على مدار هذا الأسبوع، كان الحديث الأكبر بلا شك يدور حول مستقبل تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد الذي يخضع إلى ضغط كبير بعد سلسلة من النتائج السيِّئة، الأداء المُخيِّب، والاضطرابات خارج الملعب. وهزيمة أمام ضيفه مانشستر سيتي 1-2 في دوري أبطال أوروبا، تعني أنّه لم يحقق سوى انتصارَين فقط في آخر 8 مباريات في جميع المسابقات، كما أنّ موقعه كان بالفعل في خطر كبير.
ما آخر ما يتعلق بوضع ألونسو؟
على رغم من الخسارة أمام سيتي، لم تُطرح إقالة ألونسو بجدّية الليلة الماضية. الأداء كان كافياً لمنحه فرصة جديدة، لكن - كما كان الحال بعد الخسارة أمام سيلتا فيغو يوم الأحد - لم يؤكّد أي من مصادر النادي التي استُشيرت، أنّه سيبقى في منصبه بغضّ النظر عن نتيجة مباراة هذا الأسبوع.
الأداء المُخيِّب والهزيمة أمام ديبورتيفو ألافيس، صاحب المركز الـ11 في الدوري الإسباني، يوم الأحد، سيُطلقان كل أجراس الإنذار. فأي قرار بإقالة ألونسو سيعود إلى مجلس إدارة النادي، برئاسة فلورنتينو بيريز. وقد درس المجلس بالفعل عدة أسماء كبدلاء محتملين، من بينهم مدرب الفريق الرديف ألفارو أربيلوا (42 عاماً)، المدافع السابق الذي يحظى بتقدير كبير.
تشير بعض الأصوات أيضاً إلى العلاقة الخاصة بين الرئيس بيريز والفرنسي زين الدين زيدان، على رغم من أنّ عودته غير واضحة حتى الآن. فالفرنسي بلا عمل منذ نهاية فترته الثانية مع مدريد في 2021. في الأسابيع الأخيرة، تحدّثت مصادر مقرّبة من صاحب الـ53 عاماً عن رغبته في تولّي تدريب المنتخب الفرنسي بعد ذلك.
إدارة مدريد قلقة بشأن وضع الفريق وصعوبة المدرب في إيجاد الطريق الصحيح. ومع ذلك، لا يُنظَر إلى ألونسو على أنّه المسؤول الوحيد. لهذا السبب، ولأنّ الإقالة المبكرة قد تضرّ بالمشروع، فهم يُفضّلون الإبقاء عليه، إذا سمحت النتائج.
ألونسو عُيّن فقط في أيار خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي. موسمه الأول بدأ بـ13 فوزاً في 14 مباراة، لكنّه منذ الأول من تشرين الثاني لم يحقق سوى انتصارَين من أصل 8.
أنهى ألونسو وطاقمه التدريبي مباراة دوري الأبطال بإحباط. شعروا بأنّهم أهدروا فرصة لتغيير الديناميكية، لكنّهم يأملون الآن رؤية المزيد من الفريق، بعد بوادر تحسن في الموقف والأداء.
المقرّبون من المدرب يعترفون أنّ الأسابيع الماضية حملت كثيراً من الصعوبات والضغط، من داخل وخارج النادي، لكنّهم يتعاملون معها بهدوء، لأنّهم توقعوا ذلك عند توقيعهم مع مدريد. ويؤكّدون أنّ كل تركيزهم مُنصَبّ على العمل بجدّ نحو التقدّم الذي تمّ التعاقد معهم لتحقيقه.
كيف هو المزاج داخل غرفة الملابس؟
الأجواء تتسم بالتوتر. اللاعبون يُدركون أنّ ما يقدّمونه ليس كافياً. ولفت أحد اللاعبين، لـ»ذا أتلتيك» الليلة الماضية، إلى أنّ الفريق شعر بأنّه «مُحبَط» من النتيجة، مضيفاً: «قمنا بعمل جيّد مقارنةً بما كنّا عليه. هذا الفريق لم يمُت».
عندما تعاقد ريال مع ألونسو، وصل بموافقة الإدارة لفرض المزيد من الانضباط. لكنّ أساليبه وأفكاره الجديدة أدّت إلى شرخ مع جزء كبير من غرفة الملابس.
تحسّنت هذه العلاقة خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى رغم من أنّها لا تزال بعيدة من المثالية، خرج عدة لاعبين للدفاع عنه أمام الإعلام أمس. وعلى رغم من أنّ هذه الرسائل حملت طابعاً سياسياً نوعاً ما، فإنّها عكست أيضاً رغبة في سدّ الفجوة.
ألونسو قدّم عدّة تنازلات بعد انتقادات المجموعة مؤخّراً، مثل تقليل عدد وطول الفيديوهات التحليلية التي يُطلَب من اللاعبين مشاهدتها. كما منح الفريق يومَين عطلة كمكافأة على الفوز 3-0 أمام أتلتيك بلباو الأسبوع الماضي، وهو أمر لم يلقَ ترحيباً جيّداً داخل النادي بعد الخسارة الكارثية 2-0 أمام سيلتا فيغو.
وعندما سُئل لاعب آخر عمّا إذا كانت العلاقة مع ألونسو قد تحسنت، أوضح لـ»ذا أتلتيك» الليلة الماضية: «أعتقد ذلك، ربما إنّها مجرّد مسألة وقت. من الواضح أنّنا لسنا في أفضل وضع، لكن إذا لعبنا كما فعلنا ضدّ بلباو أو سيتي، يمكننا المنافسة».
كيف كان ردّ فعل الجماهير في الـ«برنابيو»؟
يحمل «سانتياغو برنابيو» سمعة كونه أكثر ملعب في العالم مطالبةً وانتقاداً للاعبين الذين لا يُقدِّمون المستوى المطلوب. كانت الأجواء عدائية تماماً بعد الخسارة أمام سيلتا مساء الأحد. خلال مباراة سيتي في دوري الأبطال، كان الغضب أقل.
ظهرت صافرات الاستهجان في لحظات معيّنة من المباراة ردّاً على بعض الفترات السلبية، لكن لم يكن هناك أي مظاهر كبيرة للمعارضة بعد صافرة النهاية.
على المستوى الفردي، كان الهدف الرئيسي هو فينيسيوس جونيور، الذي تعرّض إلى صافرات استهجان عدة مرّات عند استلامه الكرة. البرازيلي (25 عاماً) كان في قلب الكثير من دراما الشهر الماضي، وقد أهدر فرصتَين جيّدتَين أمام سيتي.
في أواخر تشرين الأول، أبلغ فينيسيوس بيريز بأنّه لا يشعر أنّ من مصلحته تجديد عقده، طالما أنّ علاقته مع ألونسو متوترة بهذا الشكل. عقده الحالي ينتهي في حزيران 2027.
ماذا يمكن أن نتوقع الآن؟
الوضع متوتر، ومدريد يمر أيضاً بأزمة اختيارات. سيسافرون إلى مباراة ألافيس في فيتوريا-غاستيز مع غياب عدة لاعبين أساسيِّين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المتعلقة بالمهاجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي جلس على مقاعد البدلاء ضدّ سيتي، لكنّه كان واضحاً أنّه غير جاهز.
هناك 8 لاعبين من الفريق الأول مصابين، و3 موقوفين. ما يزيد الوضع الصعب تعقيداً. ووصف أحد مصادر النادي الأمر قائلاً: «نلعب من أجل حياتنا، وكيف لا نكون كذلك؟ نحن ريال مدريد ولا يمكننا أن نخسر بهذا الشكل».