هل تستمرّ الصداقة بعد انتهاء قصّة عشق؟
هل تستمرّ الصداقة بعد انتهاء قصّة عشق؟
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Thursday, 04-Jul-2013 00:26
من الممكن أن يتحوّل الصديق ليصبح حبيباً، ولكن هل يعود الحبيب صديقاً؟ أم أنّ ذلك شبه مستحيل؟ وفي أيّ حالات يقوى الشعور بالصداقة على مشاعر الحبّ والغرام؟ وفي أيّ حالات تنتهي الصداقة؟ أمع نهاية قصّة العشق هذه وزوالها؟
كثيراً ما تكلّمنا عن ما قد يجمع الصداقة بالحبّ وما قد يفرّقهما أيضاً، فأحياناً تُنجح الصداقة الحبّ وتدعمه، ولكن في أحيان أخرى تعيقه وتحول دون هذه العلاقة "الاخوية- المستحيلة".

وفي الواقع ثمّة تيّاران متناقضان يطرحان هذا الموضوع ويحاولان الاجابة عن كلّ الاشكاليات المرافقة له؛ فبينما يحبّذ الاوّل أن يبقى الحبيبان المنفصلان على علاقة وديّة بإعتبار أنّ رابط الصداقة يقوى على مشاعر الحبّ "المنطفئ" بينهما وبالتالي يساعدهما على تخطّي ألم الحبّ، يحرّم الثاني أيّ شكل من أشكال التواصل بين هذين العاشقين -أقّله في المرحلة الأولى بعد "الهجر"- بإعتبار أنّ الابتعاد ضروريّ ليتمكّنا من النسيان ومن طيّ هذه الصفحة في حياتهما بكلّ ما حملته لهما من مشاعر حبّ، ألم، حزن، فرح، يأس وأمل.

أسباب تمنع اللقاء

ونحن هنا لسنا في صدد الحكم أو توجيه الرأي نحو إعتماد تيّار من دون آخر، فكلّ إمرأة تختار الفكرة التي تناسبها وتؤمن بأنّها ستكون الأنسب لها فتخفف عنها الجراحات والعذابات النتاجة عن الحبّ ومخلّفاته. لكننا هنا سنحاول عرض الأسباب التي تحول دون لقائك بحبيبك والتعامل معه بوديّة وكأنّه صديقك المقرّب بعد إنفصالكما:

1 - لا صداقة بعد الحبّ... في المراحل الأولى: في المرحلة الاولى بعد الانفصال يعاني الشريكان، حتّى لو كان الانفصال ناتجاً عن قناعة ووعي بأنّ لا حياة مستقبلية تجمع بينهما، وذلك بسبب ذكرى كلّ الأوقات التي جمعت بينهما وكلّ اللحظات التي تشاركاها بحلاوتها ومراراتها.

وبالتالي يكون الانفصال صعباً عليهما ولا يسهل تخطّيه بهذه السهولة، ومن هنا لا يجوز لقاؤهما أقلّه في المرحلة الأولى، لأنّ اللقاء والتواصل لا يساعد أيّاً منهما على تخطّي هذه العلاقة بل على العكس يزيد من عذابهما وألمهما. فكيف تتوقّعين التخلّص من ذكراه ونسيانه كحبيب؟ وها انت ترينه يومياً كصديق؟

2 - الغيرة تقتل... وتفشل الصداقة: قد يكذب الحبيبان على بعضهما وعلى نفسيهما ويقرران أن يقويا على مشاعر الحبّ بينهما وتخطّيها والعيش كصديقين، يلتقيان ويتمازحان ويتشاركان الاخبار والأسرار، ولكنّهما حكماً لن يتمكّنا من التخلّص من مشاعر الغيرة "القاتلة" التي تحول دون صداقتهما.

ففي المرحلة الاولى بعد الانفصال، ومهما كنتِ قويّة وواثقة من القرار "الصائب" هذا، وبأنّ ما من مستقبل يجمعكما سويّاً، إلّا أنّ لقاءك المستمرّ مع حبيبك السابق والتقرّب منه كونه صديقاً والاستماع الى أخباره وتفاصيله ومغامراته، وربّما قصّة حبّه الجديدة ستشعل نار الغيرة في قلبك وستعذّبك لأنّك لن تتمكّني من لومه ومعاتبته كما كنت تفعلين عندما كنتما على علاقة.

3 - الصداقة تبعث على الامل: عوض نسيان الحبيب وتخطّي المشاعر التي تكنّينها له، ستعزز صداقتك الامل في قلبك بتجدّد الحبّ بينكما، إذ تعتقدين إنّه كما تحوّلت صداقتكما أوّلاً الى حبّ، ستتجدد القصّة هذه المرّة أيضاً.

قد تكونين على حقّ، وقد يتجدد الحبّ بينكما بعد فترة من الانفصال وعودة المياه الى مجاريها، ولكن في المرحلة الأولى من بعد الهجر لا تكون الصداقة بينكما إلّا بمثابة خداع له ولذاتك، لأنّه لا يجوز التخلّص من الالم والعذاب بين ليلة وضحاها وتحوّل نار الحبّ ولهيب الغيرة الى برد الصداقة. وبالتالي على الحبيبين أن يبتعدا في المرحلة الاولى بعد إنفصالهما للتأكّد أكثر من مشاعرهما ومما يريدانه حقيقةً.

• بعد كلّ الاسباب المبيّنة أعلاه والتي تؤكّد أنّه من الصعب أن يصبح الحبيب صديقاً أقلّه في أولى مراحل الانفصال، أما زلت تؤمنين بالصداقة بعد قصّة عشق؟
theme::common.loader_icon