ما بدا للوهلة الأولى وكأنّه لقاء عائلي أدبي، تبيّن سريعاً أنّه حدث ثقافي عميق، جمع بين ثلاثة أصوات نسائية مختلفة في الشكل، متكاملة في المضمون.

كل كتاب قدّم بُعداً فريداً، لكنّه التقى مع الآخرين في هدف مشترك: تحرير الذات، تخليد الحكمة، وتكريس الحضور النسائي في المشهد الثقافي العربي.

"أمثال للأجيال – حكم لا يمحوها الزمان"

فاطمة الرفاعي تنبش الذاكرة الشعبية بحبّ الأم. بأسلوب رقيق ومُتقن، أعادت فاطمة الرفاعي الحياة لمئات الأمثال الشعبية التي كادت أن تُنسى. كتابها ليس مجرّد أرشيف، بل سرد حيّ ومُفسَّر لأمثالنا العربية كما كانت تُتداول بين الجدّات والأمهات.

الكتاب لاقى إعجاباً لافتاً من الحضور، إذ وصفه أحد النقّاد بأنّه: "دفتر من نور، يحتضن الذاكرة الثقافية للأجيال ويُعيد بناء الجسور مع تراثنا الشفهي".

"Mindset Decoded - One Year, One Journey"

ياسمين الرفاعي تُعيد كتابة الذات بقلم يومي.

في كتابها المكتوب بأسلوب تأمّلي يمتد على مدار عام كامل، تأخذنا ياسمين الرفاعي في رحلة عميقة نحو بناء الذات. كل صفحة هي تمرين فكري، وكل فقرة دعوة إلى النهوض من الداخل.

الكتاب اعتُبر من أبرز إصدارات التنمية الذاتية النسوية لهذا العام، وقال أحد الحاضرين: "هو ليس فقط رفيق يومي، بل صوت داخلي نحتاجه في عالم يطلب منّا أن نُثبت أنفسنا كل يوم".

"أنثى خارج النص"

تغريد الرفاعي تكسر الصمت وتكتب بصيغة التمرّد.

كتاب خواطر وفلسفة نسوية معاصرة، لا يتّبع قواعد الكتابة التقليدية، بل يفرض لغته الخاصة. هو عمل صادق ومباشر، يحمل وجع الأسئلة والبحث عن الهوية، وينتصر للمرأة التي ترفض أن تكون نسخة مكرّرة.

قالت إحدى القارئات خلال الأمسية: "هذا الكتاب منحني الجرأة لأكتب أنا أيضاً... شعرتُ أنّه عني، بل إنّه أنا".

الأدب حين يصبح إرثاً حيّاً

ما ميّز الأمسية ليس فقط تنوّع الكتب، بل الانسجام الإنساني بين الكاتبات الثلاث. أم وابنتان، كل واحدة منهما حملت قلمها وصوتها ومسارها، لكنّهنّ التقَينَ في لحظة واحدة: لحظة المشاركة الصادقة مع العالم.

مكتبة برزخ، التي تحتضن هذا النوع من اللقاءات النوعية، أثبتت مرّة جديدة أنّها ليست فقط مكاناً لبيع الكتب، بل مساحة حيّة للتعبير، اللقاء، والتحوّل.