تشلسي بعيد عن لقب الـ"بريميرليغ"؟
تشلسي بعيد عن لقب الـ"بريميرليغ"؟
سيمون جونسون
Friday, 05-Dec-2025 07:10

احتاج تشلسي إلى 3 أيام فقط للإجابة عن السؤال حول ما إذا كان جاهزاً ليكون المنافس الرئيسي لأرسنال في سباق اللقب هذا الموسم. كانت مؤهلاته في الدوري الإنكليزي الممتاز قد عادت إلى واجهة النقاش بعد سلسلة من 7 مباريات من دون هزيمة في كل المسابقات. الأداءان اللذان سبقَا مواجهة ليدز غذّيا الجدل، ولأسباب وجيهة.

فقد تبع تشلسي فوزاً لافتاً بثلاثية نظيفة على برشلونة في دوري الأبطال، بتعادل مقنع 1-1 مع متصدّر الدوري أرسنال، على رغم من اللعب بـ10 لاعبين لمدة تقارب الساعة. وتبِعت ذلك موجة إشادات واسعة.

 

حين بدا تشلسي يبني زخماً مشابهاً في هذا التوقيت من العام الماضي، رفض المدرب الأرجنتيني إنزو ماريسكا تماماً الحديث عن آمال اللقب. لكنّه أبقى الباب أكثر انفتاحاً هذه المرّة، متّخذاً نهج «لنرَ أين نقف في شباط-آذار».

 

لكن يبدو أنّ على ماريسكا أن يبقى في الجانب الحذر. طبيعة الهزيمة القاتمة 3-1 أمام مضيفه ليدز يونايتد، قدّمت ما يكفي من الدلائل على أنّ الفريق غير قادر على مجاراة وتيرة أرسنال.

 

للبداية، يستحق الأمر تذكيراً بالواقع: فريق ماريسكا يسير بأسوأ ممّا كان عليه في المرحلة عينها من الموسم الماضي. فبعد فوزه 5-1 على مضيفه ساوثهامبتون في 4 كانون الأول 2024، كان تشلسي في المركز الثاني وبفارق 7 نقاط عن ليفربول الذي أنهى موسمه بطلاً، وكان يسير بوتيرة أعلى قليلاً (35 نقطة بعد 14 مباراة) مقارنةً بأرسنال الحالي (33 نقطة من 14).

 

مقارنةً بالأرقام التي يحققها بعد 12 شهراً، يحتل تشلسي مركزَين أدنى في الترتيب، في المركز الرابع. ومن دون احتساب التعادلات - لأنّها قد تُرى سلباً أو إيجاباً، بحسب إن كانت قد كلفتك فوزاً أو أنقذتك من هزيمة - فإنّ تشلسي متراجع في كل شيء تقريباً، باستثناء عدد الأهداف ضدّه الذي يتطابق مع الموسم الماضي.

 

دخل تشلسي لاحقاً في سلسلة سيّئة، إذ فاز بمباراتَين فقط من أصل 10 بين 26 كانون الأول و22 شباط (حاصداً 8 نقاط)، لذا يوجد هامش للتحسن، لكن ما جرى في «إيلاند رود» كفيل بإسكات ضجيج المنافسة على اللقب.

 

يجب التأكيد على أنّ هدف تشلسي هو إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، وأنّ النادي داخلياً لم يكن يتوقع أبداً أن ينافس على لقب الدوري الممتاز في أيار.

 

لكنّ الطريقة التي فشل بها في المنافسة فعلياً في ليدز تُعدّ مخيِّبة. مثل هذا الانهيار لا تراه من أرسنال. وهذه ليست المرّة الأولى هذا الموسم، إذ انهار أيضاً في خساراته السابقة أمام مانشستر يونايتد، برايتون، وسندرلاند، لكن بخلاف تلك المباريات، كان الأمر هنا متعلقاً بخسارته للالتحامات والجهد في معظم دقائق اللقاء.

