الجنس على المسرح وكأنّه في الأوتيل؟
الجنس على المسرح وكأنّه في الأوتيل؟
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Saturday, 12-Oct-2013 00:39
أطلقت شبكة تلفزيونية بريطانية برنامجاً جنسياً جديداً تحت عنوان «Sex Box»، وقد أثار مفهومه جدلاً واسعاً، خصوصاً أنّه تخطّى الحدود المعتمدة في برامج الواقع، إذ إنه يتطرّق الى حياة الزوجين الجنسية علناً، أمام عدسات الكاميرات والحضور. فهل ستقبله المرأة الشرقية؟
أثبتت شبكة التلفزيون البريطانية Channel 4 بأنّ لا حدود لبرامج الواقع حيث بدأت تبثّ برنامجها الجديد «Sex box» في السابع من الشهر الجاري، ويقوم مفهومه على دعوة زوجَين الى ممارسة الجنس على المسرح. ولكنّ الخبر السار يكمن في أنّ القيّمين على البرنامج حافظوا على القليل من الخصوصية، إذ إنّ ممارسة الجنس لا تتمّ أمام أعين المشاهدين والحضور بل في غرفة خاصّة، وما أن ينتهوا يشرحون مشكلاتهم للمتخصصة في علم الجنس ترايسي كوكس.

برنامج جريء... هدفه نبيل

ولكن هذا البرنامج «تخطّى كلّ حدود برامج الواقع ومسّ بخصوصية الأفراد والازواج»، حسب ما جاءت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والتلفزيونات المحليّة والعالمية. وللدفاع عن فكرة البرنامج و»رسالته النبيلة»، أكدت تريسي كوكس انّ «الغرفة التي سيمارس فيها الزوجين الجنس ليست شفافة ولا مصنوعة من الزجاج، وإنما هي غرفة تشبه الى حدّ كبير غرفة الاوتيل الساحرة، وأنها آمنة ولا تحتوي على الكاميرات وبالتالي تضمن الخصوصية فلا يمكن لأحد أن يسمعهما أو يراهما»، مضيفة: «بالتالي لا يتمّ الجنس مباشرةً على الهواء مثلما نقلت بعض وسائل الاعلام».

وأوضحت: «الامر لا يختلف عمّا يحصل في غرف الأوتيل، أو عندما يغلق الحبيبان باب غرفتهما في المبنى الذي يتشاركانه مع غيرهما ويمارسان الجنس، ولا يفصلهما عن الآخرين سوى حائط واحد». وقالت: «أقرّ بأنّ مفهوم البرنامج جريء وغريب نوعاً ما، ولكنّ هدفه هو حضّ الناس على مشاهدة نقاش يدور بين البالغين حول موضوع الجنس ومشكلاته».

... للحدّ من الإباحية

من جهتها دافعت المحطّة عن برنامجها ونفت أن يكون هدفه إثارة الرغبة الجنسية أو التطرّق الى الموضوع بطريقة إباحية، «فقد وُجد هذا البرنامج، للحدّ من إنتشار البرامج الاباحية، وتسعى محطتنا الى محاربة مظاهر «البورنو»

الذي يحدّ من إنحطاط الحياة الجنسية للبريطانيين». واوضحت: «الجنس جزء لا يتجزّأ من حياتنا، ولكنّ قلة هم مَن يتكلّمون عن مشكلاتهم الجنسية بوضوح وصدق وصراحة ونحن نتوجّه الى هذه الفئة بالذات أي الشباب والازواج».

نقاشات مهمّة ومضحكة

يُذكر أنّ الزوجين يدخلان الى الغرفة لمدّة ثلاثين دقيقة تقوم خلالها مقدّمة البرنامج بالاضافة الى تريسي كوكس والمعالج النفسي المستضاف بمناقشة مواضيع تتعلّق بالحياة الخاصّة والجنسية. وقد تطرّقوا في حلقتهم الاولى الى «تأثير الافلام الاباحية على الجيل الشاب». وفي هذا السياق، أوضحت كوكس أنّ النقاشات ستكون «مضحكة ولطيفة وشيّقة ومهمّة تسترعي إنتباه الحضور فينسون الزوجين اللذين في الغرفة».

وعندما يخرج الثنائي من غرفة «حبّهما» فإنّهما يتكلّمان عن ما حصل في الداخل ويتشاركانه مع الاختصاصيين، «وسأكون بإنتظار مواجهة الثنائي لبعض الصعوبات وليس للكثير من الرقّة»، تقرّ سوكس التي تجيد تماماً التسويق لبرنامجها. وتختم كوكس حديثها متمنّيةً أيضاً أن يتمكّن البرنامج من إتاحة الفرصة أمام الزوجين في مناقشة أمورهما الجنسية بصورة واضحة وعلمية «إذ إنها ستقدّم للمشاهد صورة الجنس الحقيقية بعيداً من المشاهد الاباحية التي نراها عبر التلفاز أو نقرأ عنها في الكتب والمجلات».

... وعلم النفس يمانع

ولمعرفة رأي علم النفس في هذا المجال وتأثير هذا البرنامج في نفسية المشاركين والمشاهدين على حدّ سواء، تحدثت «الجمهورية» الى الخبيرة النفسية القضائية في المحكمة الروحية المارونية والمعالجة النفسية أنا ماريا ماروني التي لم تجد في البرنامج الجدّي ايّ منفعة «خصوصاً أنّه يستبيح الحياة الحميمية الخاصّة ويعرضها علناً» على حدّ قولها، متسائلةً «هل سيترك هذا البرنامج إنطباعاً سلبياً وأثراً ضاراً في نفسية الزوجَين المشاركَين بكامل إرادتهما والذين قررا إستعراض حياتهما الشخصية أمام ملايين المشاهدين؟ أم أنّهما سيفرحان لكونهما أصبحا مشهورين؟». وتابعت: «أنا شخصياً أمانع البرنامج الذي يطرح العلاقة الحميمية للزوجين علناً، لأنّه قد يزيد من هوّامات مئات المشاهدين الجنسية».

وعن المشكلات النفسية التي قد تصيب الزوجين الذين قررا الدخول الى تلك الغرفة وممارسة الجنس، أوضحت: «أعتقد أنّ الأثر السلبي سيكون في نفسية المشاهدين وليس في نفسية الزوجين اللذين قررا الدخول بكامل إرادتهما لإستعراض حياتهما الخاصّة، وفي هذا السياق يمكننا التكلّم عن شذوذ جنسي لإستعراض أفكار جنسية أمام آلاف المشاهدين، إلّا أنّهما قد يتوتّران ويفقدان الانسجام أثناء ممارستهما الجنس وهما يعيان أنّ ثمّة مَن ينتظرهما خارجاً».

ولا تعتقد ماروني أنّ هذا البرنامج يمكن إدراجه ضمن إطار التوعية الجنسية «بالطبع على الزوجين أن يتكلما عن مشكلاتهما الجنسية ولكن مع إختصاصي في الجنس وبخصوصية تامّة وليس علناً، خصوصاً أنّ بعض المشاهدين قد يعمدون الى تقليد الزوجين الذين تكلّما عن تجربتهما الخاصّة وهذا ما قد يضرّ بهم وبحياتهم الجنسية».
theme::common.loader_icon