د. نجّار لمرضى الصرع: لديكم الأمل في الشفاء
د. نجّار لمرضى الصرع: لديكم الأمل في الشفاء
اخبار مباشرة
سينتيا عواد
ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.


الصرع أو ما يُعرف بالـ Epilepsy، مرض شائع منذ القدم، إلّا أنّ المعلومات المرتبطة بمفهومه وسُبل علاجه قد تكون خاطئة في أحيان كثيرة. فما هي الحقائق العلميّة التي يجب التمسّك بها بدءاً من اليوم لدعم مرضى الصرع وتعزيز فرص شفائهم؟
لاستيضاح أسباب الصرع وطريقة علاجه، أجرت "الجمهورية" حديثاً خاصّاً مع الأستاذ في جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري، وجراجة الأورام الدماغيّة والصرع في الجامعة الأميركيّة لبيروت، الدكتور مروان نجّار، الذي عرّف بداية عن المرض قائلاً: "إنّه عبارة عن شحنات إضافيّة تحصل في الدماغ. ما هو معلوم أنّ خلايا المخّ تتواصل مع بعضها عن طريق الشحنات الكهربائيّة.
لكن في حال حدوث شحنات إضافيّة وغير طبيعيّة في إحدى مناطق الدماغ، يمكن أن تؤدي إلى بؤرة صرعيّة وقد تنتشر وتُحدث موجة كهرباء قويّة في الدماغ، ينتج عنها ما يُعرف بنوبة الصرع". وأشار إلى أنّ السبب وراء ذلك قد يعود إمّا لإستعداد جيني وعدم تكوّن صحيح لبعض خلايا الدماغ، وإمّا بسبب كتلة حميدة موجودة في المخّ قد تؤدي إلى بؤرة صرعيّة.
تجنّب الكحول والسهر
وأضاف: "إنّ هذا المرض يطاول الأطفال خصوصاً نظراً الى خلل جيني أو تكويني، لكنّ هذا لا يعني أنّ الكبار لا يُصابون به. يمكن لمن تخطّوا الأربعين سنة أن يُصابوا بالصرع نتيجة لورم دماغي أو نزيف. وهنا يجب أخذ الحالة بجدّية اكثر لمعرفة سبب النوبة.
فالأشخاص الذين لديهم إستعداد لنوبات الصرع، يشعرون ببعض العوامل التي من شأنها تنبيههم من هذا المرض. لذلك نطلب من مرضى الصرع عدم شرب الكحول وتفادي السهر وما ينتج عنه من إضطرابات النوم، بعدما تبيّن أنّ هذه الأمور تزيد إحتمال التعرّض للنوبة.
وفي شكل عامّ، ما من عوامل أخرى محدّدة تمّ ربطها بالمرض، مثل علاقة التدخين بزيادة خطر أمراض القلب، لكن وفي حال الإستعداد الجيني أو تكوّن كتلة، يمكن لذلك أن يؤدي إلى الصرع"، مؤكّداً ضرورة الخضوع لتخطيط للدماغ وصورة الرنين المغناطيسي في حال الإستعداد لنوبة كهرباء.
الأدوية ليست الحلّ الوحيد
أما في شأن العلاجات المتوافرة للمرض، فأوضح د. نجّار: "توجد مجموعة من الأدوية التقليديّة والحديثة التي تغطّيها الدولة والضمان الإجتماعي، وكلفتها أقلّ من تلك المخصّصة للسرطان. فيحدّد الطبيب النوع الأنسب لحالة المريض من أجل السيطرة على كهرباء الرأس. إنّ نحو 70 إلى 80 في المئة من المرضى يتجاوبون مع العلاج بشكل جيّد جداً ويعيشون حياتهم من دون نوبات.
حتّى أنّ البعض منهم قد يشفون نهائيّاً من المرض بعد الإلتزام بالعلاج لعامين أو ثلاثة أعوام، وهم أشخاص طبيعيّون جداً ويمكنهم العمل وقيادة السيّارة والتصرّف تماماً مثل أيّ شخص عاديّ. إنّهم أشبه بمرضى السكّري والضغط الذين يتناولون أدويتهم للتعايش مع مرضهم".
