حيث وجدت بيروت بيتها في برشلونة… ونالت الكثير من التقدير
حيث وجدت بيروت بيتها في برشلونة… ونالت الكثير من التقدير
Monday, 22-Dec-2025 15:34

قبل سبع سنوات، بدأت حكاية سيندي نعمه وباميلا سرياني في مدينة لم تكن تعرفهما بعد. وصلتا إلى برشلونة من دون لغة مشتركة ومن دون شبكة علاقات، لكنهما حملتا معهما ما يكفي لبناء مكان يشبه الوطن: ذاكرة بيروت، مطبخها، وطقوس الضيافة التي لا تحتاج إلى ترجمة. من هذه البدايات المتواضعة، وُلد Bērytī.

 

في أحد أحياء غراسيا، لا يقدّم Bērytī تجربة طعام لبنانية فحسب، بل يفتح مساحة تُستعاد فيها الذاكرة وتُصان فيها الوصفات كما ورثتها الأجيال. هنا، لا تُخترَع الأطباق بقدر ما تُروى الحكايات عبرها، وتتحوّل المائدة إلى مساحة لقاء وانتماء.

 

في 16 كانون الأول، وبعد سنوات من التقلّبات والتحديات، نال Bērytī جائزة أفضل مطعم دولي من الجمعية الغاسترونومية في برشلونة. وفي لحظة اعتراف بمسار طويل من الصمود والإصرار، تسلّمت سيندي وباميلا الجائزة من بياتريث نوبيولا، منسّقة السياحة في كاتالونيا، التي تحمل لقب منطقة العالم لفنون الطهي 2025.

 

تقول باميلا: "مطبخنا هو امتداد لبيوتنا. نطبخ ما تربّينا عليه، وما تعلّمناه من أمهاتنا وجدّاتنا. كثير من المكونات نأتي بها مباشرة من لبنان: منتجات منزلية، حرفية، تصنعها نساء من مختلف المناطق اللبنانية. هكذا نحافظ على لبنان حيّاً في كل طبق".

 

أما سيندي، فترى أن دور Bērytī يتجاوز تحضير وتقديم الطعام ليصل إلى الناس أنفسهم: "بالنسبة لكثير من اللبنانيين والعرب الذين يأتون إلى برشلونة، يكون Bērytī محطتهم الأولى. المكان الذي يسمعون فيه لهجتهم، ويتعرّفون إلى نكهات بلدهم، ويشعرون بأنهم مرحّب بهم. ولأهل برشلونة، هو نافذة على لبنان الحقيقي: بلد كريم، غني بتنوّعه، وإنساني بعمقه".

 

مع مرور الوقت، تحوّل Bērytī إلى ملاذ ونقطة التقاء لجالية تعيش بعيداً عن وطنها، وجسر ثقافي يصل بيروت ببرشلونة. أما هذه الجائزة، فهي شهادة على الصلابة اللبنانية في الاغتراب، وعلى نساء يبنين ما يدوم بهدوء وثبات، وعلى ثقافة سافرت، تكيّفت، ونجحت في أن تزدهر… حتى بعيداً عن الوطن.

theme::common.loader_icon