خبراء سلامة الغذاء يُشدِّدون على أنّ التعامل الصحيح مع الطعام قبل تبريده هو العامل الحاسم. بنجامين تشابمان، أستاذ سلامة الغذاء في جامعة نورث كارولاينا، يتعامل مع بقايا الطعام باهتمام علمي شبه احتفالي. عائلته طهت هذا العام ديكاً رومياً يزن 24 رطلاً، ويؤكّد أنّ الأيام التي تلت الوليمة كانت عبارة عن «كسل جماعي»، إذ يعتمد الجميع على إعادة التسخين بالميكروويف.

إرشادات للبقايا المخزّنة في الثلاجة

توصي الإرشادات الفدرالية بتناول معظم البقايا المخزّنة في الثلاجة خلال 3 إلى 4 أيام فقط. يشمل ذلك الديك الرومي المطهو، المرق، الحشوة، البطاطا المهروسة، الفاصولياء، وحتى فطائر اليقطين. مع مرور 4 أيام، يُفضَّل أن تكون هذه الأطعمة قد أُكلت أو أُرسلت إلى الفريزر.

هناك استثناءات بسيطة: فطائر الفاكهة تعيش يومَين على حرارة الغرفة أو أسبوعاً في الثلاجة، والخبز المعلّب قد يبقى صالحاً حتى 18 يوماً، فيما يعيش الخبز المنزلي لـ5 أيام كحدٍّ أقصى. صلصة التوت البري المنزلية تبقى من 7 إلى 10 أيام، والمعلّبة قد تصل إلى أسبوعَين.

أمّا الأطعمة المجمّدة فهي آمنة عملياً إلى ما لا نهاية، لكنّ جودتها تتراجع بعد شهرَين إلى 6 أشهر. الالتزام بهذه الحدود يُقلِّل احتمالات فساد الطعام، وفق آبي سنايدر من جامعة كورنيل، لكنّ المهم أكثر هو كيفية التعامل مع الطعام قبل التبريد.

التعامل مع الطعام قبل التبريد

النقطة الذهبية الأولى: يجب أن تكون حرارة الثلاجة 40 فهرنهايت (أو أقل بقليل). النقطة الثانية: عادات النظافة أثناء التحضير - غسل اليدَين باستمرار، عزل اللحوم النيئة عن الخضار، وطهي الديك الرومي حتى يصل إلى 165 فهرنهايت. النقطة الثالثة، وربما الأكثر حساسية: لا تترك أي طعام قابل للفساد في «منطقة الخطر» بين 40 و140 فهرنهايت لأكثر من ساعتَين. البكتيريا تعشق درجة حرارة الغرفة، والتبريد السريع يوقف حركتها.

عائلة باربارا كوالتسيك، وهي خبيرة في سلامة الغذاء والتغذية، تقسم البقايا مباشرة في أوعية مسطّحة لتبرد بسرعة، ثم تحفظها فوراً في الثلاجة أو الفريزر، مع ترك فراغات بسيطة لدوران الهواء البارد. تشابمان نفسه يأكل البقايا حتى 7 أيام بعد الوجبة إذا جرى التعامل معها بشكل مثالي، لكن ينصح الفئات المعرّضة للخطر - الحوامل، كبار السن، المرضى - بالإلتزام الصارم بقاعدة الثلاثة أو الأربعة أيام، لأنّ بكتيريا الليستيريا قادرة على النمو داخل الثلاجة.

علامات الفساد

قد تظهر علامات الفساد في القوام أو الرائحة أو الطعم، وإن لم تكن دليلاً قاطعاً على الخطر. العفن على فطيرة اليقطين أو اللزوجة على شرائح الديك الرومي مؤشران كافيان لإعلان انتهاء صلاحية تلك البقايا. القاعدة الأكثر أماناً تبقى بسيطة: إذا ساورك الشك، تخلّص منها. فآخر ما يحتاجه أي شخص خلال موسم الأعياد هو مغامرة مع التسمّم الغذائي، مهما كان طعم البقايا مغرياً.