آرنيه سلوت وليفربول... ماذا بعد؟
آرنيه سلوت وليفربول... ماذا بعد؟
آندي جونز- نيويورك تايمز
Friday, 28-Nov-2025 07:12

يبدو ليفربول محطّماً. في اللحظة التي تعتقد فيها أنّه بلغ القاع، يجد طريقة جديدة للغرق إلى مستوى أدنى. هذا ليس تعثّراً. ليس أزمة عابرة. هذه هي الحقيقة، وإيجاد حل بات يبدو أبعد فأبعد مع كل مباراة تمرّ.

وقف المدرب الهولندي آرنيه سلوت على الخط الجانبي يشاهد فريقه يتفكّك. مجدّداً. هزيمة 4-1 أمام أيندهوفن بعد 5 أيام فقط من خسارة 3-0 أمام نوتنغهام فورست.

 

إنّها المرّة الأولى منذ أيلول 1992 التي يستقبل فيها ليفربول 3 أهداف أو أكثر في 3 مباريات متتالية في كل المسابقات. وهي 3 خسائر متتالية في مختلف البطولات بفارق 3 أهداف للمرّة الأولى منذ أيلول 1953.

 

مشجّعو أيندهوفن غنّوا أغنية Always Look on the Bright Side of Life لفرقة مونتي بايثون خلال الدقائق العشر الأخيرة. هذا يبدو مستحيلاً بالنسبة إلى ليفربول العالق داخل نفق مظلم بلا بصيص نور.

 

إنّهم يرَون كل فخ ممكن. من فيرجيل فان دايك الذي تسبّب بركلة جزاء بلمسة يد بعد 4 دقائق بينما بدا وكأنّه يطالب بخطأ، إلى محاولة إبراهيم كوناتي الفاشلة في الهواء التي أدّت إلى الهدف الثالث لأيندهوفن - كل ما يمكن أن يسوء يسوء فعلاً، وليفربول عاجز عن إيقافه.

 

في غضون شهرَين و9 هزائم في 12 مباراة، تلاشت ثقة سلوت في موقعه. إيمان الجمهور بقدرته على قلب الأمور تحوّل إلى شكّ، وبعد هزيمتَين مهينتَين، يتلاشى هذا الإيمان بسرعة كبيرة.

 

صافرة النهاية قوبلت بصيحات استهجان من بعض الجماهير التي بقِيَت في «أنفيلد». اللاعبون غادروا الملعب ورؤوسهم منحنية، محبَطين.

 

كيرتس جونز لم يجد الكلمات خلال حديثه إلى RTE بعد المباراة، قبل أن يتعثّر على العبارة المثالية - العبارة التي كان يردّدها كثيرون مغادرين «أنفيلد» أو يسكبون حزنهم في كأس من الجعة: «نحن غارقون في الوحل ويجب أن يتغيّر هذا».

كان سلوت أكثر دبلوماسية عندما جلس أمام الصحافيِّين، لكنّ محور مؤتمره الصحافي ظهر سريعاً، هل يشعر بالقلق على منصبه؟

 

السؤال ثقيل، وكان غير وارد أصلاً في الصيف بعد أن قاد ليفربول إلى لقب الدوري الإنكليزي في موسمه الأول. كان يبدو مستبعداً حتى خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، مع جدول مباريات مريح على وشك الانطلاق. تغيّرت النظرة بسرعة. لكن هل هو سؤال عادل بالنظر إلى رصيده السابق؟

 

ردّ سلوت: «لا أعتقد أنّ أهمّية السؤال ترتبط بكونه عادلاً أم لا. إذا خسر أي مدرب حول العالم مباريات، ناهيك عن هذا العدد الذي خسرناه، فمن الطبيعي أن يكون لدى الناس آراء. إذا كان هذا عادلاً أم لا، فهذا أمر عائد للناس. عندما تخسر مرّات كثيرة، يبدأ الناس بالحديث عن ذلك. كنتُ أشعر بالأمان. لديّ الكثير من الدعم من فوق. عندما تعمل كمدرب ولا تحقق النتائج، ستُطرح الأسئلة. أنا مرتاح لوضعي، ليست المرّة الأولى التي أكون فيها في موقف صعب، لكن حان الوقت للفوز مجدّداً. أشعر بالثقة».

