الضربة العسكرية على سوريا... «فيلم أميركي قصير»
الضربة العسكرية على سوريا... «فيلم أميركي قصير»
اخبار مباشرة
ليندا مشلب
إنّه حديث كلّ البلد... وكلّ البلاد، الضربة المحدودة التي توجهها الولايات المتحدة الى مواقع عسكرية سورية بذريعة إستخدام الأسلحة الكيماويّة. كلّ المعطيات اكتملت وتدلّ على حصول هذه الضرية، التي يمكن أن تحقق اختراقاً لمنظومة الأمن السوري، اذا ما حصلت، من دون التعرض للنظام.
يُجمع خبراء عسكريون دوليون، على وجود حسابات غبية أثرت في الإدارة الأميركية، التي وإن أقدمت على هكذا سيناريو يكون المقصود منه عملية عقابية إستعراضية، فإنها حتماً ستقوّي الرئيس بشار الأسد وستدفع بشعبه الى الإلتفاف أكثر حوله.
لكنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ربما يزيد من شعبيته أيضاً ويسقط صفة "المتردّد" التي تلاحقه، وخصوصاً أنّ خلافه مع السعودية في مصر، ومع مشروع "الإخوان المسلمين" الذين يعتبرون انّ الولايات المتحدة خذلتهم فيه، الى جانب الفشل في العراق، قلّص من نفوذ أميركا في المنطقة، وهي بذلك تكون قد أعادت صياغة وجودها ورفعت منسوب الثقة بجبروتها في الشرق الاوسط وقدرتها على حفظ "عروش" حلفائها، أما اذا كان المقصود التدخل العسكري الكبير وتوجيه "الناتو" ضربات قاسية لسوريا، فإنّ أميركا والغرب الحليف، سيضغط على "الكبسة" الاولى لكنه يدرك تماماً انه لن يتحكّم بمسار المعركة، كما انّ لا الإدارة الأميركية ولا إيران والروس، يحبذون الدخول في حرب دولية على اراضٍ اقليمية تضرّ بمصالح الطرفين، والسؤال هنا أين كلام الأمير بندر بن سلطان من السيناريوهَين المطروحَين.
فهو قال في اكثر من مكان، قرّرنا التخلّص من المدّ الإيراني، ومن النظام في سوريا مهما كلف الامر، وستشهدون تحولاً كبيراً في مسار المعركة لصالح المعارضة قبل حلول الخريف، لكن أين حسابات بندر، من بيدر الولايات المتحدة؟
تقول المعلومات إنّ أوباما وصلته معطيات عسكرية تلفته الى انّ الجيش السوري ينتشر على الاراضي السورية كافة، وأنه خارج معسكراته ولا سيما الفرقة الرابعة المستهدَفة، أما شلّ القدرة الجوية السورية، فسيكون مرحلياً لأنّ ايران وروسيا لن يتركا السلاح الجوي السوري ينهار وستسارعان الى إعادة ترميمه ضمن الشراكة الإستراتيجية العسكرية مع سوريا، وخصوصاً سياسة الالتحام السورية - الروسية. اما مستودعات الأسلحة الكيماوية، فلا هي ظاهرة فوق الأرض ولا ضربها بالعمق متاح وآمن.
أما النقطة الأهم التي حذّرت منها تركيا، فهي ردة الفعل على اراضيها الملاصقة والمتداخلة جغرافياً مع الاراضي السورية. ويقول مراقبون إنّ اوباما وخلافاً لهذا الدخان الإعلامي المتصاعد، لا يريد ضرب بشار الأسد الذي يقضي على تنظيم "القاعدة" ولا إسرائيل التي حذرت ضمن القنوات الأمنية الخاصة من انها لا تحبّذ ايّ تصعيد أمني يقترب من محيطها طالما انها تحقق اهدافها في حرب غيرها.
وتؤكد المعلومات انّ الضربة المفترضة، والمرجح أن تحصل على نطاق ضيق، لن تغيّر شيئاً كبيراً في المعادلة. فلا أحد سيردّ على هذه الضربة، لا إيران ولا الروس ولا "حزب الله". اما السوريون فاعتادوا الذهاب الى حافة الهاوية من دون الوقوع فيها، والأسد يدرك انّ لا أحد يستطيع إسقاطه، وهو ذكي لدرجة يعرف فيها كيف يوظف العدوان لصالحه وصالح شعبه كما فعل عندما ضرب السلاح الجوي الاسرائيلي جبل قاسيون.
