الشانفيل..على أعتابها تتكسّر السياسة
الشانفيل..على أعتابها تتكسّر السياسة
دانيال عبود
جريدة الجمهورية
Wednesday, 07-Aug-2013 00:20
تزيّن مكتب رئيس مدرسة الشانفيل ليون كلزي كؤوس عدّة أحرزتها فرق المدرسة في مختلف الألعاب الجماعية والفردية. وكرة السلة، تاريخياً، كان لها وجود متجذر في «شانفيل» التي أعطت إداريين ومدربين ولاعبين عريقين، تحت غطاء واحد هو تربية الأجيال وفق الرسالة التي تحملها المدرسة المريمية فشكّلت قدوة في العمل التربوي الرياضي يحتذى بها.
هذا البُعد الرسولي في ممارسة الرياضة، وفق كلزي نفسه، بات مهدّداً لسببين: وضع كرة السلة بعامّة وخروجها عن الإطار الرياضي ودخول السياسة الى مدرجات الأندية.

ولأنّ المدرسة لا تقبل ان تكون مصبوغة سياسياً فمنها تخرّج سياسيون وأولاد سياسيين من مختلف الاحزاب على حدّ قوله، فإنّ كل ذلك سيكون موضع تقييم جذري بين إدارة المدرسة والهيئة الإدارية للنادي مطلع الأسبوع المقبل، وستخرج عن هذا الإجتماع قرارات كبيرة، وسط إحتمالات مفتوحة، فلا يستبعد كلزي الطلب بسحب الفريق من البطولة وإستقالة ممثل النادي في إتحاد كرة السلة "إن وجدنا أنّ رسالتنا في خطر".

ويضيف كلزي: "للمدرسة تاريخ في العمل التربوي الرياضي وهي دائماً كانت رائدة في هذا المجال ولا تقبل ان تكون مرتهنة لأي حزب او تيار سياسي، مع إحترامنا للجميع، فنحن لدينا متعلمون من كل الإنتماءات، ونرفض ان نُصبغ بلون سياسي معيّن لأنّ المدرسة أكبر من كل المهاترات السياسية".

وتابع: "لا نسمح لأيّ كان مهما كانت صفته، بجرّ النادي الى حيث يريد، ومع شكرنا لكل داعم ومموّل ساهم وأعطى من امواله، لكننا ملتزمون كصرح تربوي عريق بمعايير واضحة لا نقبل ان تهتز ولو قليلاً، ولدينا كامل الجرأة لإتخاذ أي قرار يتماشى مع قناعاتنا الوطنية والتربوية التي نعلمها الى الأجيال. وخلال تقييمنا للأمور سنتطرق الى أسئلة معيّنة: هل انّ هذه اللعبة في واقعها الحاليّ تخدم العيش المشترك؟

هل هي تعزّز الثقافة الوطنية؟ هل تساهم في تدعيم الحالة القيميّة والأخلاقيّة في المجتمع؟... وفي حال وجدنا العكس، فلا مانع لدينا من سحب الفريق أو تخفيض الميزانية لتتناسب ونظرتنا للتربية. أما إذا جاءنا من يؤمن برسالتنا ومعاييرنا القيمية والأخلاقية وهو مستعد لدعم الفريق، فإننا مستعدون لإكمال المسيرة معه".

ويأتي كلام كلزي ليضاف الى ما ذكرته "الجمهورية" قبل أسبوعين عن إستقالة الرئيس الفخري جاد قهوجي وعدم حماسة بعض الممولين للإستمرار في دعمهم. وبات يُحكى جدياً في كواليس اللعبة عن انّ صفقة إنتقال جماعية باتت وشيكة كي تُنجز وتقضي بإنتقال المدرب غسان سركيس وعدد من لاعبي الشانفيل الى نادي عمشيت.

