كيف يمكن لبرشلونة أن يستبدل ليفاندوفسكي؟
كيف يمكن لبرشلونة أن يستبدل ليفاندوفسكي؟
كونور أونيل- نيويورك تايمز
Wednesday, 24-Dec-2025 07:20

ينتهي عقد البولندي روبرت ليفاندوفسكي (37 عاماً)، مهاجم برشلونة الإسباني، في الصيف المقبل، والتوقعات خلف الكواليس تشير إلى أنّه سيرحل في صفقة انتقال حرّ. إذا حدث ذلك، فسيكون برشلونة في سوق التعاقدات بحثاً عن مهاجم من الطراز الرفيع، ليعوّض «أفضل رقم 9 في العقد الأخير»، كما وصفه مدربه الألماني هانسي فليك في مؤتمر صحافي الموسم الماضي.

يصعب المبالغة في تقدير مدى التحوّل الذي أحدثه ليفاندوفسكي منذ انتقاله من بايرن ميونيخ في صيف 2022. كان برشلونة من دون لقب دوري منذ 3 أعوام، وأنهى موسم 2021-2022 برصيد 73 نقطة (أدنى مجموع نقاط له منذ موسم 2007-2008)، أي الموسم الذي سبق تعيين بيب غوارديولا.

 

منذ ذلك الحين، تُوّج برشلونة بطلاً مرّتَين، الأولى تحت قيادة تشافي في موسم 2022-2023، والثانية في الموسم الماضي خلال أول موسم لفليك، وكان لتألّق ليفاندوفسكي التهديفي دور محوري في اللقبَين، إذ سجّل 109 أهداف في 165 مباراة بقميص برشلونة. لكنّ تأثيره لم يقتصر على حِسِّه التهديفي القاتل. فمتوسط أعمار التشكيلات الأساسية لبرشلونة يبلغ 25,3 عاماً (الأصغر في الدوري). وساعدت سنوات ليفاندوفسكي الطويلة في القمة على توفير الخبرة الذهنية والعقلية الفائزة اللازمة لتحفيز هذا الفريق الشاب.

 

إيجاد بديل جاهز ليس مهمّة سهلة. فالسوق يفتقر إلى المهاجمين الصريحين من الطراز العالمي، وغالبية الهدّافين مرتبطون بعقود طويلة الأمد مع أندية النخبة. ويزيد من تعقيد الأمور الوضع المالي المربك لبرشلونة، ما يجعل من الصعب تحديد حجم الميزانية المتاحة للإنفاق هذا الصيف.

 

جوليان ألفاريز

لو لم تكن الأموال عائقاً، لكان الأرجنتيني جوليان ألفاريز (25 عاماً)، مهاجم أتلتيكو مدريد، صفقة الأحلام للرئيس جوان لابورتا. ومن السهل فهم السبب، إذ تألّق ألفاريز منذ انضمامه من مانشستر سيتي في آب، مبرّراً سريعاً قيمته البالغة 95 مليون يورو.

 

المدرب دييغو سيميوني لم يُخفِ إعجابه، واصفاً إياه بأنّه «أفضل لاعب» في أتلتيكو و»صانع الفارق»، بعدما سجّل «هاتريك» في الفوز 3-2 على رايو فاييكانو في أيلول. ويظهر هذا الفارق بوضوح أمام المرمى. فمنذ بداية الموسم الماضي، لم يُسجِّل في «لاليغا» أهدافاً أكثر من ألفاريز (24 هدفاً) سوى 3 لاعبين، من بينهم ليفاندوفسكي (35 هدفاً).

 

لكنّ ألفاريز يُقدِّم خصائص تجعله مهاجماً مختلفاً تماماً عن ليفاندوفسكي. فبينما يتميّز البولندي بحركات ذكية وهادئة من دون كرة، يعتمد الأرجنتيني على أسلوب أكثر حيَوية وكثافة عند فقدان الاستحواذ، ليحتل مركزاً متقدّماً في عدد محاولات الضغط العكسي (خلال 3 ثوانٍ من فقدان الكرة) وضغط الاستعادة بين المهاجمين.

 

الضغط العكسي جزء أساس من أسلوب برشلونة، خصوصاً تحت قيادة فليك، الذي تشتهر فرقه باللعب بخط دفاعي متقدِّم جداً. وقد بدا هذا الخط عرضة للاختراق هذا الموسم، لكنّ استعداد ألفاريز للعودة والملاحقة، كما تعكسه أرقام ضغط الاستعادة، قد يجعل برشلونة أقل هشاشة عبر الخطوط.

