الصحة قد ترتبط بما حدث في الحمل قبل سنوات
الصحة قد ترتبط بما حدث في الحمل قبل سنوات
Saturday, 13-Dec-2025 06:48

تشير أبحاث حديثة، إلى أنّ المشكلات الشائعة التي تواجهها النساء أثناء الحمل، قد تترك أثراً بعيد المدى يمتد إلى منتصف العمر، خصوصاً في ما يتعلّق بصحة القلب والتمثيل الغذائي. غير أنّ عدداً كبيراً من النساء ما زلن يجهلن هذا الرابط، ما يحرمهنّ من فرص وقائية ثمينة.

بعد إصابة تانيا سايز بجلطة دماغية في سن الـ47، بدأت البحث عن تفسير. لم تكن تعاني سابقاً أي مشكلات صحية تُذكر، ولا وجود لتاريخ عائلي مع أمراض القلب. لكنّ مراجعتها لماضيها قادتها إلى نقطة مفصلية: خلال حملها قبل نحو 20 عاماً أصيبت بتسمّم الحمل، وهو اضطراب خطير يرتفع فيه ضغط الدم إلى مستويات تهدّد حياة الأم. اكتشفت لاحقاً أنّ هذا الاضطراب زاد من احتمال إصابتها بسكتة دماغية في المستقبل، من دون أن يشرح لها أحد ذلك بعد الولادة.
الحمل أشبه بنافذة
لطالما اعتُبر الحمل مرحلة عابرة ينتهي تأثيرها بمجرّد الولادة. لكنّ الأدلة الحديثة تُقدِّم صورة أكثر تعقيداً: الحمل أشبه بنافذة تكشف عن صحة المرأة المستقبلية، وعن مخاطر محتملة تشمل أمراض القلب والسكّري والسكتات الدماغية.
تجارب النساء اللواتي أصبن بارتفاع ضغط الدم أو تسمّم الحمل، تشير إلى زيادة واضحة في احتمال التعرّض لاحقاً لضغط دم مزمن، أمراض الشرايين التاجية، أو قصور القلب. دراسة في «مايو كلينك» بيّنت أنّ المصابات بهذه الاضطرابات يبدأن مواجهة أمراض القلب قبل غيرهنّ بـ7 سنوات وسطياً، كما ترتفع لديهنّ احتمالات الإصابة بجلطات لا ترتبط بانسداد الشرايين الكبرى.
الأمر لا يقتصر على ضغط الدم. النساء اللواتي أصبن بسكّري الحمل يكنّ أكثر عرضة بـ10 مرّات للإصابة لاحقاً بالسكّري من النوع الثاني، وهو بدوره يزيد مخاطر أمراض القلب والسكتات والخرف. يرى اختصاصيّون أنّ سكّري الحمل بمثابة «جرس إنذار» يكشف استعداد الجسم لمقاومة الأنسولين قبل ظهوره الكامل.
عوامل خطر أساسية
لا يزال الباحثون يناقشون ما إذا كانت مضاعفات الحمل تُسبِّب هذه المشكلات مباشرة أو تكشف فقط القابلية للإصابة بها. لكنّ الإجماع الطبّي يشير إلى أنّ هذه الاضطرابات يجب أن تُعامل كعوامل خطر أساسية في أي تقييم طويل الأمد لصحة النساء.
وعلى رغم من مرور نحو 15 عاماً على إدراج هذه المضاعفات كعوامل خطر رسمية في إرشادات القلب الأميركية، ما زال الوعي ضعيفاً لدى الأطباء والمرضى على حدٍّ سواء. كثير من نماذج الفحوص الطبية لا تتضمّن أسئلة عن مضاعفات الحمل، وسجلّات الحمل غالباً لا تُتابع مع المرأة بعد انتقالها إلى الرعاية العامة، ما يؤدّي إلى إغفال تاريخها الصحي.
لذلك، ينصح الخبراء النساء بإبلاغ أطبائهنّ بأي مضاعفات واجهنها خلال الحمل. فمعرفة هذه المعلومات أشبه برؤية مسبقة لما قد يحدث لاحقاً.

theme::common.loader_icon