 

سيتعرّض ماريسكا بلا شك إلى التدقيق بسبب إجرائه 5 تغييرات على التشكيلة الأساسية، لكن كما أوضحت «ذا أتلتيك» سابقاً، فإنّ هذا جزء من استراتيجية متعمّدة يدعمها النادي للتعامل مع الأحمال البدنية، خصوصاً أنّ الفريق تنتظره مباراة خارج أرضه أمام بورنموث السبت، ثم رحلة مهمّة إلى أتالانتا في دوري الأبطال.

 

كان لاعب الوسط المؤثر مويزيس كايسيدو غير متاح بسبب الإيقاف؛ كما أنّ دقائق لعب الأساسيَّين: القائد ريس جيمس ووسلي فوفانا، يجب أن تُدار بعناية بسبب سجل إصاباتهما في السنوات الأخيرة؛ أمّا البرتغالي بيدرو نيتو، فقد بدأ كل مباريات الدوري حتى مواجهة ليدز - لذا يمكن تفهّم إراحته - على رغم من أنّه بدا منتعشاً عند دخوله مطلع الشوط الثاني، وسجّل هدف تشلسي الوحيد.

 

الاستثناء الغريب كان غياب الفرنسي مالو غوستو عن التشكيلة الأساسية - وكان التغيير الآخر بين الشوطين - على رغم من أنّه لعب 45 دقيقة فقط ضدّ برشلونة الأسبوع الماضي.

 

المشكلة الحقيقية تكمن فيما قدّمه البدلاء - بمَن فيهم كول بالمر العائد، الذي دخل بعد ساعة - ما يُثير علامات استفهام حول العمق الحقيقي في تشكيلة تشلسي.

 

المدافعان تاسين أدارابايو وبنوا بادياشيل قدّما مباراة للنسيان؛ أندريه سانتوس أظهر مؤشرات مشجّعة مؤخّراً، لكنّه لم يصل إلى مستويات كايسيدو في مركزه رقم 6؛ جيمي غيتنز صنع تمريرته الحاسمة الخامسة هذا الموسم، لكنّه لم يُقدِّم ما يكفي خلال الساعة التي لعبها؛ فيما كان المهاجم ليام دياب مخيِّباً.

 

قدّم ماريسكا اعترافاً صريحاً بعد المباراة، بأنّ تشلسي سيتأثر سلباً دائماً حين يغيب كايسيدو، جيمس وفوفانا: «حين تلعب بالطريقة التي لعبنا بها في المباراتَين السابقتَين أمام برشلونة وأرسنال، تتوقع أداء أفضل بلا شك. لكن لأسباب عديدة، لن يكون ذلك ممكناً في كل مباراة. مجدّداً، لأنّنا نُغيّر اللاعبين، ولأنّ لدينا لاعبين قلنا مراراً إنّه ليس ممكناً لهم اللعب كل يومَين أو 3».

 

وأضاف المدرب الأرجنتيني: «عندما تُغيّر اللاعبين، ينخفض المستوى وهذه هي الحقيقة، لأنّهم لاعبون مهمّون بالنسبة لنا. (مويزيس) كايسيدو، (ريس) جيمس، (ويسلي) فوفانا، هذه النوعية من اللاعبين. لكن لا يمكننا إشراكهم في كل مباراة. هذا مستحيل، لأنّه في تلك الحالة قد يتعرّضون إلى الإصابة مجدّداً ويغيبون لأشهر طويلة».

 

كل ذلك يشير إلى أنّ النتائج المتذبذبة والأداءات المتقلبة هي أمر حتمي. تشلسي لا يزال قادراً على تحقيق الكثير هذا الموسم، لكنّ منافسة أرسنال على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز؟ ما زال أمام الفريق الكثير قبل أن يُؤخذ هذا الطرح بجدّية.

theme::common.loader_icon