كلزي لم يخف إمتعاضه من الجريمة التي ارتُكبت بحق الوطن من خلال المنتخب الوطني الذي أقصي عن بطولة آسيا، على حدّ تعبيره وقال: "هذه الفضيحة لن تكون عابرة وبالنسبة لنا فهي أظهرت فراغاً قيمياً مخيفاً، إذ بات واضحاً للجميع أنّ الاعتبارات الشخصيّة تتغلّب على الاعتبارات الوطنيّة، وباتت لدينا أسئلة مشروعة لا بل مخاوف من الإتجاه الذي تسلكه كرة السلة، فمن قبل كانت الروح الرياضية تسود في كل المباريات والجميع يفرح لمشاهدة كرة سلة راقية، اما اليوم فكيف أصبحت؟ لن نقبل ان يذهب أولادنا الى الملاعب لسماع ما يخدش الحياء وكل أنواع الشتائم التي لا تمت الى الأخلاق بصلة".

وعن إمكانية دعوة فرحات للإستقالة من الإتحاد قال كلزي: "هناك ضرورة للمحاسبة لأنّ الجريمة كبيرة، وفي هكذا حالات تستقيل حكومات وإتحادات ولجان، لأننا رأينا بأم العين أنّ لا احد اكترث امام قضية وطنية!... فرحات هو إداريّ خلوق ومثال في النزاهة ونحن لا نشكّ بموافقه، لكننا سنناقش معه وإدارة النادي موضوع كرة السلة عمومًا بجدية، وإذا وجدنا انّ مقدار التجاوزات والمخالفات داخل الاتحاد بلغت حدًّا يهدّد صدقيّة الرسالة التي نحملها، فلن نتردّد في طلب استقالته من الاتحاد.

ولفت كلزي الى انّ المدرسة لطالما لعبت دوراً في تخفيف الإحتقان وتصويب الأطر التشجيعية داخل مدرجات النادي، لكنّ "بطولة كرة السلة أصبحت أكبر من حجم الإقتصاد الوطني فميزانيات الأندية مجتمعة تعدّت الـ 15 مليون دولار دون أي ربح في المقابل، ما يعني انّ المموّلين لديهم حساباتهم ومشاريعهم واهدافهم الخاصّة، فيما نحن نريد ان تكون الرياضة كما ينبغي لها أن تكون منبعًا للأخلاق والقيم وفسحة للرياضيين لممارسة مهاراتهم وتطويرها".

على هامش اللقاء، تحدّث كلزي عن أيام الثمانينيات عندما كان لاعباً في صفوف نادي هومنتمن، وكيف كانت الروح الرياضية سائدة رغم انّ البلاد كانت تمرّ حينها بحرب أهلية، مشيراً الى "انّ الظروف تبدلت وجاءت أيام كبُرت كرة السلة كثيراً وكان لها إنجازات، لكن للأسف فإنّ الخشية من ان تنهار لأنّها لا تملك قاعدة صلبة ولم تنقل الى الإحتراف الرسميّ رغم أنّ كل لاعب أصبح يقبض رواتب تتخطى أضعاف ما يتقاضاه حاملو الدكتوراه".

الخطيب يغادر الشانفيل

أكد نجم كرة السلّة اللبنانية فادي الخطيب أنّه سيغادر نادي الشانفيل، مشيراً الى أنّ أولويته هي الإنتقال للعب في الخارج وتحديداً الصين حيث لديه خمسة عروض من بينها نادي جيلين الذي يلعب له الأميركي سام هوسكين زميل الخطيب السابق في الفريق المتني.

وقد اوضح الخطيب انّ رحيله عن الشانفيل بات مؤكداً ونفى ان يكون قد وصل الى إتفاق مع اي ناد محلي سواء أكان عمشيت ام الحكمة حسب ما تتداوله بعض المنتديات والمواقع الإلكترونية. لكنّه أكد وجود إتصالات مع بعض الأندية المحلية، والتي تأتي كخيار ثانٍ بعد الصين.
theme::common.loader_icon