AirPods Pro 3 تُترجِم مباشرة في أذنك
AirPods Pro 3 تُترجِم مباشرة في أذنك
برايان إكس. تشين- نيويورك تايمز
Wednesday, 01-Oct-2025 07:08

تُمثِّل هذه التقنية واحدة من أقوى الأمثلة حتى الآن على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة سلسة وعملية لتحسين حياة الناس.

هذا الأسبوع، التقيتُ صديقاً قديماً، وبدأ يُطلعني بالإسبانية - التي لم أتعلّمها من قبل، لكنّني فهمت كل كلمة - على ما كان يفعله خلال الصيف. زار مع صديقته عائلته في أريزونا. أخذته ابنة أخيه لمشاهدة عرض لفيلم «ليلو وستيتش». وكان يعمل بجدّ في شركة ناشئة جديدة.

 

فهمت ما يقوله لأنّني كنتُ أرتدي سمّاعات «آبل» الجديدة التي وصلت إلى المتاجر الجمعة. سمّاعات AirPods Pro 3 التي يبلغ ثمنها 250 دولاراً، تستخدم الذكاء الاصطناعي لإجراء ترجمات فورية، وهي ميزتها الجديدة الأبرز (تتمتع بإلغاء ضوضاء أفضل قليلاً، ولا تختلف كثيراً عن الإصدار السابق). بينما كان صديقي يتحدّث، عمِلت المساعدة الافتراضية من «آبل»، «سيري»، كمترجمة، فحوّلت الكلمات الإسبانية على الفور إلى الإنكليزية بصَوت آلي يصل مباشرة إلى أذني.

 

لاحقاً، راجعتُ نصّ المحادثة الذي أنشأه هاتفي الـ»آيفون» للتأكّد من دقة الترجمة. وباستثناء بعض الأخطاء حين خلطت «سيري» بين الضمائر (إذ أشارت إلى صديقة صديقي على أنّها «هو» بدلاً من «هي»)، كانت الترجمة دقيقة.

 

أعجبتني النتيجة. كان أقوى مثال رأيته حتى الآن لتقنية الذكاء الاصطناعي، وهي تعمل بطريقة سلسة وعملية، يمكن أن تفيد الكثير من الناس.

 

دخول «آبل» إلى مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو التقنية التي تقف وراء روبوتات الدردشة مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من «غوغل»، كان متعثراً، على أقل تقدير. لم تكمل الشركة إطلاق بعض ميزات الذكاء الاصطناعي التي وعدت بها لهاتف iPhone 16 العام الماضي، لأنّ التقنية لم تعمل بشكل جيد.

 

لكنّ تقنية الترجمة القوية في سمّاعات AirPods تمثل إشارة إلى أنّ «آبل» ما زالت ضمن سباق الذكاء الاصطناعي، على رغم من تعثراتها المبكرة. صحيح أنّ أجهزة الترجمة الرقمية ليست جديدة، لكنّ طريقة تنفيذ «آبل» لهذه الميزة داخل منتج يناسب الأذن بشكل مثالي، قد تُحدِث فرقاً عميقاً في مدى اعتماد الناس على هذه التكنولوجيا.

 

لأكثر من عقد، عانى المستهلكون من تطبيقات الترجمة اللغوية على هواتفهم، مثل Google Translate وMicrosoft Translator، التي كانت صعبة الاستخدام. فقد كانت تتطلّب رفع ميكروفون الهاتف إلى المتحدّث بلغة أجنبية والانتظار لظهور الترجمة على الشاشة أو تشغيلها عبر مكبّرات الصوت الصغيرة للهاتف. وغالباً ما كانت الترجمات غير دقيقة.

 

في المقابل، يحتاج مستخدمو AirPods فقط إلى القيام بإيماءة لتفعيل المترجم الرقمي. وبعد نحو ثانية من تحدّث الشخص الآخر، تُسمع الترجمة باللغة المفضّلة لدى المستخدم عبر السمّاعات.

