الجزء اللاحق وبالميزانية الأكبر لفيلم الرعب العبثي - السيّئ بشدّة - الصادر العام الماضي عن دمى آلية مسكونة هو، في أفضل أحواله، أكثر رعباً بدرجة هامشية فقط.
يجتمع الطابع الكرنفالي المبتذل مع أجواء أفلام القتلة المتسلسلين في التسعينات، نوعاً ما، في فيلم Five Nights at Freddy’s 2، الجزء اللاحق الأكثر ضخامة وشراسة قليلاً من فيلم فريدي الأول الصادر عام 2023.
المديح هنا نسبي، نظراً لبطء الجزء الأول الذي أطلق الحكاية الصندوقية المعقّدة المقتبسة عن لعبة الفيديو، التي تدور حول صالة ألعاب مشابهة لسلسلة Chuck E. Cheese ومسكونة بقاتل أطفال متسلسل يعيش فيها.
ومع ميزانيّته الإنتاجية المضخّمة، يقدّم «فريدي 2»، على الأقل، مشاهد أكثر تفصيلاً، تسمح بسلسلة من لقطات القتل المتقنة؛ أمّا الباقي فهو خافت ومتهالك كدمى الأنيماترونيك الشهيرة التي يقدّمها.
بعد عام واحد على هروب مايك (جوش هاتشرسون)، وشقيقته الصغيرة آبي (بايبر روبيو)، وابنة القاتل البالغة المصابة فانيسا (إليزابيث لايل) من مطعم «فريدي فازبيرز بيتزا»، يظهر شرير جديد - ومعه صدمات قديمة - ليجذب الثلاثي مجدّداً إلى المكان الملعون. دمية ماريونيت مخيفة، مُشبعة بروح غاضبة لأحد ضحايا القاتل، تعيد الحياة إلى دمى الأنيماترونيك المحطّمة - وهي نسخ معدنية ضخمة لدبّ وأرنب ودجاجة وثعلب - وتسحق بسهولة طاقم برنامج واقعي قبل أن تتوجّه نحو آبي ورفاقها.
تُعيد المخرجة إيما تامي العنصر الوحيد المنقذ في الجزء الأول: ماثيو ليلارد ذو النظرة الجامحة الرائعة، لتعزيز أزمة فانيسا مع والدها. ويظهر أيضاً أحد نجوم سلسلة Scream، سكييت أولريش، بدور أبٍ حزين؛ بينما يتدخّل واين نايت بدور معلّم الروبوتات البغيض الخاص بآبي، الذي يدفع تنمّره الفتاة الكئيبة إلى أحضان أصدقائها الحيوانيِّين الأشرار مجدّداً.
لا يحصل نايت ولا ليلارد على وقت كافٍ على الشاشة لتجاوز إيقاعات الفيلم الباهتة وحواراته الخشبية. القصة - المُجهدة والمفرغة من التوتر - عبارة عن خليط مخفّف من طفولات محطّمة وإهمالٍ أبويّ، وأي محاولات لاقتناص الفكاهة (باستثناء المشاهد التي يظهر فيها نايت بمكر طفولي) تأتي متعثّرة. ربما يعتبر محبّو سلسلة ألعاب الفيديو الضخمة، بما تحويه من عدد لا نهائي من «بيضات عيد الفصح» الخفية، هذه اللحظات كنكات داخلية تخصّهم.