أطباء بلا حدود تطلق استجابة طارئة في جنوب سوريا
Thursday, 09-Oct-2025 14:18

تعيش آلاف العائلات في السويداء، جنوب سوريا، في ظروف قاسية بسبب النزوح والنقص الحاد في الخدمات الأساسية، نتيجة للاشتباكات المسلحة التي وقعت هناك خلال شهري تموز وآب. وتحتاج الأسر إلى الرعاية الصحية والأساسيات، في كل من السويداء ومحافظة درعا القريبة منها.


ولدعم العائلات النازحة في مراكز الإيواء في جميع أنحاء درعا، أطلقت فرق منظمة أطباء بلا حدود استجابة طارئة. يتلقى النازحون بشكل يومي الرعاية الطبية الأساسية، والتي تقدمها عيادتان ميدانيتان من أطباء بلا حدود، إلى جانب فريقين ميدانيين تدعمهما المنظمة من مديرية الصحة في درعا. تتوفر هذه الرعاية الطبية للنازحين في 24 موقعًا في مناطق الحراك والمسيفرة وخربة غزالة، بالإضافة إلى السكان في جبيب على حدود السويداء.


ومنذ إطلاق استجابة فرق منظمة أطباء بلا حدود، قدمت استشارات طبية لنحو 5,220 مريضًا، ومن ضمنهم سكان المجتمعات المستضيفة.

وزّعت كذلك المواد الأساسية من فرشات وبطانيات ومستلزمات المطبخ والنظافة الصحية لأكثر من 400 عائلة، وأعادت تأهيل مرافق المياه والصرف الصحي في 24 مركز إيواء في المنطقة.


في السويداء، تتعاون أطباء بلا حدود مع المنظمة السورية غير الحكومية بهار، ومديرية الصحة في السويداء، لتقديم الإمدادات الإغاثية الطارئة.


وفي مدينة السويداء وصلخد وشهبا، وزّعت 300 مجموعة من مستلزمات النظافة الصحية، و50 مجموعة من مستلزمات المطبخ، و8,000 لتر من الديزل لدعم العائلات النازحة. وللمساعدة في استعادة الخدمات الصحية في السويداء، قدمت إلى الآن 16,000 لتر من الديزل لمستشفى السويداء، إلى جانب القرطاسية ومواد النظافة الصحية، ما يغطي احتياجات ثلاثة أشهر.


في الأيام الأخيرة، أُخلي الكثير من مواقع إيواء النازحين في درعا حيث قدمت أطباء بلا حدود الرعاية، فمعظم هذه المواقع مدارس تستعد لفتح أبوابها للعام الدراسي الجديد.


وفي هذا الصدد، قال المنسق الطبي في أطباء بلا حدود، د. فؤاد طاهر: "عانى جميع الأشخاص تقريبًا من عنفٍ شديد وهم يواجهون احتياجات طبية ونفسية كثيرة. فبالإضافة إلى الصدمة الأخيرة التي عانى منها النازحون في السويداء، يتضاعف الضغط النفسي الذي يعانون منه وتتأجج مشاعر التوتر والغضب لديهم بفعل الظروف المعيشية القاسية، وانعدام اليقين بشأن الحلول طويلة الأمد، وخطر تزايد النزوح".


وأضاف: "أفاد كثيرون بإصابتهم بأعراض نفسية-جسدية، مثل الكوابيس واضطرابات النوم وآلام الجسد، مع تفشي القلق والخوف من المستقبل".


تلتزم منظمة أطبّاء بلا حدود بمبدأَي الحياد وعدم التحيّز وتقدّم المساعدات إلى السكان المنكوبين، بغضّ النظر عن العرق أو الدين أو العقيدة أو الانتماء السياسي. وتواصل الفرق العمل في كل من درعا والسويداء لتقديم المساعدات الأساسية. ولكن في ظل استمرار النزوح وإخلاء مواقع الإيواء قبيل العام الدراسي، تتسع الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والموارد المتاحة. تبرز الحاجة إلى الدعم المستدام لضمان تلبية احتياجات هؤلاء السكان.

الأكثر قراءة