العصبيّة ثلاثة أنواع... وهذه حلولها
العصبيّة ثلاثة أنواع... وهذه حلولها
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Thursday, 11-Jul-2013 00:00
بفعل السرعة التي بتنا نعيشها في أيّامنا هذه وبفضل رغبتنا في مواكبة التكنولوجيا واللحاق بها قبل أن يفوتنا القطار، زادت نسبة الضغوطات في حياتنا وهذا ما أثّر في ارتفاع تشنّجاتنا.
أصبح يعاني الانسان عموماً والمرأة خصوصاً من ضغوطات إجتماعية وتربوية وصحية تؤثّر في حدّة عصبيّته أو عصبيّتها، حيث باتت المرأة اليوم مضطرّةً للتوفيق ما بين حياتها العملية وحياتها العائلية، ما بين متطلّبات العمل وضغوطات الأسرة والاولاد، وهذا ما يرافقه إرتفاع في حدّة القلق والتوتّر لديها.

إلّا أنّ نسبة القلق والاجهاد تتفاوت من إمراة الى أخرى ومن ظرف الى آخر، فثمّة نساء يحمّلن أنفسهنّ هموماً هنّ في غنى عنها، فيما تفضّل أخريات التطلّع بإيجابية الى الحياة مهما تأزمت الأوضاع. هل تعرفين أنّ العصبية أربعة انواع؟ إليك تعريفها والنصائح التي تساعدك على تخطّيها والعيش بأكبر قدر من الراحة والهدوء:

• 1 - العصبية المبالغ بها

هذا النوع من العصبية يُعتبر الأسوء من بين كلّ الأنواع، لأنّه يجعل المرأة تعيش حالة من القلق الدائم والمزمن والذي يجعلها تفكّر بالأسوء دوماً، وهذا ما يفقدها طعم الحياة الحلوة والجميلة ويجعلها أسيرةً لمخاوفها وشكوكها. ولذلك، ينصحها علماء النفس بتعلّم كيفية التحكّم بقلقها ومخاوفها هذه التي تؤثّر في محيطها كله وتجعلها تعيش بكآبة، فـ»الخوف لا يبعد الخطر، بل على العكس يزيده في بعض الحالات».

ومن النصائح التي يقدّمها الاختصاصيون في هذا المجال، هو إستشارة الطبيب في حال كان القلق ناجماً عن خوف من المرض، وممارسة بعض النشاطات الرياضية والترفيهية التي تبعد شبح القلق وتزيد من فرص الحصول على الراحة والطمأنينة والتطلّع الى الحياة بإيجابية أكثر، كما يمكنها إستشارة طبيب نفسي أو أيّ معالج حركي يساعدها على تخطّي مخاوفها والاستفادة مما تقدّمه الحياة لها.

• 2 - العصبيّة الاجتماعيّة

هذا النوع من العصبية يُعتبر من أخطر الانواع، لأنّه يدلّ على عدم ثقة بالنفس ومن تعاني هذا «المرض» غالباً ما تكون إمرأة مترددة تحتكم في تصرّفاتها وأفعالها الى محيطها حيث يلقون بثقلهم عليها ويتحكّمون فيها ويجعلونها أسيرة نظرتهم إليها. وغالباً ما تتصّف هذه المرأة بالخجل الذي يمنعها من رفض القيام بأعمال موكلة إليها حتّى ولو كانت تشكّل ضغوطاً كبيرة بالنسبة إليها.

وفي هذا السياق، يطمئن علماء النفس المرأة التي تعاني من هذا النوع من العصبية الناجمة عن الخوف، ويقولون إنّها ليست عرضة لاضطرابات نفسية أكثر من غيرها من النساء، وإنّ مشكلتها تُحلّ إذا إكتسبت مزيداً من الثقة بنفسها.

ومن هنا نصحوها بالقيام بنشاطات إجتماعية وترفيهية كالرقص والعمل التطوّعي والمشاركة بندوات وحوارات، تكسبها ثقة بنفسها وتجعلها قادرة على التواصل بشكل سليم مع الآخرين وتكون محطّ الاهتمام والتقدير «فالعلاقات الاجتماعية المكثّفة هي التي تعيد الثقة بالنفس وتعزّزها أكثر»، كما ينصحها الاختصاصيون أيضاً بتعلّم رفض المهام الموكلة إليها التي تفوق قدرتها على التحمّل وتشكّل ضغوطاً كبيرة بالنسبة لها.

• 3 - العصبيّة الجميلة

إنّ هذا النوع من العصبيّة هو الأفضل على الاطلاق الذي يجعل المرأة تتخذ من مخاوفها مصدر قوّتها، والمرأة التي تعاني من هذا النوع من العصبية هي إمرأة قويّة وواثقة لا تخشى شيئاً وتتطلّع الى الحياة بإيجابية وعزم، فلا شيء يقدر أن يردعها عن القيام بما تريده وما تراه مناسباً، لا حدود لطموحها ولذلك نجدها تعمل 24/24.

ولكن على عكس ما هو مشاع، فإنّ هذا النوع من العصبية وما يرافقها من نشاط مفرط يحمل معاني سلبية، حيث انّ المرأة تتلهّى بأمور حياتية ونشاطات عديدة لتخفي نقاط الضعف فيها، فهي غير منظَّمة وتقوم بأكثر من عمل في الوقت عينه بغية أن تترك إنطباعاً بأنّها تسيطر على الوضع، كما أنّ هذه المرأة غالباً ما تفتقر الى الثقة بالذات وبالآخرين.

ولذلك ينصحها علماء النفس بالتخفيف من حماستها التي قد تصل بها الى مراحل سلبية حيث تتخطّى بها الحدود الطبيعية وتؤذي محيطها، كما ينصحونها بالتخفيف من حدّة التوتّر لديها عبر تنظيم وقتها اكثر وإيجاد الوقت المناسب للراحة والقيام ببعض النشاطات المسلّية.
theme::common.loader_icon