تتجلّى خصوصيّة أمراض الكلى في أنّها تتحرّك بصمت خلال سنوات معيّنة. وعندما تظهر الإشارات الأولى، غالباً ما يشير ذلك إلى أضرار لا عودة فيها. من هذا المنطلق، من المهمّ تسليط الضوء على هذا الموضوع والتشديد على أهمّية الخضوع لفحوصات جوهريّة ومناسبة مخصّصة للكشف عن صحّة الكلى.

الوقاية من الفشل الكلوي

إنّ الفشل الكلوي المزمن يطاول 2,5 مليون شخص في فرنسا. ومن الضروري معرفة أن الفحص المبكر يمكن أن يجنّب 10 في المئة من الحالات ويؤخّر لسنوات عديدة ظهور الفشل الكلوي في 30 % من الحالات. لكن على ماذا يستند فحص الفشل الكلوي؟

- السيطرة المنتظمة على معدل ضغط الدم، لأنّه وفي حال إرتفاعه فقد يدلّ ذلك على وجود مرض في الكلى.

- إختبار مقياس البول للكشف عن وجود البروتين أو الدم أو السكر، ما قد يُشير إلى خلل في الكلى.

- في حال الإشتباه بأمراض الكلى، يتمّ التأكيد على التشخيص من خلال أخذ عيّنة من الدم لقياس كمية المواد التي تمّ القضاء عليها بواسطة الكليتين. وفي حال تبيّن وجود تراكم لهذه المواد في الدم، فإنّ ذلك يُشير إلى وجود خلل في الكليتين.

الأشخاص الأكثر عرضة

كما سبق وذكرنا في البداية، إنّ أمراض الكلى تتمركز ببطء وتتطوّر بصمت. إنطلاقاً من هذا الأمر، يجب إدراك أنّ بعض الأشخاص أكثر عرضة لخطر الإصابة بفشل كلوي مقارنة بغيرهم وبالتالي عليهم الخضوع لفحص سنوي يشمل إختبار البول وقياس معدل ضغط الدم.

وفي ما يلي سنعرض الأشخاص المعرّضين بنسب أعلى للفشل الكلوي:

- كبار السنّ، وتحديداً الذين تخطّوا الستّين من العمر. فما هو معلوم أنّ الكليتين تشيخان أيضاً، تماماً مثل أي عضو في الجسم.

- الأشخاص الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم، مثل مرضى السكري. فهذه المشكلة الصحّية التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، تؤدي إلى تلف الأوعية الدمويّة الصغيرة الموجودة في الكليتين لتؤدي على المدى الطويل إلى عرقلة قدرة الكليتين على أداء عمليّة التصفية.

- مرضى السكري، وذلك يعود إلى أنّ إرتفاع معدل السكر في الدم يدفع بالكليتين إلى بذل جهد مضاعف لأداء وظائفها، وبالتالي إلحاق التعب بهما.

- الأشخاص الذين سبق وأن عانى أحد أفراد عائلتهم من أمراض الكلى.

- الذين يتعرّضون لإلتهابات في الكلى.

- المصابون بالأمراض الإلتهابيّة أو أمراض المناعة الذاتيّة.

- الأشخاص الذين يعانون من عدوى فيروسيّة مزمنة، مثل إلتهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشريّة.

إنّ جميع أفراد هذه المجموعة المذكورة عليهم الخضوع بإنتظام للفحوصات اللازمة، أو أقلّه قياس معدل ضغط الدم والخضوع لإختبار البول سنويّاً. ونخصّ بالذكر هنا مرضى السكري والضغط بما أنّ مرضهم يأتي من بين الأسباب الأوّليّة والرئيسيّة المؤدّية إلى فشل كلوي والحاجة للخضوع لغسيل الكلى. وبذلك فمن خلال الوقاية من السكري وإرتفاع ضغط الدم، نحمي الكليتين من أيّ مرض يهدّدهما ونضمن لهما حصانة جيّدة.

تذكّر أنّ السيطرة على مستويات السكري والكولسترول والضغط، خسارة الوزن وممارسة الرياضة بإنتظام، التقيّد بنظام غذائي صحّي والسيطرة على كمية الملح والكحول والكافيين إلى جانب التوقّف عن التدخين، كلها لصالحك، تحفظ صحّتك عموماً وصحّة كليتيك خصوصاً.