 

إلّا أنّ الضجيج الخارجي يتزايد. هوية الفريق لا تزال ضبابية، وكل اللاعبين تقريباً، باستثناء دومينيك سوبوسلاي، دون المستوى، ويبدو الفريق غالباً كأنّه مجموعة مفكّكة تفتقر إلى الانسجام.

هناك فترات في المباريات يُهَيمنون فيها ويملكون السيطرة، لكنّ هشاشتهم تجعل الخصم قادراً على التسجيل في أي لحظة. سجلّهم الدفاعي هذا الموسم، الذي وصفه سلوت بأنّه «سخيف»، لا يُظهر أي تحسّن. التدهور بدأ قبل هذا الموسم. فمنذ بداية عام 2025، حافظ ليفربول على نظافة شباكه في 13 مباراة فقط من أصل 49.

 

كوناتي يجسّد كل ذلك. هو جيد... حتى لا يعود كذلك. خطؤه في الهدف الثالث يلخّص موسمه. في المباراة السابقة ضدّ نوتنغهام فورست، تسبّب بلا داعٍ في الركنية التي جاء منها الهدف الأول، ومن هناك انهار أداؤه.

أصبح الأمر أقلّ ارتباطاً بالتكتيك وأكثر بالعقلية. بدا ليفربول مهزوماً قبل صافرة النهاية بكثير. الفترة بين الهدفين الثالث والرابع افتقرت إلى أي روح أو شراسة.

 

الصعوبة تكمن في أنّه يصعب التنبّؤ بمكان الفوز التالي لليفربول. أي علامة تقدّم سرعان ما تمحى بسبب هشاشة الفريق. عند أول نكسة ينهارون، وحتى عندما يستجيبون، كما فعلوا بتسجيل هدف التعادل، يأتي الردّ من الخصم مباشرة. باستثناء آينتراخت فرانكفورت، فازوا بكل مباراة سجّلوا فيها أولاً، وخسروا كل مباراة استقبلوا فيها الهدف الأول.

 

ليفربول ليس نادياً يُعرَف بإقالة المدربين. سيكون القرار متهوّراً، لكن إذا استمرّت الأمور في الاتجاه الحالي، فإنّ سلوت سيتقدّم أكثر نحو منطقة الخطر. وفي النهاية، سيضطر المسؤولون فوقه، بمَن فيهم مايكل إدواردز وريتشارد هيوز، للدخول في نقاشات جدّية بشأن مستقبله.

سواء كان منصبه مهدّداً الآن أم لا، فالضغط عليه هائل. سلوت يحتاج لوقف الانهيار، وأي هامش استفادة من الشك كان له بين الجمهور بدأ يتبخّر.

 

وأكّد سلوت: «أنا بحاجة لأن أكون أفضل، وهذا ما أعمل عليه كل يوم، لتحسين الفريق، وهذا هو تركيزي الأساسي».

 

هناك طريقة للهزيمة، لكنّ النتائج وطريقة الانهيار أمام فورست وPSV، خصوصاً أنّهما في «أنفيلد»، تقترب من الخط الأحمر. وهذا لا يقع على سلوت وحده، فاللاعبون يتحمّلون مسؤولية كبيرة. لكن لا ضمان أنّ مدرباً جديداً سيُصلح الوضع. ومَن هو المرشح المثالي أساساً؟

 

طرح هذا النوع من الأسئلة وحده يكشف عمق المأزق الذي يعيشه ليفربول حالياً.

theme::common.loader_icon