فشِلَ الحبّ... واندثر الحزن
فشِلَ الحبّ... واندثر الحزن
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Thursday, 08-Aug-2013 00:02
بعد قصّة عشق دامت سنوات طويلة أو بعد فترة قصيرة من بداية شرارة الحبّ، قد ينفصل الشريكان لظروف وأسباب كثيرة تحول دون لقائهما مُجدّداً. ومهما اختلفت مدّة عشقهما إلّا أنّ الشعور بالحزن واليأس سيرافقهما، فكيف يتخطّيانه؟
يختلف شعور الانسان بالحزن من إنسان لآخر وبإختلاف قصّة العشق التي عرفها وإختلاف قوّتها. بعض النساء يعجزنَ عن تخطّي قصّة حبّهن، فيما تتخلّص أخريات منها بسهولة ويبحثن عن "مغامرة" جديدة. وبهدف مساعدتك على تخطّي قصّة حبّك "الفاشلة"، إليك بعض النصائح التي قدّمتها عالمة النفس الفرنسية إيفون دالير في كتابها "الشفاء من حزن الحبّ".

الحزن يُصيب الجميع

طلب الانفصال عن الشريك أو التعرّض لهجر الحبيب، مرحلة قد يمُرّ بها جميع الناس، فهذه سنّة الحياة. لكنّ الانفصال الأوّل بعد قصّة عشق أولى يكون الاكثر صعوبة وينتج منه الألم الأكبر، حيث لا يكون الشريكان قد إعتادا على هذه التجربة الجديدة في حياتهما والتي غالباً ما لا تستمرّ طويلاً.

ولكن بعد فترة، يعتاد الشريكان على الانفصال الذي ينتج الكثير من الألم ويجعل الشخص الذي تعرّض للهجر يعيش مرحلة طويلة من الألم والحزن قبل أن يعيد بناء ما تهدّم من ثقته بنفسه وإعتزازه بها.

لوعة القلب: لا مفرّ منها

لا جدوى من نفي حقيقة أنّ الألم الناتج من الانفصال أو من حبّ غير متبادل يؤذي كثيراً وربّما يكون من أكثر الاوجاع ألماً. وهذا العذاب وهذه المعاناة لا يمكن محوهما بين ليلة وضحاها، بل يتطلّبان من المرأة وقتاً كبيراً لتشفى من جروجها.

وتتراوح مدّة الشفاء من ثلاثة الى ستّة أشهر لدى النساء اللواتي يملكن حياةً بديلة صاخبة (عمل، أصدقاء، نشاطات...)، وتزداد فترة المعاناة لتبلغ سنتين أو ثلاث أحياناً خصوصاً إذا ما واجهت المرأة صعوبات قد تزيد حالها سوءاً وتعقيداً.

وفي كتابها، تدعو دالير المرأة الى العلاج بعيداً من الحبوب المهدئة والمشروبات، مُحذِّرةً إيّاها من محاولة نسيان حبيب بحبيب آخر، لأنّ ذلك قد لا يساعدها على تخطّي حبّها القديم بل على العكس قد يُقوّيه أكثر وأكثر.

الشفاء

عندما يترك الشريكان بعضهما، يمُرّ الحبيب في مرحلة من الذهول تكون دقيقة، لن يتمكّن خلالها من استيعاب أنّ حبيبه هجره وأنّ علاقتهما انتهت. ولاحقاً، يمرّ في مرحلة من الصدمة حيث يعتقد أنّ كلّ شيء من حوله ينهار، ويشعر بأنّه منبوذ.

ولكن بعد فترة، عندما يتمكّن شيئاً فشيئاً من الإقتناع بأنّ هذا الهجر هو "لمصلحته ومصلحة حبيبه"، وبأنّ الانفصال هو الحلّ الأمثل، سيمرّ في مرحلة ثالثة هي الغضب والشعور بالذنب، حيث يضع الشخص الذي تعرّض للهجر نفسه موقع الشكّ ويلوم نفسه على أخطاء لم يرتكبها.

وهنا يدخل في مرحلة رابعة واخيرة قبلَ شفائه من جروحه وهي مرحلة البحث عن سبل لإسترجاع هذا الحبّ، وهذه المرحلة هي من أخطر المراحل لما تنتجه من غضب ويأس وإكتئاب وإسترجاع صدمات الطفولة وأحزانها، قد تنتهي في غضون ثلاثة أشهر أو تستمرّ أربع سنوات. وفي هذه الحالة، دعت دالير المرأة التي تعاني كثيراً في هذه المرحلة الى إستشارة طبيب نفسيّ يساعدها على تخطّي وضعها المأسوي.

الوقت: العلاج الأنسب

الوقت هو العلاج الانسب لتخطّي فشل الحبّ والالم الناتج عنه، فببطء يعيد الانسان ترتيب حياته بطريقة تمكّنه من إستيعاب خسارته ومن تجعله يتقبّل وضعه الحالي ويتفهمه، وفي الكثير من الاحيان وليس دائماً قد يستفيد من هذه التجربة القاسية"، كما تؤكّد دالير في كتابها الخاصّ بألم الحبّ، منوّهةً الى أنّ بعد فترة "يخفّ الغضب والشعور بالحزن والأسى ويختفي الاكتئاب، الى أن تصل المرأة الى حالة من القبول لوضعها الجديد".

قولي "لا" للذكريات

الشعور بالدونية، الغضب، الاكتئاب، القبول، ولكي لا تطيلي مراحل العذاب في مسيرة شفائك من حبّك القديم عليك اتّخاذ بعض المواقف التي تساعدك في تسريع هذه المراحل وتخطيّ الألم بسرعة أكبر. والخطوة الأولى تكمن في تجنّبك الحنين الى الماضي، فلا تسمعي الموسيقى التي كنت تسمعينها برفقته، وتجنّبي الذهاب الى الاماكن التي تذكّرك به وبالاوقات السعيدة التي قضيتها برفقته.

وإذا حاولت إحدى هذه الذكريات أن تجتاز عقلك وروحك فاطرديها بسرعة. ولا تنكر دالير في كتابها أنّ "هذه المرحلة ستكون صعبة في بدايتها"، ولكنها تدعو المرأة - بعد أن تتمكّن من إستعادة السيطرة على حياتها - الى "تقديم لائحة بكلّ الصفات التي لا تعجبها بحبيبها القديم وتعلّقها في غرفتها أو على الثلاجة، وترجع إليها كلّما شعرت بالضعف وبرغبة في مكالمته".

أمّا في حال كانت المرأة تملك أوقات فراغ كثيرة، فتنصحها دالير بـ"ممارسة النشاطات التي ترغب بها منذ الطفولة وأهملتها لظروف معيّنة"، فـ"السعادة التي ستمدّك بها هذه النشاطات ستكون بمثابة مصدر راحة لا يُمكن وصفها".

حبّ جديد

بعض الفتيات يكُنّ محظوظات حيث يتمكنّ من تخطّي فشل حبهنّ من خلال إستثمار طاقاتهنّ في نشاط معيّن أو بعمل إنسانيّ طوعيّ. ولكن غالبيّة الفتيات يعجزنَ عن التخلّص من ذكرى حبّ قديم إلّا مع معرفة حبّ جديد، يحلّ مكان القديم. ولكن في هذا الاطار، تنصح دالير المرأة بعدم الوقوع في حبّ أيّ شخص يدخل حياتها، لأنّ العلاقة إذا فشلت، قد يكون الشفاء منها أصعب.
theme::common.loader_icon