وقال: "بعض المرضى قد يضطرّون لأخذ العلاج مدى الحياة. والأمر المهمّ الذي يجب تسليط الضوء عليه، هو أنّ بعض المرضى الذين يشكّلون 20 إلى 30 في المئة، قد لا يتجاوبون مع العلاج بشكل جيّد. ما يدفع بالطبيب إلى تحديد علاجات أخرى. لكن للأسف فإنّ المرضى في حالات مماثلة قد يستعينون بوسائل غير تقليديّة وغير طبّية، بعد أن يكونوا فقدوا الأمل من الأطباء. لكن يجب التشديد على وجود وسائل أخرى غير الأدوية لعلاجهم كالجراحة.
كلّ ما هو مطلوب إجراء دراسات لتحديد مكان البؤرة، وبعد رصدها يخضع المريض لجراحة إستئصاليّة للبؤرة وبالتالي يمتثل للشفاء. أمّا في حال العجز عن تحديد موقعها، فيمكن زرع بطاريّة الشحن العصبي التي تهدف إلى تخفيف الشحنات الكهربائيّة".
إنسان طبيعي
وشدّد د. نجّار على ضرورة التوعية عن مرض الصرع، والتي ترتكز في رأيه على نقطتين: "من المهمّ أوّلاً معرفة أنّ الصرع شبيه لمختلف الأمراض الأخرى، أي أنّه يمكن للمريض العيش حياة طبيعيّة، وبالتالي يجب عدم نبذه".
وقال: "عند التزام تناول الدواء والتجاوب معه، يمكن لمريض الصرع أن يقوم بمختلف الأمور التي يطبّقها يومياً أيّ إنسان طبيعي. ثانياً، يجب عدم فقدان الأمل في حال عدم تجاوب المريض مع الأدوية المحدّدة له. إنّ هدف الأطباء يكمُن بوضع حدّ نهائيّ للنوبات، وليس الإكتفاء بحدوثها مرّة في الشهر.
لقد تعاملت مع الكثيرين من المرضى الذين كانوا يأخذون أدوية عدّة من دون جدوى، لكنّني تمكّنت بواسطة الجراحة من إيقافها نهائيّاً لسنوات عدّة. إنّ التوعية يجب أن تشمل المريض والأهل وحتّى الأطباء".
تكرار النوبات يعوّق الدماغ
واستكمل حديثه: "إنّ تكرار النوبات عند الأطفال، يؤدي إلى تراجع الوظيفة العقليّة أو ما يُعرف بالإعاقة الدماغيّة. لذلك نجد بعض مرضى الصرع
متخلّفين بسبب عدم تشخيص حالتهم بشكل سريع منذ صغرهم وعدم معالجتها بالوسائل اللازمة. ما أدّى إلى تكرار النوبات وبالتالي الإنعكاس سلباً على الدماغ. إنّها أشبه بعمليّة إنقطاع الكهرباء التي تحصل كثيراً في لبنان.
ففي حال تكرار هذا الأمر، من دون أدنى شكّ فإنّ اللمبات ستتعطّل. أمّا وفي حال معالجة الطفل بشكل صحيح والعمل على توقيف النوبات، فإنّه سينمو حتماً مثل أيّ طفل عاديّ. من هنا ضرورة تشخيص الحالة بشكل دقيق وعلاجها نهائيّاً".
وتوجّه الدكتور مروان نجّار إلى قرّاء "الجمهوريّة" بكلمة أخيرة قال فيها: "إنّ مريض الصرع إنسان طبيعي قادر على العيش داخل مجتمعه طالما أنّه يحصل على الدواء ويتجاوب معه ويتغلّب على النوبات.
أمّا في حال عدم التفاعل إيجاباً مع العلاج، عندها من الضروري متابعة الحالة بطريقة أدقّ للوصول إلى العلاج الناجح من خلال إجراء الجراحة. لا شكّ في أنّ مريض الصرع، سواء كانت حالته سهلة أو صعبة، سيكون لديه العلاج المناسب والأمل في الشفاء".
