بينما تمضي إنكلترا إلى الحرب، يُكلَّف قائد جوقة إقليمي، يؤدّي دوره رالف فاينس، بمهمّة العثور على أصوات متاحة في هذا العمل الدرامي المؤثر، الذي تدور أحداثه عام 1916.
عند تأمّله في إنكلترا خلال الحرب العالمية الأولى، كتب الشاعر فيليب لاركن: «لن يعود ذلك القدر من البراءة أبداً». تتداعى هذه الكلمات إلى الذهن أثناء مشاهدة فيلم The Choral، الذي كتبه آلان بينيت وأخرجه نيكولاس هايتنر. ويمكن الاستنتاج أنّ كلمات لاركن كانت حاضرة بقوّة في ذهن بينيت أثناء كتابته سيناريو The Choral، وهو سرد مؤثر عن الموسيقى بوصفها وسيلة للتكيّف مع الحرب، وكذلك لإبقائها بعيداً.
يُعيد الفيلم جمع بينيت بهايتنر، اللذيَن قدّما معاً إلى المسرح والشاشة The Madness of King George وThe History Boys. يؤدّي رالف فاينس دور غَثري، قائد جوقة في يوركشير عام 1916، تستأجره بلدية البلدة على رغم من تحفّظاتها عليه، كونه غير متزوج وقد عاد إلى إنكلترا بعد عمل طويل في ألمانيا.
لقد استنزفت الحرب الجوقة من مغنّيها الرجال، فيلجأ غَثري إلى تجنيد مراهقين محليِّين يأملون في تفادي الاستدعاء إلى الحرب، إلى جانب محاربين قدامى مصابين. ويستبعد موسيقى باخ، الألماني، لصالح مؤلف الموسيقى البريطاني إدوارد إلغر. كما يمنح دوراً لافتاً لماري، مغنّية متواضعة المظهر لكنّها بالغة الموهبة من جيش الخلاص، تؤدّيها بامتياز أمارا أوكيركي. وتأتي العواصف الجمالية والعاطفية اللاحقة آسرة وغير متوقعة. وعندما يظهر إلغر، في حضور مهيب يجسّده سايمون راسل بيل، لا يكون المؤلف الأسطوري لطيفاً على الإطلاق.
فاينس، الذي اتجه في أفلامه الأخيرة مثل 28 Years Later إلى أداءات أكبر من الكبيرة، يذكّرنا هنا بأنّه لا يزال قادراً على رهافة مؤثرة. أمّا اللقطة الأخيرة للفيلم فستدفع قلبك ليقفز إلى حنجرتك.