرت العدالة.

على صعيد آخر، شهد شاطئ شهير قرب مدينة سيدني الأسترالية حادث إطلاق نار استهدف تجمعًا يهوديًا، وُصف بالهجوم الإرهابي، وأسفر عن مقتل نحو 12 شخصًا وإصابة حوالى 29 آخرين، بينهم شرطيان. وتم القضاء على أحد المنفذين، فيما أُصيب الآخر وأوقف وهو قيد العلاج.

واتهمت أستراليا إيران بالوقوف خلف هجومين معاديين للسامية في سيدني وملبورن، وأمهلت سفيرها سبعة أيام لمغادرة البلاد، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الهجوم، معتبرًا أن «معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة»، ومتهمًا سياسات الحكومة الأسترالية بتشجيع الكراهية ضد اليهود.

من جهتها، أدانت دولة الإمارات بشدة حادثة إطلاق النار، مؤكدة رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب، وقدّمت تعازيها لذوي الضحايا ولحكومة وشعب أستراليا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

كما أدان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الاعتداء، مؤكدًا أن الحق في الحياة قيمة إنسانية عالمية غير قابلة للتجزئة، وأن إدانة استهداف المدنيين يجب أن تكون مبدئية في أي مكان في العالم. وشدّد على أن مسؤولية هذه المآسي تقع على منظومات نشر الكراهية والتطرف، إضافة إلى غياب العدالة، داعيًا إلى مواجهة شاملة للإرهاب فكريًا وأمنيًا، ومؤكدًا أن لبنان سيبقى في طليعة الدول المكافحة للتطرف والداعية إلى الاعتدال والسلام.

إقليميًا، نفذت قوات أميركية وسورية حملة تفتيش في مدينة تدمر، عقب هجوم أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، بالتزامن مع تحليق مروحيات في أجواء المنطقة. وأدانت وزارة الداخلية السورية الهجوم، مؤكدة أن مكافحة تنظيم «داعش» لا تزال أولوية قصوى، وأن الاعتداء يهدف إلى زعزعة الأمن وتقويض الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب.

وأشارت الوزارة إلى توقيف أكثر من 11 عنصرًا من الأمن العام وإحالتهم إلى التحقيق، مؤكدة استمرار التنسيق مع قوات التحالف الدولي لملاحقة المتورطين.

وفي السياق، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك إن الهجوم يؤكد استمرار تهديد تنظيم «داعش»، ليس لسوريا فقط، بل للأمن الإقليمي والدولي، بما في ذلك أمن الولايات المتحدة.

theme::common.loader_icon