‎“خُلاصة "الجمهورية
‎“خُلاصة "الجمهورية
Sunday, 22-Jun-2025 21:38

تزامنًا مع التصعيد غير المسبوق بين الولايات المتحدة وإيران، دخل الصراع يومه العاشر بتحول نوعي تمثّل في إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تنفيذ “هجوم ناجح جدًا” على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، بينها فوردو ونطنز وأصفهان. وأكد ترمب أن الغارات الجوية نفذت بدقة فائقة وغادرت الطائرات الأميركية المجال الإيراني بسلام.

في المقابل، نددت إيران، عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، بالهجمات ووصفتها بـ”الشنيعة”، مؤكدة أن طهران تحتفظ بكامل الخيارات للرد، في وقت أعلن الحرس الثوري الإيراني أن “عمليات الوعد الحق 3” ضد أهداف إسرائيلية مستمرة، محذرًا من ردود “مؤسفة” ستتجاوز الحسابات التقليدية. واعتبر الحرس أن الهجوم الأميركي يشكل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

في إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضربات جاءت نتيجة تنسيق كامل مع الرئيس ترمب، معتبرًا العملية “الأسد الصاعد” إنجازًا غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، واصفًا الهجوم الأميركي بأنه “تاريخي” وسيغير المعادلة في الشرق الأوسط. وأكد أن تدمير منشآت إيران النووية يضمن أمن إسرائيل والعالم.

الردود الإقليمية والدولية لم تتأخر، إذ أعربت عدة دول عن قلقها البالغ من التصعيد. في لبنان، أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالات شملت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقيادات أمنية، مؤكدًا ضرورة تحييد لبنان عن النزاع وحماية الاستقرار الداخلي. وفي عظته، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السياسيين إلى التصرّف بروح المسؤولية الوطنية والابتعاد عن التوترات الخارجية.

وعلى الصعيد الدولي، أثنى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث على “النجاح الباهر” للهجوم، مشيرًا إلى أن العملية حققت ما لم يستطع رؤساء أميركيون سابقون تحقيقه، مؤكدًا أن الهدف لم يكن الشعب الإيراني بل البرنامج النووي. في المقابل، حثت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدين أن الحل الدبلوماسي هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا نظيره الإيراني إلى خفض التصعيد واستئناف المفاوضات، بالتوازي مع اتصالات أجراها مع قادة دول الخليج. كما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي، مؤكدة أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للحل.

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه البالغ” إزاء الضربات، محذرًا من انزلاق المنطقة نحو تصعيد كارثي قد يهدد السلام العالمي، وداعيًا إلى احترام القانون الدولي ووقف التصعيد.

عربيًا، أعربت قطر عن أسفها للهجمات الأميركية، محذرة من تداعيات كارثية على المنطقة والعالم، فيما شدّد الأردن على ضرورة وقف الحرب والعودة إلى المفاوضات، داعيًا إلى تحرك دولي فاعل لحماية الأمن الإقليمي والدولي.

theme::common.loader_icon