هل يضرب «منحدر الخصوبة» عند سنّ الـ35؟
Wednesday, 03-Dec-2025 08:12

تنتشر فكرة أنّ فُرَص الحمل تبدأ بالانهيار مع بلوغ المرأة الـ35، وكأنّ هذا العمر هو الحدّ الفاصل بين الخصوبة وصعوبة الإنجاب. فالنساء اللواتي يلدن عند هذا العمر أو بعده يُصنَّفن طبياً ضمن ما يُعرف بـ"سنّ الأمومة المتقدّمة".

كثيرٌ من النساء ينظرن إلى سنّ الـ35 باعتباره نقطة تحوّل حاسمة، حيث أنّ الحمل بعده يُصبح بالغ الصعوبة. هذا التصوّر ترسّخ منذ سبعينات القرن الماضي، كما تشير اختصاصية علم الاجتماع إميلي مان، حتى باتت «كلمة مفاتيح» تخيف النساء بلا مُبرِّر.

 

المفارقة أنّ الأرقام الحديثة تسير في الاتجاه المعاكس. بيانات «مراكز السيطرة على الأمراض» الأميركية التي صدرت في تموز 2024، تُظهِر أنّ معدّلات الولادة لدى النساء بين 35 و39 عاماً بقيت ثابتة، بينما ارتفعت بنسبة 2% لدى النساء فوق الـ40.

 

هذا التغيير يرتبط بتحوّلات اجتماعية واقتصادية واضحة. كثيرٌ من النساء يؤجّلن الحمل لعدم القدرة المالية، لاستكمال التعليم، أو لعدم العثور على شريك مناسب. كما أنّ تطوّر تقنيات الإنجاب، مثل التلقيح الاصطناعي، جعل الحمل المتأخّر خياراً ممكناً أكثر من أي وقت مضى.

 

صحيحٌ أنّ العمر هو العامل الأكثر تأثيراً في تراجع الخصوبة، لكنّ ذلك لا يعني وجود هبوط فجائي في يوم بلوغ سن الـ35. المسألة أعقد بكثير وتشمل عوامل متشابكة ترتبط بكل من المرأة والرجل.

 

فلماذا أصبح 35 رقماً سحرياً؟

 

تاريخياً، اعتبر الأطباء أنّ هذا العمر يمثل النقطة التي يتساوى عندها تقريباً خطر حدوث خلل كروموسومي في الجنين مع خطر الإجهاض الناتج من فحص بزل السلى. ومع الوقت، تُرجِم ذلك إلى حدٍّ عمريٍّ يبدو نهائياً، على رغم من أنّه لا يحمل دلالة بيولوجية دقيقة.

 

يتزايد خطر الإجهاض واضطرابات الكروموسومات مع التقدّم في العمر، لكنّ الارتفاع الحقيقي يُصبح أسرع بعد منتصف الثلاثينات. فبينما تبلغ فرصة الحمل في دورة واحدة نحو 25-30% لدى النساء في العشرينات وبداية الثلاثينات، تنخفض إلى أقل من 10% بحلول سنّ الـ40.

 

يتراجع عدد البويضات تدريجاً، كما تتراجع جودتها مع الوقت. العوامل الوراثية، التدخين، السمنة، والسكّري قد تُسرّع هذا الانخفاض. كذلك تتبدّل الهرمونات مع العمر، وتنخفض مستويات الإستروجين والبروجستيرون، فتقلّ القدرة على الحمل تدريجاً.

 

يبقى سنّ الـ35 مؤشراً عملياً تستخدمه الأنظمة الطبية لتحديد وقت إجراء تقييم للخصوبة، خصوصاً إذا لم يحدث الحمل بعد 6 أشهر من المحاولة، لكنّه ليس خطاً بيولوجياً فاصلاً، كما يوضّح الأطباء. المسألة تدريجية، مع فروقات كبيرة بين حالة وأخرى، فيما الصورة العامة أصبحت أكثر تنوّعاً مع تغيّر نمط الحياة وتطوّر الطب.

الأكثر قراءة