كما انّ الأسد وجماعته ليسوا غوغائيين. وقد استطلعت "الجمهورية" رأيَ احد الضباط الكبار السوريين، فأكد انّ "كل الخيارات مفتوحة، وانّ ردة الفعل السورية تُدرس وستكون بحسب كلّ عمل، وسوريا تحسّبت لكلّ خطوة، من بينها القيام بعمليات عسكرية واسعة وحاسمة ضدّ المجموعات المسلّحة، كردة فعل بديهية".
ويتابع الضابط: "لو لم يكن الجيش السوري مسيطراً بشكل كبير على الارض لما احتاجت الولايات المتحدة وحلفاؤها لهذا "الفيلم" الأميركي القصير. فالجميع يعرف انّ الجيش السوري لم يستخدم الكيماوي، لانه يلوّث الهواء وهو سيتأثر حتماً فيه بفعل معركته مع المسلحين التي تحصل على نطاق ضيق، وهو يخوض معهم حرب مدن وعصابات، وقواعد الاشتباك في هكذا معارك تعرفها كلّ المنظومات الأمنية".
ويضيف: "لا زلنا نشك اساساً في استعمال الكيماوي لانّ العوامل التي تثبت هذا الامر لا تزال مبهمة والصور مفبركة والاسئلة كثيرة، ما يعزّز فرضية المسرحية الكيماوية، ثم انّ تركيا نفسها أقرّت بأنّ مسلحين سرّبوا كميات من غاز السارين من اراضيها الى الداخل السوري".
وفي خلاصة الامر، انّ العوامل معقدة، والمطلوب أخذ التقاطعات خصوصاً وأنّ عناصر مشروع التقسيم متوافرة، إنما الغطاء السياسي غير متاح حالياً، لذلك الارجح أن تكون اللعبة، لعبة "شدّ حبال واعادة تموضع" لفرض توازن عسكري وسياسي جديد في المنطقة، خصوصاً قبل شهر ايلول، حيث تُعقد قمة العشرين والجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤشرات لعقد مؤتمر جنيف - 2.
لكنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ربما يزيد من شعبيته أيضاً ويسقط صفة "المتردّد" التي تلاحقه، وخصوصاً أنّ خلافه مع السعودية في مصر، ومع مشروع "الإخوان المسلمين" الذين يعتبرون انّ الولايات المتحدة خذلتهم فيه، الى جانب الفشل في العراق، قلّص من نفوذ أميركا في المنطقة، وهي بذلك تكون قد أعادت صياغة وجودها ورفعت منسوب الثقة بجبروتها في الشرق الاوسط وقدرتها على حفظ "عروش" حلفائها، أما اذا كان المقصود التدخل العسكري الكبير وتوجيه "الناتو" ضربات قاسية لسوريا، فإنّ أميركا والغرب الحليف، سيضغط على "الكبسة" الاولى لكنه يدرك تماماً انه لن يتحكّم بمسار المعركة، كما انّ لا الإدارة الأميركية ولا إيران والروس، يحبذون الدخول في حرب دولية على اراضٍ اقليمية تضرّ بمصالح الطرفين، والسؤال هنا أين كلام الأمير بندر بن سلطان من السيناريوهَين المطروحَين.
فهو قال في اكثر من مكان، قرّرنا التخلّص من المدّ الإيراني، ومن النظام في سوريا مهما كلف الامر، وستشهدون تحولاً كبيراً في مسار المعركة لصالح المعارضة قبل حلول الخريف، لكن أين حسابات بندر، من بيدر الولايات المتحدة؟
تقول المعلومات إنّ أوباما وصلته معطيات عسكرية تلفته الى انّ الجيش السوري ينتشر على الاراضي السورية كافة، وأنه خارج معسكراته ولا سيما الفرقة الرابعة المستهدَفة، أما شلّ القدرة الجوية السورية، فسيكون مرحلياً لأنّ ايران وروسيا لن يتركا السلاح الجوي السوري ينهار وستسارعان الى إعادة ترميمه ضمن الشراكة الإستراتيجية العسكرية مع سوريا، وخصوصاً سياسة الالتحام السورية - الروسية. اما مستودعات الأسلحة الكيماوية، فلا هي ظاهرة فوق الأرض ولا ضربها بالعمق متاح وآمن.
