ماكرون يحثّ شي على المساعدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
ماكرون يحثّ شي على المساعدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
فيفيان وانغ- نيويورك تايمز
Friday, 05-Dec-2025 07:17

خلال زيارة إلى بكين أمس، جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضغط على زعيم الصين، شي جينبينغ، للقيام بالمزيد للمساعدة في إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا.

مجدّداً، أعطى شي الذي ظلّ يتعرّض إلى ضغوط من القادة الغربيِّين بشأن هذا الموضوع منذ بداية الحرب، مؤشرات قليلة إلى أنّه مهتم بالامتثال. وقدّم ماكرون مناشدته خلال زيارة استمرّت 3 أيام إلى الصين، هي رابع رحلة له إلى البلاد خلال رئاسته. وقد استقبله شي بسجادة حمراء وحرس شرف.

 

دخل الزعيمان الاجتماع وهما متحمّسان للدفع باتجاه دعم أهداف جيوسياسية. ومع اقتراب الحرب في أوكرانيا من عامها الرابع، ومحاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيادة محادثات السلام، يسارع القادة الأوروبيون لضمان ألّا يقوّض أي اتفاق السيادة الأوكرانية. وقد جادلوا منذ فترة طويلة بأنّ الصين، بعلاقاتها الوثيقة مع روسيا، يمكنها ممارسة المزيد من الضغط على موسكو لتقديم تنازلات.

 

قبل أيام فقط من سفره إلى بكين، استضاف ماكرون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في باريس. وخلال ذلك الاجتماع، جدّد ماكرون التزام أوروبا تجاه أوكرانيا، وأكّد أنّ كييف وحدها يمكنها اتخاذ القرارات بشأن ما إذا كانت ستتخلّى عن أي أراضٍ.

 

في المقابل، تدفع الصين دولاً من بينها فرنسا، للوقوف إلى جانبها في نزاع ديبلوماسي محتدم مع اليابان. وينبع الخلاف من تصريحات لرئيس وزراء اليابان الجديد، توحي بإمكانية نشر اليابان جيشها إذا هاجمت الصين تايوان. لكنّ تصريحات أعقبت اجتماعاً مغلَقاً أظهرت أنّ فجوة كبيرة لا تزال قائمة بين مواقف الزعيمَين.

 

في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، أعلن شي بشأن حرب روسيا في أوكرانيا، أنّ «الصين ستواصل لعب دور بنّاء في التسوية السياسية للأزمة، مع معارضة حازمة لأي تصرّفات غير مسؤولة تتعلق بإلقاء اللوم أو التشويه».

 

وأكّد ماكرون أنّهما ناقشا الغزو الروسي «بإسهاب». وأعرب عن أمله في أن ينضمّ شي إلى الجهود الرامية لتحقيق، «على الأقل»، وقف للهجمات على البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة الخاصة بالمدنيِّين، معتبراً أنّ ذلك بات أكثر إلحاحاً مع اقتراب فصل الشتاء: «أعتقد أنّنا ندرك معاً مدى خطورة الوضع».

 

لكنّه أقرّ لاحقاً أيضاً بأنّ «لا شيء بسيطاً. الاختلالات الحالية، مثل الأزمات الجيوسياسية، قد تجعل بلداننا في نهاية المطاف عرضة لسلوك مسارات متباعدة».

 

وأوضح جان-بيار كابستان، الباحث الأول المشارك في مركز آسيا في باريس، أنّ عدم تحقيق تقدّم بشأن أوكرانيا لم يكن مفاجئاً. وأوضح أنّ ماكرون في موقع تفاوضي ضعيف نسبياً، نظراً لاقتصاد بلاده الهشّ والاضطرابات السياسية في الداخل. وقد أثارت تهديدات الصين بفرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية الفرنسية قلقاً في باريس، مضيفاً: «إنّه يذهب إلى الصين وهو يحمل أوراقاً ضعيفة وعدداً من المطالب التي تستهدف بوضوح تحسين الاقتصاد الفرنسي».

 

كما لم تظهر مؤشرات كثيرة على أنّ المسؤولين الصينيِّين حصلوا على الدعم الذي كانوا يسعون إليه من فرنسا بشأن تايوان، الدولة الديمقراطية ذاتية الحكم التي تدّعي الصين ملكيّتها. يوم الأربعاء، اجتمع وزيرا خارجية الصين وفرنسا، وانغ يي وجان-نويل بارو، على العشاء، فشرح وانغ - وفقاً للملخّص الرسمي لوزارة الخارجية الصينية - ما وصفه بـ»الضرر الخطير» لموقف اليابان بشأن تايوان. وأضاف الملخّص: «وقد عبّر عن الأمل والثقة بأن تواصل فرنسا فهم ودعم الموقف المشروع للصين».

 

أمّا الملخّص الرسمي الفرنسي لذلك الاجتماع، فلم يذكر تايوان أو اليابان تحديداً، بل أشار فقط إلى أوكرانيا و»الأزمات الدولية» بشكل عام. ولم يذكر لا شي ولا ماكرون تايوان أو اليابان خلال تصريحاتهما العلنية أمس.

 

لكنّ شي دعا مراراً فرنسا إلى اتخاذ قراراتها الخاصة في ظل بيئة دولية متقلّبة. وقد سعت الصين في السنوات الأخيرة إلى دقّ إسفين بين الولايات المتحدة وحلفائها، وسط مخاوف من تشكيلهم كتلة قد تحاول احتواء الصين.

 

وأكّد شي إنّ القادة السابقين في بلديهما «شقّوا طريقهم عبر ظلال الحرب الباردة» لإقامة علاقات: «يشهد العالم حالياً تغيّرات سريعة، والإنسانية تقف مجدّداً عند مفترق طرق».

 

يبدو أنّ ماكرون وشي وجدا أرضية مشتركة أكبر في المسائل الاقتصادية، التي أصبحت أيضاً نقطة صراع مع تقييد الصين تصدير المعادن النادرة، وفرض أوروبا رسوماً جمركية في محاولة لإبطاء تدفّق البضائع الصينية الرخيصة التي تُهدِّد الشركات الأوروبية. ورداً على ذلك، هدّدت الصين بفرض رسوم على لحم الخنزير ومنتجات الألبان الفرنسية.

 

أمس، وقّع ممثلو الحكومتَين اتفاقيات تتعلّق بالطاقة النووية، الزراعة، الغذاء، التعليم، والبيئة. وأعلن شي أنّ الصين مستعدّة لاستيراد المزيد من «المنتجات الفرنسية عالية الجودة»، وأنّه يأمل أن توفّر فرنسا «بيئة عادلة» للشركات الصينية.

 

قد يتمكّن ماكرون من الادّعاء بتحقيق مكسب آخر على الأقل. فقد عادت (دبتان باندا) عملاقتان أعارتهما الصين إلى فرنسا مؤخّراً إلى الصين. لكنّ شي أكّد إنّ البلدَين اتفقا على جولة جديدة من التعاون في حماية الباندا، ما يُشير إلى أنّ مزيداً من دببة الباندا ستصل إلى فرنسا قريباً.

theme::common.loader_icon