لكن في حال حدوث شحنات إضافيّة وغير طبيعيّة في إحدى مناطق الدماغ، يمكن أن تؤدي إلى بؤرة صرعيّة وقد تنتشر وتُحدث موجة كهرباء قويّة في الدماغ، ينتج عنها ما يُعرف بنوبة الصرع". وأشار إلى أنّ السبب وراء ذلك قد يعود إمّا لإستعداد جيني وعدم تكوّن صحيح لبعض خلايا الدماغ، وإمّا بسبب كتلة حميدة موجودة في المخّ قد تؤدي إلى بؤرة صرعيّة.
تجنّب الكحول والسهر
وأضاف: "إنّ هذا المرض يطاول الأطفال خصوصاً نظراً الى خلل جيني أو تكويني، لكنّ هذا لا يعني أنّ الكبار لا يُصابون به. يمكن لمن تخطّوا الأربعين سنة أن يُصابوا بالصرع نتيجة لورم دماغي أو نزيف. وهنا يجب أخذ الحالة بجدّية اكثر لمعرفة سبب النوبة.
فالأشخاص الذين لديهم إستعداد لنوبات الصرع، يشعرون ببعض العوامل التي من شأنها تنبيههم من هذا المرض. لذلك نطلب من مرضى الصرع عدم شرب الكحول وتفادي السهر وما ينتج عنه من إضطرابات النوم، بعدما تبيّن أنّ هذه الأمور تزيد إحتمال التعرّض للنوبة.
وفي شكل عامّ، ما من عوامل أخرى محدّدة تمّ ربطها بالمرض، مثل علاقة التدخين بزيادة خطر أمراض القلب، لكن وفي حال الإستعداد الجيني أو تكوّن كتلة، يمكن لذلك أن يؤدي إلى الصرع"، مؤكّداً ضرورة الخضوع لتخطيط للدماغ وصورة الرنين المغناطيسي في حال الإستعداد لنوبة كهرباء.
الأدوية ليست الحلّ الوحيد
أما في شأن العلاجات المتوافرة للمرض، فأوضح د. نجّار: "توجد مجموعة من الأدوية التقليديّة والحديثة التي تغطّيها الدولة والضمان الإجتماعي، وكلفتها أقلّ من تلك المخصّصة للسرطان. فيحدّد الطبيب النوع الأنسب لحالة المريض من أجل السيطرة على كهرباء الرأس. إنّ نحو 70 إلى 80 في المئة من المرضى يتجاوبون مع العلاج بشكل جيّد جداً ويعيشون حياتهم من دون نوبات.
حتّى أنّ البعض منهم قد يشفون نهائيّاً من المرض بعد الإلتزام بالعلاج لعامين أو ثلاثة أعوام، وهم أشخاص طبيعيّون جداً ويمكنهم العمل وقيادة السيّارة والتصرّف تماماً مثل أيّ شخص عاديّ. إنّهم أشبه بمرضى السكّري والضغط الذين يتناولون أدويتهم للتعايش مع مرضهم".
وقال: "بعض المرضى قد يضطرّون لأخذ العلاج مدى الحياة. والأمر المهمّ الذي يجب تسليط الضوء عليه، هو أنّ بعض المرضى الذين يشكّلون 20 إلى 30 في المئة، قد لا يتجاوبون مع العلاج بشكل جيّد. ما يدفع بالطبيب إلى تحديد علاجات أخرى. لكن للأسف فإنّ المرضى في حالات مماثلة قد يستعينون بوسائل غير تقليديّة وغير طبّية، بعد أن يكونوا فقدوا الأمل من الأطباء. لكن يجب التشديد على وجود وسائل أخرى غير الأدوية لعلاجهم كالجراحة.
كلّ ما هو مطلوب إجراء دراسات لتحديد مكان البؤرة، وبعد رصدها يخضع المريض لجراحة إستئصاليّة للبؤرة وبالتالي يمتثل للشفاء. أمّا في حال العجز عن تحديد موقعها، فيمكن زرع بطاريّة الشحن العصبي التي تهدف إلى تخفيف الشحنات الكهربائيّة".