أما النقطة الأهم التي حذّرت منها تركيا، فهي ردة الفعل على اراضيها الملاصقة والمتداخلة جغرافياً مع الاراضي السورية. ويقول مراقبون إنّ اوباما وخلافاً لهذا الدخان الإعلامي المتصاعد، لا يريد ضرب بشار الأسد الذي يقضي على تنظيم "القاعدة" ولا إسرائيل التي حذرت ضمن القنوات الأمنية الخاصة من انها لا تحبّذ ايّ تصعيد أمني يقترب من محيطها طالما انها تحقق اهدافها في حرب غيرها.
وتؤكد المعلومات انّ الضربة المفترضة، والمرجح أن تحصل على نطاق ضيق، لن تغيّر شيئاً كبيراً في المعادلة. فلا أحد سيردّ على هذه الضربة، لا إيران ولا الروس ولا "حزب الله". اما السوريون فاعتادوا الذهاب الى حافة الهاوية من دون الوقوع فيها، والأسد يدرك انّ لا أحد يستطيع إسقاطه، وهو ذكي لدرجة يعرف فيها كيف يوظف العدوان لصالحه وصالح شعبه كما فعل عندما ضرب السلاح الجوي الاسرائيلي جبل قاسيون.
كما انّ الأسد وجماعته ليسوا غوغائيين. وقد استطلعت "الجمهورية" رأيَ احد الضباط الكبار السوريين، فأكد انّ "كل الخيارات مفتوحة، وانّ ردة الفعل السورية تُدرس وستكون بحسب كلّ عمل، وسوريا تحسّبت لكلّ خطوة، من بينها القيام بعمليات عسكرية واسعة وحاسمة ضدّ المجموعات المسلّحة، كردة فعل بديهية".
ويتابع الضابط: "لو لم يكن الجيش السوري مسيطراً بشكل كبير على الارض لما احتاجت الولايات المتحدة وحلفاؤها لهذا "الفيلم" الأميركي القصير. فالجميع يعرف انّ الجيش السوري لم يستخدم الكيماوي، لانه يلوّث الهواء وهو سيتأثر حتماً فيه بفعل معركته مع المسلحين التي تحصل على نطاق ضيق، وهو يخوض معهم حرب مدن وعصابات، وقواعد الاشتباك في هكذا معارك تعرفها كلّ المنظومات الأمنية".
ويضيف: "لا زلنا نشك اساساً في استعمال الكيماوي لانّ العوامل التي تثبت هذا الامر لا تزال مبهمة والصور مفبركة والاسئلة كثيرة، ما يعزّز فرضية المسرحية الكيماوية، ثم انّ تركيا نفسها أقرّت بأنّ مسلحين سرّبوا كميات من غاز السارين من اراضيها الى الداخل السوري".
وفي خلاصة الامر، انّ العوامل معقدة، والمطلوب أخذ التقاطعات خصوصاً وأنّ عناصر مشروع التقسيم متوافرة، إنما الغطاء السياسي غير متاح حالياً، لذلك الارجح أن تكون اللعبة، لعبة "شدّ حبال واعادة تموضع" لفرض توازن عسكري وسياسي جديد في المنطقة، خصوصاً قبل شهر ايلول، حيث تُعقد قمة العشرين والجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤشرات لعقد مؤتمر جنيف - 2.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:50
فجوة تفاوضية في الميكانيزم!
1
07:30
بعد إعلان نتنياهو «إسرائيل الكبرى» ماذا نحن فاعلون؟
2
07:36
لبنان في زمن «الضغط الرمادي»: بين الميكانيزم والديبلوماسية والمقاومة
3
06:57
مانشيت "الجمهورية": "الفجوة" تستوجب جلسة حكومية ثالثة... عون والمر: لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها
4
Dec 23
حاكم مصرف لبنان حدد موقفه من مشروع الاستقرار المالي وسداد الودائع
5
08:37
"الفجوة" تستوجب جلسة حكومية ثالثة... هذا ما كشفته "مصادر وزارية"
6
08:31
تباينٌ واسع في النظرة إلى أزمات المنطقة بين واشنطن وتل أبيب!
7
08:49
الذهب فوق 4500 دولار للمرة الأولى... وماذا بشأن الفضة؟
8