تنتمي مواقع فيسبوك وتويتر وغوغل+ ولينكد ان وهاي فايف كلّها إلى المواقع الإلكترونية الخاصّة بشبكات التواصل الإجتماعية.
بدأ موقع فيسبوك العمل من جامعة هارفرد وكانت قاعدة هذه المنصّة طلابًا من الجامعة ذوي الكفاءة نظرًا للمكانة المرموقة التي تتميّز بها هذه الجامعة. وشكّل هذا الموقع مفهومًا جديدًا سمح للأفراد بمشاركة الصور وإضافة المعلومات الشخصيّة مباشرةً (ان لاين). ولم يكن على الشخص إلا اختيار موقع فيسبوك إذا رغب في رؤية صورة أحدٍ ما والأشخاص المتّصلين به أو أراد التواصل معه والحصول على التفاصيل الرئيسيّة من البروفيل الخاصّ به. وكان مستخدمو هذا الموقع مقتصرين على طلاب الجامعة؛ الأمر الذي سمح لموقع لينكد ان أن يتميّز بالمفهوم المباشر نفسه مع توجّه خاصّ بالأعمال لم يكن متوافرًا في موقع فيسبوك.

يعتمد موقع لينكد ان على الشركات ورجال الأعمال الذين لا يمكن العثور عليهم مباشرة في الوقت نفسه وذلك لأسباب متعدّدة. في الواقع، غالبًا ما يكون هؤلاء الأشخاص منشغلين ولا يملكون الوقت لتصفّح الإنترنت ويفضّلون عقد الصفقات ولا يثقون بمفهوم التواصل المباشر آنذاك لأنّ اتصالاتهم كانت تعتمد على عقد الإجتماعات وجهًا لوجه لسنوات طويلة؛ ولم يكن التصفّح وسيلةً موثوقًا بها بما يكفي لعقد الصفقات الكبيرة. ونتيجةً لذلك، بقي موقع لينكد ان أقلّ استخدامًا مقارنة بموقع فيسبوك.

في المقابل، واجه موقع التواصل الإجتماعي تويتر الذي تمّ إطلاقه في شهر تموز من العام 2006، بعض الصعوبات في النموّ السريع ولذلك لأسباب كثيرة. في الواقع، لم يتضمّن هذا الموقع خدمة تنزيل الصور ما أدّى إلى عدم استخدامه من طلاب الجامعات ولم يكن يحتوي على عرضٍ لبروفيل المعلومات المفصّلة ما أبعد رجال الأعمال عن استخدامه. وقد أدّى هذان العاملان إلى جعل هذا الموقع موجّهًا نحو الوكالات الإخباريّة لأنّه يمكن في هذا المجال، استخدام موقع تويتر لنشر الأخبار العاجلة بفضل سهولته وسرعته. للأسف، لم يكن أفراد الصحافة آنذاك مقتنعين بأنّ البوّابة المباشرة ستتحوّل إلى المصدر الرئيسيّ لتدفّق المعلومات لأنّهم لن يتوانوا عن قراءة الأخبار من خلال الصحف المطبوعة علمًا أنّ هذا الأمر قد شكّل جدالاً طويلاً على المستوى العالمي... فهل سينتقل الناس إلى الصحف الإلكترونية؟

في شهر آذار من العام 2010، أطلقت شركة أبل منتجها "آي باد" الذي غيّر طريقة تفكير معظم وكالات الأنباء المهمّة. فقد عزّز هذا الجهاز اللوحي التجربة الإلكترونية من خلال سهولة استخدامه؛ ما أدّى إلى إسراع الناس لشرائه مع أنّ البعض منهم لم يكونوا على دراية ممّا يشترونه بل كلّ كما أرادوه هو الحصول على المنتج الجديد لشركة أبل. نتيجةً لذلك، دفعت هذه التجربة الناجحة التي لاقاها منتج آي باد، بشركة غوغل إلى تطوير نسخة الأندرويد للكمبيوترات اللوحية ليتمكّن الأشخاص الذين لم يحصلوا على آي باد أن يتّجهوا نحو هاتفي موتورولا وسامسونج اللوحيّين... وأسرت هذه العوامل كافّة جمهورًا كبيرًا في التجربة المباشرة وأصبحت شبكات التواصل الإجتماعيّ تجذب انتباه الكثير من مجالات الأعمال الذين تشجّعوا نظرًا لعدد الأشخاص المنتسبين فيها.

في المرحلة التالية، وبعد العشاء الذي جمع بين ستيف جوبز وديك كوستولو، تمّ دمج موقع تويتر في نظام اي او اس 5 (iOS 5). ولم يقم ستيف جوبز بهذه الخطوة لأنّه فضّل موقع تويتر على الشبكات الإجتماعيّة الأخرى ولكنّه برأيي، فضّل الإتّجاه نحو توفير التجربة السريعة والسهلة للمستخدمين النهائيّين. فضلاً عن ذلك، كان يعلم أنّ الأشخاص سيصبحون مدمنين مع الوقت على الشبكات الإجتماعيّة وسيختارون المنصّة الأكثر سهولة وسرعة؛ وكان موقع تويتر يغطّي هذا الأمر.

في حال أردنا معرفة الفائز في هذه المعركة الإجتماعيّة، أعتقد أنّه على المدى الطويل، لا بدّ أن تختار وكالات الأنباء والشركات الكبرى موقع تويتر بما أنّ الخبر المنشور على هذا الأخير يظهر لكافّة التابعين عند نشره. بالإضافة إلى ذلك، يتميّز موقع تويتر بسرعةٍ أكثر من أيّ منصّة إجتماعيّة أخرى ويتضمّن خدمة إضافة الصور والمعلومات بسرعةٍ للأشخاص المنشغلين الذين يتمكّنون من رؤية المحتويات الأكثر أهميّة في خلال ثوان. أمّا في ما يتعلّق بموقع فيسبوك، فسيستمرّ بالهيمنة على المستوى الطلابيّ لأنّه يمثّل ساحة ترفيه يمكن للأشخاص التعليق فيها وإبداء إعجابهم والتواصل مع أصدقائهم بطريقةٍ ذكيّة وسهلة جدًّا بينما يصبح موقع لينكد ان هدف أقسام الموارد البشريّة التي ستستثمره للبحث عن الأفراد المحتملين أو توظيفهم في شركاتهم.
أمّا الآن وقد قرأتم وجهة نظري حيال مواقع الشبكات الإجتماعيّة، أرجو أنّكم قد استمتعتم في قراءة هذا المقال.