 

كيفية البدء

 

كان إعداد سمّاعات AirPods Pro بسيطاً. فتحتُ العلبة بجوار هاتفي الـ»آيفون» وضغطتُ على زر لإقران السمّاعات. لأستخدام برنامج الترجمة، كان عليّ تحديث نظام التشغيل إلى iOS 26 وتفعيل Apple Intelligence، برنامج الذكاء الاصطناعي من «آبل».

 

بعدها، كان عليّ فتح تطبيق الترجمة الجديد من «آبل» وتنزيل اللغات التي أريد ترجمتها. تتوفّر حالياً الإسبانية والفرنسية والألمانية والبرتغالية والإنكليزية، مع المزيد قريباً. اخترتُ اللغة التي يتحدّثها الطرف الآخر (في هذه الحالة الإسبانية) واللغة التي أريد سماعها.

 

هناك اختصارات عدة لتفعيل المترجم، لكنّ أبسطها الضغط باستمرار لبضع ثوانٍ على ساقَي السماعتَين حتى يَصدُر صوت. من هناك، يمكن للطرفَين البدء في التحدّث، ويظهر نصّ المحادثة في تطبيق الترجمة بينما تُقرأ الكلمات المترجمة بصوت عالٍ.

 

يمكن لمالكي سماعات AirPods Pro 2 من عام 2022 وAirPods 4 من العام الماضي مع خاصية إلغاء الضَوضاء، الحصول على تقنية الترجمة أيضاً من خلال تحديث برمجي. كما يلزم وجود آيفون حديث مثل iPhone 15 Pro أو جهاز من سلسلة 16 لاستخدام Apple Intelligence لإجراء الترجمات.

 

وللحصول على محادثة سلسة مترجمة في الاتجاهَين، من الأفضل أن يرتدي كلا الطرفَين سمّاعات AirPods. ونظراً لشعبية سمّاعات «آبل»، إذ بيعت منها مئات الملايين حول العالم، يبدو هذا محتملاً للغاية.

 

ومع ذلك، هناك مواقف سيكون فيها هذا مفيداً حتى لو هناك شخص واحد فقط يرتدي السماعات. الكثير من المهاجرين الذين أتعامل معهم، بمَن فيهم المربّية وحماتي، مرتاحون للتحدّث فقط بلغتهم الأم، لكنّهم يفهمون ردودي بالإنكليزية، لذا فإنّ قدرتي على فهمهم أيضاً ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام.

 

لماذا تتحسن الترجمات؟

 

اعتماد سمّاعات AirPods على النماذج اللغوية الضخمة، وهي التقنية التي تستخدم إحصاءات معقّدة للتنبّؤ بالكلمات المناسبة معاً، يجب أن يجعل الترجمات أكثر دقة من التقنيات السابقة، بحسب ديميترا فيرغيري، مديرة تكنولوجيا الكلام في معهد SRI، المختبر البحثي الذي طوّر النسخة الأولى من «سيري» قبل أن تستحوذ عليها «آبل».

 

تحمل بعض الكلمات معاني مختلفة بحسب السياق، والنماذج اللغوية الضخمة قادرة على تحليل مجمل المحادثة لتفسير ما يقوله الناس بشكل صحيح. أمّا تقنيات الترجمة القديمة، فكانت تُجري الترجمات جملةً بجملة، ما قد يؤدّي إلى أخطاء كبيرة لافتقارها إلى السياق، بحسب الدكتورة فيرغيري.

 

ومع ذلك، قد تظل لتقنية الذكاء الاصطناعي في سمّاعات AirPods نقاط عمياء، يمكن أن تؤدّي إلى مواقف اجتماعية محرجة. الكلمات وحدها لا تأخذ في الحسبان أنماط السياق الأخرى، مثل المشاعر والفوارق الثقافية. ففي المغرب مثلاً، قد يكون من غير المهذب الدخول في محادثة من دون تحية مناسبة، والتي غالباً ما تتضمّن السؤال عن العائلة والصحة.

 

وأضافت: «الفجوة ما زالت موجودة أمام التواصل الحقيقي». لكنّ تكنولوجيا الترجمة ستُصبح أكثر أهمية مع تزايد العولمة بين العاملين في الشركات وحاجتهم إلى التواصل عبر الثقافات.

theme::common.loader_icon