تشكيك بسلامة لقاحات التهاب الكبد B

هذا القرار جاء ليضيف طبقة جديدة من الالتباس الذي يُخيِّم على سياسات الإدارة الأميركية بشأن أمراض الكبد. ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة إطلاق مبادرة لتوسيع فحوصات فيروس التهاب الكبد B، وإحياء الجهود الطويلة الأمد للقضاء على التهاب الكبد C، أغلقت في المقابل المختبر الوطني المتخصِّص بفيروسات التهاب الكبد. وزاد المشهد ارتباكاً، إصرار وزير الصحة روبرت كينيدي الابن على التشكيك بسلامة لقاحات التهاب الكبد B.

يرى الدكتور ديف شوكشي، المفوّض السابق للصحة في نيويورك، أنّ هذا التخبُّط مؤسف، لأنّ المرض يُكتشف في الولايات المتحدة متأخّراً في كثير من الأحيان، بعد أن يكون المريض قد تطوّرت لديه تليّفات أو فشل كبدي أو حتى سرطان، على رغم من توافر اللقاحات والعلاجات.

ما الأساسيات التي يجب معرفتها؟

التهاب الكبد هو التهاب يُصيب العضو المسؤول عن تنقية السموم. توجد 5 فيروسات رئيسة، لكنّ الأنواع A وB وC هي الأكثر انتشاراً. ينتقل التهاب الكبد A عبر الطعام أو الماء الملوّث، ويتسبَّب بعارض حاد يزول عادة تلقائياً.

أمّا النوعان B وC فهما ينتقلان عبر الدم، ويَشيع انتقالهما من الأم إلى الطفل أو عبر تعاطي المخدّرات بالحقن، كما يمكن لالتهاب الكبد B أن ينتقل عبر السوائل الجسدية والعلاقات الجنسية. وفي حالات نادرة جداً، ينتقل التهاب الكبد C عبر تماس دموي خلال الجنس.

ومع ذلك، لا ينحصر التهاب الكبد بالعدوى الفيروسية. فالإفراط في شرب الكحول قد يُدمّر خلايا الكبد، تماماً كما يؤدّي تراكم الدهون الناتج من السُمنة والسكّري إلى التهاب يُعرف اليوم باسم التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي. خطورة هذه الأنواع تكمن في تحوّل الالتهاب إلى حالة مزمنة تفتح الباب أمام التليف والسرطان.

الأعراض قد تكون خفِية. التهاب الكبد A يظهر بسرعة مثل التهاب المعدة، فيما يظل النوعان B وC صامتَين لسنوات. التعب والغثيان والألم البطني حالات شائعة، لكنّ الإصفرار وتورّم البطن والإرتباك الذهني لا تظهر إلّا في المراحل المتقدّمة.

التشخيص يعتمد على الفحوصات المخبرية والصور، وأحياناً الخزعة، خصوصاً في حالات التهاب الكبد المرتبط بالكحول أو الدهون. يمكن الوقاية من التهاب الكبد A وB باللقاحات. أمّا التهاب الكبد C، فيُمكن اليوم التخلّص منه بعلاج يستمر بين 8 و12 أسبوعاً. والتهاب الكبد B يمكن كبحه بأدوية مضادة للفيروسات.

تبقى العقبة الأكبر هي الوصول إلى المرضى. فوصمة العار المرتبطة بالسُمنة والمخدّرات والكحول، بالإضافة إلى ضعف الوصول إلى الرعاية الصحية لدى المهاجرين والمشرّدين والسجناء، تجعل نِسَب العلاج منخفضة.