إنسان طبيعي
وشدّد د. نجّار على ضرورة التوعية عن مرض الصرع، والتي ترتكز في رأيه على نقطتين: "من المهمّ أوّلاً معرفة أنّ الصرع شبيه لمختلف الأمراض الأخرى، أي أنّه يمكن للمريض العيش حياة طبيعيّة، وبالتالي يجب عدم نبذه".
وقال: "عند التزام تناول الدواء والتجاوب معه، يمكن لمريض الصرع أن يقوم بمختلف الأمور التي يطبّقها يومياً أيّ إنسان طبيعي. ثانياً، يجب عدم فقدان الأمل في حال عدم تجاوب المريض مع الأدوية المحدّدة له. إنّ هدف الأطباء يكمُن بوضع حدّ نهائيّ للنوبات، وليس الإكتفاء بحدوثها مرّة في الشهر.
لقد تعاملت مع الكثيرين من المرضى الذين كانوا يأخذون أدوية عدّة من دون جدوى، لكنّني تمكّنت بواسطة الجراحة من إيقافها نهائيّاً لسنوات عدّة. إنّ التوعية يجب أن تشمل المريض والأهل وحتّى الأطباء".
تكرار النوبات يعوّق الدماغ
واستكمل حديثه: "إنّ تكرار النوبات عند الأطفال، يؤدي إلى تراجع الوظيفة العقليّة أو ما يُعرف بالإعاقة الدماغيّة. لذلك نجد بعض مرضى الصرع
متخلّفين بسبب عدم تشخيص حالتهم بشكل سريع منذ صغرهم وعدم معالجتها بالوسائل اللازمة. ما أدّى إلى تكرار النوبات وبالتالي الإنعكاس سلباً على الدماغ. إنّها أشبه بعمليّة إنقطاع الكهرباء التي تحصل كثيراً في لبنان.
ففي حال تكرار هذا الأمر، من دون أدنى شكّ فإنّ اللمبات ستتعطّل. أمّا وفي حال معالجة الطفل بشكل صحيح والعمل على توقيف النوبات، فإنّه سينمو حتماً مثل أيّ طفل عاديّ. من هنا ضرورة تشخيص الحالة بشكل دقيق وعلاجها نهائيّاً".
وتوجّه الدكتور مروان نجّار إلى قرّاء "الجمهوريّة" بكلمة أخيرة قال فيها: "إنّ مريض الصرع إنسان طبيعي قادر على العيش داخل مجتمعه طالما أنّه يحصل على الدواء ويتجاوب معه ويتغلّب على النوبات.
أمّا في حال عدم التفاعل إيجاباً مع العلاج، عندها من الضروري متابعة الحالة بطريقة أدقّ للوصول إلى العلاج الناجح من خلال إجراء الجراحة. لا شكّ في أنّ مريض الصرع، سواء كانت حالته سهلة أو صعبة، سيكون لديه العلاج المناسب والأمل في الشفاء".
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
May 23
إسرائيل تؤكد الاستمرار في استهداف حزب الله في لبنان بغطاء أميركي

1
May 23
جابر: فترة صعبة ومرت ويتم تحضير قانون لإعادة الودائع لأصحابها

2
May 19
مانشيت "الجمهورية": الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض

3
May 23
بينما انهار الاتحاد السوفياتي.. هل ترك الـK.G.B. هدية في البرازيل لجواسيس اليوم؟

4
06:46
نتنياهو قد يُشعل الحرب نكايةً بترامب

5
21:01
12 جريحاً اثر هجوم بسكين في محطة للقطارات في هامبورغ

6
May 22
سوريا إلى الحرب الأهلية؟ وماذا عن لبنان؟

7
May 23
انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض «الثنائي» وجمهوره

8