 

كما يمكن لمعدّل عمله المرتفع أن يعود بفوائد هجومية إضافية، من خلال تمكين لامين يمال من الحفاظ على طاقته للحظات الحاسمة في الهجوم. وبالنظر إلى أنّه مهاجم متعدِّد الاستخدامات، موهوب فنياً ومجتهد، سيجد برشلونة صعوبة في العثور على خيار أفضل. أتلتيكو يُدرك ذلك جيداً، وأي صفقة ستتطلّب من الغريم الكتالوني دفع مبلغ ضخم.

 

إذا كان فليك يُفضِّل مهاجماً صريحاً تقليدياً، فهناك شكوك حول ما إذا كان ألفاريز، على رغم من كل مواهبه، يناسب هذا الدور. فهو أقل قوة بدنية من ليفاندوفسكي، ونادراً ما يقود الخط الهجومي وحده مع أتلتيكو، إذ غالباً ما يتكامل مع المهاجم الأقوى ألكسندر سورلوث.

 

إيفانيلسون

إيرلينغ هالاند هو الاسم الأبرز، لكنّ انتزاعه من سيتي أمر غير واقعي. أمّا الخيار الآخر في الـ«بريميرليغ»، مهاجم بورنموث إيفانيلسون، فيمثل بديلاً أقل كلفة.

 

سجِل إيفانيلسون التهديفي لا يبعث على الثقة، إذ سجّل 12 هدفاً فقط منذ بداية الموسم الماضي، وكان أداؤه أقل من معدّله المتوقع للأهداف بفارق 4,6 أهداف، وهو أسوأ رقم في الـ»بريميرليغ» خلال تلك الفترة، وهو مستوى من الإهدار قد لا يُحتمل في «كامب نو».

 

لكن على رغم من إسرافه، حرص مدربه أندوني إيراولا على إبراز مساهمة اللاعب الشاملة. فبعد الفوز 4-2 على وولفرهامبتون الموسم الماضي (لم يسجّل إيفانيلسون)، أقرّ إيراولا: «إيفانيلسون صنع الفارق اليوم. كان يقاتل قلوب الدفاع والحارس. كان مذهلاً».

 

الضغط المكثف غير قابل للتفاوض تحت قيادة إيراولا، وسيجلب إيفانيلسون هذا الالتزام الدفاعي إلى خط هجوم برشلونة، إلى جانب قوّته البدنية وقدرته الممتازة على الربط بين الخطوط.

 

سامو أغيهووا

أكبر مقامرة في هذه القائمة هو سامو أغيهووا (21 عاماً)، الذي يتألّق مع بورتو وسجّل 9 أهداف في 14 مباراة. الأهداف المسجلة في البرتغال لا تنتقل دائماً إلى مستوى أعلى، كما اكتشف فيكتور يوكيريش منذ انتقاله من سبورتينغ لشبونة إلى أرسنال، لكنّ الإمكانات لدى سامو واضحة. ويعتقد مدربه فرانشيسكو فاريولي أنّ «لديه كل الخصائص ليصبح رقم 9 من الطراز الرفيع».

 

فبحسب ملف تحركاته، سامو مهاجم قوّة نموذجي، يُركِّز على الانطلاقات المتفجّرة خلف الدفاع ومهاجمة منطقة الجزاء، بدلاً من التراجع إلى العمق. لا يزال يحتاج إلى صقل لعبه، وتبدو لمسته الأولى خاماً أحياناً، لكنّ قوّته البدنية وتسديداته النظيفة تجعلانه خصماً صعباً. ومن غير المرجّح أن يكون جاهزاً لقيادة خط هجوم مثل برشلونة حالياً، لكن حتى مع احتمال رحيل ليفاندوفسكي، قد لا يحتاج فريق فليك إلى مهاجم مكتمل فوراً.

 

الخيار الآخر الحالي هو فيران توريس، وصيف ترتيب هدافي «لاليغا» (11 هدفاً)، وأثبت أنّه بديل موثوق. إذا تبيّن أنّ إيجاد بديل مطابق لليفاندوفسكي أمر بالغ الصعوبة وباهظ الكلفة، فقد يكون الاستثمار في الموهبة المستقبلية، مع منح توريس المسؤولية الفورية، بيئة مثالية لتطوّر لاعب مثل سامو ليصبح رقم 9 المستقبلي لبرشلونة.

theme::common.loader_icon