من هم خارج عالم الأعمال دائماً ما تختلط عليهم الأدوار التي يلعبها المدير التنفيذي CFO من جهة والمدير المالي COO من جهة أخرى، نظراً لأهمية الموقعين في أي شركة أو مؤسسة.

دعونا أولاً نلقي نظرة على التعريف العام لكلّ من المركزين، أولاً الرئيس او المدير التنفيذي وهو من يشرف على أنشطة المنظمة بأكملها ويقدم كافة التقارير إلى مجلس إدارة الشركة، كما انه المسؤول الاول والاخير عن كل ما يتمّ القيام به في المؤسسة، وايضاً هو الممثل الوحيد والناطق الرسمي باسمها في كل الامور التي تتعلّق بها من إدارة وإنتاج ومالية وحصص وأسهم.

أمّا المدير المالي فهو الذي يحمل الدور الرئيسي في الإشراف على إدارة الشؤون المالية للمؤسسة من إدارة المخاطر الى التخطيط المالي مروراً بإعداد التقارير المالية وتحليل البيانات، والجدير ذكره هنا انّ بإمكان المدير المالي ان يقدّم تقاريره الى المدير التنفيذي او حتى الى مجلس الادارة فوراً من دون الرجوع الى المدير التنفيذي. وما زالت هذه النقطة الاخيرة موضع خلاف في تراتبية الهرم الاداري، حيث يرى البعض أنّ المدير التنفيذي هو من يتحمّل المسؤولية المالية ايضاً، وبالتالي على المدير المالي العودة اليه في هذه الشؤون. ولكن البعض الآخر يرى أنّ المدير المالي، ولحساسية وضعه وأهمية مركزه، يستطيع تخطّي المدير التنفيذي في بعض الأمور المالية الحسّاسة والعودة فوراً الى مجلس الإدارة مجتمعاً.

ومن هنا علينا الدخول في إشكالية الاختلافات بين المركزين وواجبهما، موضوع هذا المقال، ومن خلال عدّة عناوين ادارية سنسرد بعض الفروقات بينهما.

أولاً: في المسؤوليات الرئيسية
هنا يقوم الدور الرئيسي للمدير التنفيذي في المراقبة والإشراف على كل الإدارات والتأكّد من تحقيق الأهداف التي تم وضعها، بمشاركة مديري الادارات والتأكّد من تنفيذ القرارات التي يتّخذها مجلس الإدارة، ففي النهاية هو المسؤول عن النجاح او التقصير في المؤسّسة كونه المسؤول الرئيسي والمباشر عن الأداء العام للشركة. أمّا المدير المالي فتتركّز مسؤوليته على الجزء المالي فقط، ولكنه أيضاً يتحمّل المسؤولية في دراسة أداء الشركة المالي، وبالتالي تكون له يد اساسية في تطوّر أو فشل المشاريع التي قد تنعكس على اداء المدير التنفيذي من حيث الاستراتيجية والاجراءات المتّخذة والاحتياجات المطلوبة وكيفية الموازنة بين المخاطر والانتاجية.

ثانياً: من ناحية العلاقات العامة
على رغم أنّ المدير المالي يلعب الدور الرئيسي في الاتصالات، من حيث بناء العلاقات مع البنوك والمستثمرين لمناقشة المصلحة العامة للمؤسسة حيث انّ اغلب الاعمال تهدف الى الربح، إلّا أنّ المدير التنفيذي يبقى الوجه العام للشركة، حيث انه من يمثّلها ومن يوقّع العقود في كافة القطاعات وحتى المالية منها.

ثالثاً: في المراقبة والتحليل
يقوم المدير المالي بمراجعة مختلف جوانب الشركة وذلك بهدف التحكّم في التكاليف والارباح بالطريقة المناسبة، ويحلّل الاستثمارات وتوجّهات الأسواق، ولكنه في هذا المجال يرفع تقريره الى المدير التنفيذي الذي له الرأي الأخير في ضبط العمليات وفق مقرّرات مجلس الادارة وتوجّهاته.
وتبقى الكثير من الاشكاليات للتفريق بين المركزين أعلاه في المؤسسات، إلّا أنّ ما يميّز هذه العلاقة هو معيار النجاح او الفشل، فكلّما كان التناغم موجوداً بين الاثنين كان ذلك لمصلحة المؤسسة، وبالتالي تتحقّق الأهداف.