لكن على رغم من هذا الاستثمار الكبير واللافت، لا يزال أرسنال متأخّراً، فليفربول هو الأكثر إنفاقاً بـ300 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع فلوريان فيرتز، هوغو إيكيتيكي، ميلوش كيركيز وجيريمي فريمبونغ. أمّا تشلسي فأنفق أكثر من 200 مليون جنيه بقليل على جيمي غيتينز، جواو بيدرو، ليام ديلاب، إستيفاو، داريو إيسوغو، مامادو سار، وكيندري باييز. واقترب من إتمام صفقة التعاقد مع جوريل هاتو من أياكس مقابل 40 مليون يورو.

فتح مانشستر يونايتد دفتر الشيكات أيضاً، لكّنه بقيَ، مثل أرسنال، دون حاجز الـ200 مليون جنيه إسترليني، وبلغت تكلفة التعاقد مع برايان مبومو وماثيوس كونيا مجتمعَين أقل من 130 مليون جنيه إسترليني بقليل.

لكنّ إنفاق أرسنال قد لا يكون قد انتهى بعد، إذ من الممكن أن يضمّ جناحاً آخر. فكم يبلغ هامش التحرّك المتاح له للإنفاق الإضافي؟ وهل سيحتاج إلى البيع؟ وإلى أي مدى يجب أن يأخذ في الحسبان قواعد الربح والاستدامة التي يفرضها الدوري الإنكليزي (PSR)؟

كم أنفق أرسنال؟

بلغ إنفاق أرسنال على التعاقدات الجديدة، من دون احتساب المكافآت المحتملة، أقل بقليل من 190 مليون جنيه.

انضمّ أريزابالاغا مقابل 5 ملايين جنيه ومادويكي 48,5 مليون و3,5 ملايين إضافية لتشلسي كمكافآت. نورغارد، الذي وقّع لعامَين، كلّف 10 ملايين جنيه، بينما وصل زوبيميندي مقابل 65 مليون يورو.

بعد مفاوضات طويلة مع سبورتينغ، اتُفِق على صفقة بقيمة 54,8 مليون جنيه لضمّ غيوكيرش و8,7 ملايين إضافية إذا فُعِّلت بعض الشروط.

ما هو وضع PSR؟

أظهرت أحدث البيانات المالية المنشورة لأرسنال، والخاصة بالسنة المنتهية في 31 أيار 2024، تسجيل خسارة قبل الضرائب بقيمة 17,7 مليون جنيه إسترليني، ما يعني أنّها السنة السادسة على التوالي التي يحقق فيها خسائر، بعد 16 عاماً متتالية من الأرباح.

منذ أن استحوذت مجموعة كرونكي الرياضية (KSE) بالكامل على النادي في 2018، استثمرت بشكل مكثف في الفريق، ما ترافق مع خسائر بلغ مجموعها 328,7 مليون جنيه إسترليني خلال 6 سنوات.

وعلى رغم من الخسائر، شهد النادي نمواً ملحوظاً في الإيرادات، بفضل المشاركة المنتظمة في دوري أبطال أوروبا، وحقق إيرادات قياسية تجاوزت 610 ملايين جنيه إسترليني.

وعلى رغم من الخسائر المتواصلة، فإنّ وضع النادي من ناحية قواعد PSR يُعتبر مستقراً نسبياً. وقدّرت «ذا أثلتيك» أنّ أرسنال يمكنه تسجيل خسائر تصل إلى 97 مليون جنيه إسترليني في موسم 2024-2025 ويظل ضمن القواعد المالية المسموح بها.

هل من تعاقدات جديدة في الطريق؟

لا يزال أرسنال منفتحاً على إمكانية تعزيز تشكيلته أكثر، إذا ما توفّرت صفقة مناسبة، ويُرجّح أن يكون أي تعاقد جديد في الخط الأمامي، إذ يُعجَب بالجناحَين من رودريغو (ريال مدريد)، وأنطوني غوردون (نيوكاسل)، واستكشف خيار التعاقد مع إيبيريتشي إيزي (كريستال بالاس).

هل سيتعيّن عليه البيع؟

كان أرسنال من كبار المنفقين على مدى عدة سنوات، لكنّه اقترب في الموسم الماضي من موازنة ميزانيته، إذ بلغ صافي إنفاق أرسنال في الانتقالات 563,7 مليون جنيه إسترليني. أمّا في 2024-25، فانخفض صافي الإنفاق إلى 20,9 مليون جنيه فقط، إذ عوّضت مبيعات إميل سميث رو، إدي نكيتياه، آرون رامسديل، معظم ما أُنفِق على ريكاردو كالافيوري، ميكيل ميرينو، ودافيد رايا.

بعد عام من التراجع في السوق، أتيحت له فرصة أوسع للشراء مجدّداً. ومن شبه المؤكّد أنّه سيحقق رقماً قياسياً جديداً في الإيرادات، بعد موسم ناجح بلغ فيه نصف نهائي دوري الأبطال.

لا يضغط أرسنال نفسه إلى الحدّ الأقصى في قواعد PSR، لكن إذا استمرّ في التعاقد مع لاعبين باهظي الثمن، سيحتاج إلى تعويض ذلك بمبيعات. ويجب عليه أيضًا الانتباه إلى قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الصارمة في ما يتعلق بتكاليف التشكيلة، إذ يُحدِّد سقفاً لمقدار الإيرادات التي يمكن للأندية المشاركة في بطولاته إنفاقها على رسوم الانتقالات، أجور اللاعبين، وعمولات الوكلاء.

بدءاً من موسم 2025-26، سيكون الحدّ الأقصى 70%. وفي موسم 2023-24، أظهرت حسابات أرسنال أنّ نسبة الأجور إلى الإيرادات كانت 53%. ويُرجّح أنّ الأجور ارتفعت منذ ذلك الحين، لكن كذلك الإيرادات. كما توفّرت مساحة في جدول الأجور بعد رحيل توماس بارتي وجورجينيو.

هل يمكنه البيع بأسعار جيدة؟

أكبر صفقة بيع في تاريخ أرسنال لا تزال تلك التي انتقل فيها أليكس أوكسليد-تشامبرلين إلى ليفربول مقابل 35 مليون جنيه عام 2017، ما يعني أنّ سجله في تحقيق عوائد كبيرة من البيع لم يكن جيداً مؤخّراً.

ومع ذلك، فإنّ أرسنال يمتلك بعض الأصول القابلة للبيع. فابيو فييرا (25 عاماً) متاح للبيع، وهو مستعد للاستماع لعروض غابرييل مارتينيلي أو لياندرو تروسار إذا تعاقد مع جناح آخر.

أوليكساندر زينتشينكو (28 عاماً) أيضاً مطروح في السوق قبل 12 شهراً على نهاية عقده، ممّا يقلل كثيراً من قيمته. فيما يجري فولهام محادثات متقدّمة لضمّ رييس نيلسون (25 عاماً).