عادةً لا يقوم ريال مدريد بالكثير من الأعمال في سوق الانتقالات خلال منتصف الموسم، لكنّه حدّد بالفعل المراكز التي يرغب في تعزيزها، وبعضها منذ الصيف، حين كان المدرب تشابي ألونسو يوَد الحصول على أكثر من التعاقدات الأربعة الكبرى التي جرى إبرامها مقابل حوالى 180 مليون يورو.
كما كان الحال في الصيف، سيرغب مدريد على الأرجح في إجراء بعض المبيعات قبل جلب وجوه جديدة، إذ إنّ قائمة الفريق شبه مكتملة. هذا يعني أنّ هناك تطوّرات ستشهدها جبهة المغادرين أيضاً - وقرارات ستُتخذ بشأن اللاعبين الكبار الذين تنتهي عقودهم في نهاية الموسم.
مَن سيتخذ القرارات الرئيسة خلال نافذتَي الانتقالات؟
فلورنتينو بيريز دائماً ما تكون له الكلمة الأخيرة، لكن هناك عملية تشارك فيها شخصيات رئيسة أخرى في النادي قبل أن يتخذ الرئيس قراره. تبدأ العملية مع كبير الكشافين جوني كالفات، المسؤول عن تحديد الملفات وتجميع تفاصيلها بمساعدة شبكة الكشافين الخاصة به. يُبقي كالفات المدير العام خوسيه أنخيل سانشيز على اطّلاع، وهو المسؤول عن إدارة المفاوضات.
ومنذ وصوله في أيار ليحل محل كارلو أنشيلوتي، أصبح لألونسو صوت أكبر من سلفه بشأن التعاقدات. هذا لا يعني أنّ مدريد وافق على جميع طلبات ألونسو، لكنّه استمع إليه عندما دفع نحو التعاقد مع دين هويسن وألفارو كارّيراس. على النقيض، فإنّ مدير كرة القدم سانتياغو سولاري أقل انخراطاً في العمليات اليومية واتخاذ القرار.
ما المراكز التي سيبحث عنها؟
يمشط مدريد السوق بحثاً عن قلوب دفاع ولاعبي وسط. فأنطونيو روديغر (32 عاماً) ودافيد ألابا (33 عاماً) ينتهي عقدَيهما في حزيران، ولا يزال مستقبل الأول غير محسوم، فيما يُتوقع أن يودّع الثاني ملعب «سانتياغو برنابيو».
ومع كون هويسن، وإيدر ميليتاو، ولاعب الأكاديمية راؤول أسينسيو الخيارات الثابتة الوحيدة، يدرس النادي احتمالات مختلفة لتعزيز الخط الخلفي.
بالنسبة إلى الوسط، هناك إجماع متزايد على ضرورة التعاقد مع لاعب قادر على التحكّم في إيقاع اللعب، وهو أمر يفتقر إليه مدريد منذ رحيل طوني كروس عام 2024 ولوكا مودريتش في الصيف.
هل ينظر مدريد إلى أي لاعبين بالفعل؟
ظهرت تقارير حول العديد من اللاعبين. في الدفاع، أُبلِغ ليفربول أنّ مدريد لن يتابع التعاقد مع الفرنسي إبراهيم كوناتي. كما أنّ مارك غيهي (كريستال بالاس) ليس أولوية حالياً. وظهرت أيضاً شائعات حول دايو أوباميكانو (بايرن ميونيخ). جميعهم ينتهي عقدهم في حزيران، وهو عامل يجذب مدريد دائماً.
خيار ترقية أحد مدافعي كاستيا، الفريق الاحتياطي، ليس مرجّحاً، لكن هذا المسار يبقى موجوداً في حال الطوارئ. خوان مارتينيز (18 عاماً) هو الاسم الأبرز، مع وجود مواهب واعدة أخرى مثل دييغو أغوادو (18 عاماً)، الذي يلعب أيضاً كظهير، وفيكتور فالدبيناس (19 عاماً).
يمتلك مدريد أيضاً خيارات إعادة شراء لعدد من لاعبي الأكاديمية السابقين، يُراقب تطوّرهم دائماً بعد بيعهم.
من الأمثلة على ذلك جاكوبو رامون (18 عاماً كومو). علماً أنّ مدريد يَميل إلى الإنتظار موسمَين على الأقل قبل استعادته، أو رافا مارين (23 عاماً، معار إلى فياريال من نابولي). لدى فياريال خيار شرائه ضمن صفقة الإعارة، بينما يمتلك مدريد بند إعادة شراء بحوالى 25 مليون يورو.
بالنسبة إلى لاعبي الوسط، نوقش عدد منهم في الصيف، حين كان بيع داني سيبايوس قد يفتح الباب أمام وصول لاعب جديد. لم يحدث ذلك، لكن من بين الأسماء التي ذُكرت كيس سميت (ألكمار)، وآدم وارتون (كريستال بالاس). علينا أيضاً متابعة نيكو باز من كثب. بعد مغادرته عام 2024 وتطوّر إمكاناته خلال موسم ونصف مع كومو، هناك احتمال قوي لعودته في 2026. كان مدريد يُفكِّر بالفعل في إعادته في حزيران، حين لم يمنح ألونسو الموافقة النهائية. ويمكن للنادي تفعيل بند إعادة شراء حصري هذا الصيف بحوالى 9 ملايين يورو.
مَن سيبحث عن بيعه؟
سيُنظَر في العروض المقدّمة إلى الجناح البرازيلي رودريغو الذي فَقَد صفة «غير قابل للبيع» في الصيف، على رغم من أنّ رغبته في البقاء جعلت اهتمام الأندية الإنكليزية لا تتُرجَم إلى خطوات فعلية. فهو لم يُسجّل في 30 مباراة.
أسماء أخرى يجب الانتباه إليها هي سيبايوس وفرّان غارسيا. استكشف سيبايوس فكرة الرحيل في صيفَي 2024 و2025، لكن لم تصل عروض تُلبِّي مطالب مدريد وراتبه البالغ حوالى 4,5 ملايين يورو بعد الضريبة. ينتهي عقده في 2027، وقد يغري ذلك مدريد لخفض مطالبه المالية.
وعلى رغم من أدائه الكبير في كأس العالم للأندية، يبدو أنّ الظهير الأيسر غارسيا تراجع إلى الخيار الثالث خلف كارّيراس وفيرلان ميندي. قد يدفعه نقص الدقائق إلى إعادة التفكير في مستقبله.
ويمكننا أيضاً تصوّر حركة في مركز المهاجم الصريح. كان هناك حديث في الصيف حول صعوبة حصول أحد اللاعبين، إندريك أو غونزالو غارسيا، على فُرَص، بوجود كيليان مبابي.
في منتصف تشرين الثاني، حُسِمَت إعارة إندريك إلى ليون. أمّا غونزالو غارسيا، فلم يلعب سوى 135 دقيقة في 11 مباراة، وبينما يُتوقَّع بقاؤه حتى نهاية الموسم، فإنّ عدداً من الأندية تستفسر عن إمكانية ضمّه.