The Housemaid: أسطح مغطاة بالغبار
The Housemaid: أسطح مغطاة بالغبار
أليسا ويلكينسون- نيويورك تايمز
Tuesday, 23-Dec-2025 07:04

تتشارك سيدني سويني وأماندا سيفريد بطولة فيلم إثارة يُفضَّل مشاهدته في صالة مكتظة بالجمهور. يتضح منذ البداية في فيلم «الخادمة» أنّ الأمور ليست على ما يرام في منزل نينا وينشستر (أماندا سيفريد)، حيث تجري ميلي كالواي (سيدني سويني) مقابلة للحصول على وظيفة. إنّه أحد المنازل الضخمة أكثر ممّا ينبغي، من النوع الذي يستحيل أن يكون أي من قاطنيه سعيداً فيه؛ وما يبقى أن نكتشفه هو نكهة هذه التعاسة.

في البداية، تكون ميلي منشغلة ببؤسها الخاص إلى حدٍّ لا يسمح لها بالتقاط بؤس نينا. ففي النهاية، تبدو هذه المرأة الثرية وكأنّها تمتلك كل شيء. زوجها، أندرو (براندون سكلينار)، وسيم ومُحِب، وحياتهما مع ابنتهما سيسي (إنديانا إيل) تبدو مثالية. أمّا ميلي، فعلى الجانب الآخر، فهي تُخفي سرّها: تحاول الهرب من ماضيها، وتعيش في سيارتها. يبدو تنظيف المنزل والطهو لعائلة وينشستر، وقضاء بعض الوقت مع سيسي بين الحين والآخر، وكأنّه حُلم. فضلاً عن أنّ ذلك يأتي مع غرفة صغيرة هادئة في العلّية. تُغلَق من الخارج.

 

إذا كنتِ تفكّرين: اهربي يا فتاة، فهذه هي الفكرة. أخرَجَ الفيلم بول فيغ، ويقع «الخادمة» في مكان ما بين الكوميديا السوداء وفيلم الإثارة النفسية الإيروتيكي. إنّه أقل غرابة من فيلم فيغ عام 2018 «خدمة بسيطة»، لكن ثمة شَبَهاً عائلياً واضحاً. كلاهما يتمحور حول امرأتَين جميلتَين منخرطتَين في ألعاب ذهنية حول رجل جذاب؛ وكلاهما يتباهى ببعض الأزياء الممتازة (في الحالتَين من تصميم رينيه إيرليخ كالفوس)؛ وكلاهما يُبرز بشكل لافت كؤوس المارتيني الضخمة.

 

لكن، في حين أنّ «خدمة بسيطة» فيلم غريب الأطوار وواعٍ، فإنّ «الخادمة»، المقتبس بقلم ريبيكا سوننشاين عن رواية فريدا ماكفادن الأكثر مبيعاً لعام 2022، يأتي أكثر جدّية ويشدّ الأعصاب. أشياء فظيعة تحدث للشخصيات، وغالباً على الشاشة. إنّه فيلم عمّا يجري خلف الواجهات الأنيقة، وعن استغلال الضعفاء. لكنّه أيضاً عن التمكين والانتصار. مستعيراً بعض التقاليد المألوفة لأفلام الإثارة الإيروتيكية، يقوم الفيلم ببعض القفزات والالتفافات الملائمة لزمننا، ويهبط في النهاية بصفعة تطهيرية مُرضية.

 

لينجح فيلم من هذا النوع، لا بُدّ من تسويقه عبر طاقم تمثيلي قوي، على أن يؤدّي الجميع شخصيات تُخفي أسراراً. هنا، ينجح بعضهم في ذلك. تبدو سيفريد وسويني، اللتان يفصل بينهما نحو عقد من العمر، متشابهتَين بما يكفي لدفعك إلى استنتاج ما قد يحدث على الأرجح، ممّا يجعل المنعطفات السردية المقبلة أكثر لذة. والأهم أنّك، منذ اللحظة الأولى التي تلتقيهما فيها، تدرك أنّ في هاتَين المرأتَين أعماقاً تستحق الاستقصاء، ما يُبقي التوتر نابضاً طوال الوقت.

 

في المقابل، يبدو سكلينار أقل تميّزاً: وسيم على نحو عام، يؤدّي شخصية تُقدِّم نفسها كزَوج صبور طويل المعاناة، لكنّها تفتقر إلى شخصية حقيقية. وحتى حين تبدأ أسراره بالظهور، يكون تصديقها صعباً بعض الشيء، بسبب أداء باهت إلى حدٍّ ما.

 

ومع ذلك، فإنّ جوهر «الخادمة» ليس الواقعية تماماً. إنّه فانتازيا عن سلوكيات فظيعة تنال جزاءها. وهذا ما يجعله مُرضياً، بل وممتعاً، على رغم من فرضيّته الجادّة إلى حدّ القسوة. وهذا أيضاً ما يفسّر أنّه يُجسّد أمراً محدّداً جداً يتعلّق بالأفلام.

 

«الخادمة» هو نوع الفيلم الذي يخدم جمهوره على أفضل وجه في صالة سينما. هناك شاهدته، وسط قاعة ممتلئة بروّاد سينما عاديِّين، بدوا وكأنّهم يستمتعون إلى أقصى حدّ. ضحكوا بخفّة، صفّقوا، وحذّروا الشخصيات أحياناً من الخطر. وعندما أطلق أحد الجالسين في منتصف الصالة نكتة في اللحظات الأخيرة، انفجر الجمهور كلّه بالضحك، وغادرنا جميعاً بمزاج جيّد. واستمعتُ إلى الناس وهم يتحدّثون عن مدى استمتاعهم بالفيلم. هذا النوع من التجربة هو ما يدفع الجمهور إلى إخبار أصدقائهم بالذهاب لمشاهدة فيلم. وهو، بدوره، نوع من التجارب الذي يبيع التذاكر.

 

قد يكون كل هذا الضجيج مزعجاً لبعض الناس، لكنّ «الخادمة» يكاد يتوسّل إلى المشاهدة الجماعية. لو كنتُ في المنزل بمفردي، لستُ متأكّدةً من أنّني سأعرف كيف أتصرّف: هل سأشعر بالإذن بالضحك ارتياحاً عندما أشعر بذلك؟ هل سأصرخ قليلاً عندما أفزع؟ إن كان ثمة شيء نعرفه من أفلام الرعب والكوميديا، فهو أنّ البشر يتوقون إلى الإذن بالضحك والصراخ والقهقهة، نشجّع بعضنا بعضاً، ونستمتع أكثر عندما نفعل ذلك معاً. وهناك سبب يجعل المسلسلات الكوميدية سابقاً تستخدم ضحكات مسجّلة.

 

بالطبع، يمكنك مشاهدة «الخادمة» بمفردك والاستمتاع به أيضاً. إنّه ليس تحفة فنية ولا موعظة أخلاقية. يفعل ما يَعِد به: يُسلّي بمنعطفات حبكة وإثارة حسّية جذابة. لكن إن كان له درس، فهو أنّ بعض الأحيان نحتاج إلى بعضنا البعض لعبور الجوانب المظلمة من الحياة. وأحياناً، يمكن لمشاهدة فيلم معاً أن تقوم بهذا الدور أيضاً.

theme::common.loader_icon