هذا الاقتباس من كتاب جون أوليري السيريّ، ينجح في ملامسة المشاعر على رغم من لحظاته المفرطة في العاطفة.
الأشياء السيّئة تحدث لأناس طيّبين في فيلم Soul on Fire، الذي يمزج بين الكارثة القاتمة والفرصة الروحية، بطريقة تنجح في ملامسة الإحساس على رغم من جرعات العاطفة غير المواربة.
يستند الفيلم إلى كتاب سيريّ للمتحدّث التحفيزي جون أوليري، الذي تركته تجربته مع البنزين في المرآب مصاباً بحروق من الدرجة الثالثة على معظم جسده، ومع توقعات ضئيلة جداً للبقاء على قيد الحياة عندما كان في التاسعة من عمره. إنّها قصة كيفية مواصلته الصمود، مدعوماً بعائلته، وفريق المستشفى، وملاك حارس غير متوقع متمثل في مُعلّق بيسبول محلي، يؤدّي دوره ويليام ميسي بنبرة من الاستقامة غير المألوفة عليه.
كتبه غريغوري بواييه وأخرجه شون ماكنامارا (الذي استكشف صمود بيثاني هاميلتون في فيلم Soul Surfer)، ويشير الفيلم إلى قوّة الإيمان، لكنّ لمعانه الإلهامي متجذّر بشكل أوضح في لعبة البيسبول، وتحديداً في فريق سانت لويس كاردينالز الذي يعشقه الطفل جون، مع ظهور عابر لأوزي سميث، لاعب الفريق الشهير في مركز الإيقاف.
تتنقل الأحداث ذهاباً وإياباً عبر الزمن، أساساً بين عام 1987 عندما وقع الحادث، و1998 حين يكون جون (طالب الجامعة الذي يجسّده جويل كورتني) روح الحفلات على رغم من ندوبه الجسدية، لكنّه يحاول جاهداً أن يشعر بأنّه يستحق أن يطلب الخروج مع بيث (مايسي ماكلين)، الفتاة التي يحبّها.
جميع الممثلين، بقيادة كورتني، يضفون ظلالاً وتفاصيل على مادة مباشرة للغاية، فيما يقدّم جيمس ماكراكين، الذي يجسّد النسخة الأصغر من جون ويظهر في مشاهد كاملة تحت الضمادات، وضوحاً في إصرار الصبي وهشاشته. أمّا الذين ينهضون للموقف بدعم ثابت فهم أشقاء جون، أصدقاؤه، والداه (جون كوربيت وستيفاني شوزتاك)، ممرّض صارم في جناح الحروق (ديفون فرانكلين)، وجاك باك (ميسي)، الذي يُقدِّم نصائح لطيفة خلال زيارات المستشفى ويمنح جون تحيات وتشجيعات خلال مباريات الكاردينالز.
على مستوى الزخم الدرامي، ليست المشكلة أنّ الجميع يتصرّفون بطيبة وتعاطف، بل إنّ الجميع بلا استثناء يقولون دائماً ما يقصدونه، ممّا يسلب الفيلم احتكاكه اللحظي، وعمقه، ومستواه الضمني، حتى وإن كانت دروسه في الامتنان والمسامحة الذاتية تُصيب الهدف.