كيف يغيّر الـAI قواعد تشخيص سرطان القولون؟
كيف يغيّر الـAI قواعد تشخيص سرطان القولون؟
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Friday, 12-Dec-2025 06:43

يشهد تشخيص سرطان القولون تغيُّراً جذرياً مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى غرف الفحص، فلم يعُد دوره يقتصر على تسريع العمل الطبي، بل أصبح شريكاً فعّالاً في رفع دقّة التشخيص وتضييق مساحات الخطأ.

أنظمة المساعدة الرقمية الحالية تعمل كـرقابة ذكية خلال تنظير القولون، إذ ترصد الزوائد اللحمية أثناء ظهورها، وتُحلِّل الصور فورياً بدقة تتجاوز الأداء التقليدي المبني على العين البشرية وحدها.
وتدعم تقنيات التعلم العميق هذا التقدّم، عبر القدرة على قراءة النسيج المشبوه وتصنيفه بدقة شبه كاملة، كما بيّنت تجربة سريرية في عام 2025 عندما سجّل نموذج متعدّد الطبقات نسبة دقة فاقت 99% عند تحليل عيّنات قولونية معقّدة.
هذا التفوّق انعكس مباشرة في إجراءات التنظير، إذ أكّدت مراجعات طبية أنّ اعتماد الأنظمة الذكية رفع معدل اكتشاف الزوائد مقارنةً بالأجهزة التقليدية، ما يفتح الباب لاكتشاف الأورام في لحظاتها الأولى قبل أن تتطوّر إلى مراحل خبيثة.
التكنولوجيا المتقدّمة لا تلغي دور الوقاية، فالغذاء يبقى خط الدفاع الأول الذي يحافظ على صحة القولون يوماً بعد يوم. الأبحاث الحديثة تؤكّد أنّ النظام الغذائي السليم يحسّن حركة الأمعاء ويُخفِّف الالتهاب المزمن ويُعزّز نمو البكتيريا النافعة، وهي كائنات مجهرية تصنع توازناً حيَوياً وتُنتج مركّبات تدعم جدار القولون وتُقلّل الزمن الذي تمكث فيه المواد الضارة داخل الجسم.
وتُعدّ الألياف الغذائية الركيزة الأبرز في هذا السياق، فهي تصنع بيئة أكثر نشاطاً في الأمعاء وتسرّع مرور الفضلات، ممّا يمنع تماساً طويلاً مع مواد قد تكون مسرطنة.
الخضروات، الفواكه، البقوليات والحبوب الكاملة هي المصادر الأهم، بينما يُشكِّل الإفراط في اللحوم الحمراء والدهون المشبّعة والأطعمة المصنعة عبئاً إلتهابياً متصاعداً على الجهاز الهضمي.
التكامل بين الذكاء الاصطناعي والوقاية الغذائية هو الطريق الأكثر واقعية لمستقبل السيطرة على سرطان القولون. الخوارزميات تضمَن كشفاً مبكراً وتُتيح للطبيب التدخّل السريع، بينما يوفّر النظام الغذائي تربة بيولوجية صحية تُخفّض احتمالات نشوء المرض أساساً.
مهما بلغ الذكاء الاصطناعي من تطوّر، يظل القولون مرآة لما نأكله. الجمع بين الفحص الدقيق والنمط الغذائي الواعي يرفع فرص النجاة ويعزّز جودة الحياة على المدى الطويل.
كما يُشكِّل الفحص الدوري ابتداءً من سنّ الـ45 خطوة لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصاً لِمَن لديهم تاريخ عائلي أو نمط حياة قليل الحركة. ويمكن الاستفادة من التقنيات الذكية عند توفّرها في مراكز الفحص لرفع مستوى الأمان والدقة.
وفي النهاية، يجب النظر إلى النظام الغذائي كجزء أساسي من الوقاية والعلاج، وليس خياراً ثانوياً يأتي بعد ظهور المرض، لأنّ الحفاظ على صحة القولون يبدأ قبل ظهور أي أعراض بكثير، وينمو مع كل اختيار غذائي واعٍ.

theme::common.loader_icon