القصة الكاملة وراء مقابلة صلاح المشتعلة وما سيفعله ليفربول؟
القصة الكاملة وراء مقابلة صلاح المشتعلة وما سيفعله ليفربول؟
جيمس بيرس- نيويورك تايمز
Tuesday, 09-Dec-2025 07:16

عاد المصري محمّد صلاح إلى مجمع تدريب ليفربول في كيركبي بعد ظهر الأحد. لكن كَم سيبقى هذا المكان قاعدته الرئيسية يبقى أمراً غامضاً. شارك المهاجم المصري في حصة تدريبية خفيفة داخل القاعة مع اللاعبين الآخرين في فريق المدرب الهولندي أرنيه سلوت، الذين لم يشاركوا في التعادل 3-3 مع ليدز يونايتد. بالنسبة إلى ليفربول، كان هناك شعور بضرورة ترك الغبار يهدأ، بعد المقابلة المشتعلة التي أدلى بها صلاح عقب المباراة في ملعب «إيلاند رود»، لكنّ قرارات ضخمة تنتظرهم.

أمضى صلاح جزءاً من يوم الأحد في مناقشات معمّقة مع وكيله المقيم في دبي، رامي عباس، بعد أن ردّ على استبعاده من الفريق لـ3 مباريات متتالية باتهام ليفربول بـ «رميِه تحت الحافلة» وتحويله إلى كبش فداء لمشاكل الفريق هذا الموسم. وكشف أنّ علاقته بسلوت انهارت، وادّعى أنّ «هناك شخصاً لا يُريدني في النادي»، فاتحاً الباب أمام رحيل محتمل في كانون الثاني.

 

بعد يومَين من واحدة من أكثر المقابلات انفجاراً في تاريخ الـ«بريميرليغ» من قِبل لاعب كبير، يسود ليفربول شعور بالصدمة. بالعودة إلى نيسان، كان صلاح يحتفل بالتتويج بالدوري في «آنفيلد»، وهو يُثني على سلوت لمساعدته على بلوغ تلك المستويات. قبل شهرَين فقط، نشر عباس على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ سلوت «ممتاز في عمله».

 

مثل الجميع في ليفربول، وجد صلاح أنّ الحياة هذا الموسم أصعب بكثير. فقد أثّر عليه فقدان ديوغو جوتا المأساوي بشكل كبير، كما أنّ التغييرات الواسعة في التشكيلة غيّرت ديناميكيات الفريق.

 

في أيلول، أثار منشور من حساب جماهيري على X يتباهى بأنّ الانتقال من لويس دياز وداروين نونيز إلى فلوريان فيرتز وألكسندر إيزاك هو «تطوّر»، ردّ صلاح قائلاً: «لِمَ لا نحتفل بالصفقات الرائعة من دون إهانة أبطال الدوري؟»، مُظهِراً لمحة من نفسيّته.

 

شعر صلاح بأنّ الفريق في الموسم الماضي صُمِّم لاستخراج أفضل ما لدَيه، وكان يعشق اللعب إلى جانب دياز ونونيز وترينت ألكسندر أرنولد الذين رحلوا. حاول ليفربول هذا الموسم اللعب بأسلوب مختلف مع فيرتز وإيزاك وهوجو إكيتيكي، وأصبح من الصعب على صلاح الوصول إلى مناطق التسجيل.

 

على رغم من مشاكل مستواه، لم يكن هناك أي مؤشرات إلى وجود شرخ بينه وبين سلوت. تغيّر كل شيء عندما استُبعِدَ أمام وست هام قبل 8 أيام. وتدهور مزاجه أكثر عندما لم يبدأ أساسياً ضدّ سندرلاند. لكنّ جلوسه بديلاً طوال مباراة ليدز كان ما جعله ينفجر. لَوْ أنّ ليفربول حافظ على فوزه 3-2 في «إيلاند رود»، يَصعُب تخيُّل أنّ صلاح كان سيُعكِّر أجواء الانتصار بهجوم علني كهذا. لكن مع التوتّر بعد إهدار نقطتَين جديدتَين، قرّر إطلاق غضبه.

 

كانت الشخصيات الكبرى في النادي تعلم أنّه مع كل مباراة يَقضيها صلاح خارج التشكيلة، ترتفع احتمالات خروجه إلى العلن. غروره وعقليّته جزء ممّا يجعله لاعباً نخبَوياً، ولم يكن ليسكُت أمام ما اعتبره ظُلماً.

 

لكنّ وجهة نظر ليفربول أنّ الأمر كان قراراً فنّياً من سلوت، مبنياً على ما يخدُم الفريق بعد سلسلة النتائج السيّئة، وأنّه لا أحد خلف الكواليس يحاول دفع صلاح خارج النادي. فقد اعتبروا غيابه خطوة موقتة وليست تهميشاً دائماً.

 

سعى سلوت إلى جعل الفريق أكثر تماسكاً وأقل عرضة للإختراق، وقرّر تحقيق ذلك عبر إشراك دومينيك سوبوسلاي كجناح أيمن بدلاً من صلاح، نظراً لعمل المجري الكبير دفاعياً. ويرى النادي أنّ الفوز مرّة والتعادل مرّتَين في آخر 3 مباريات يُثبِت نجاح الفكرة.

 

كما احتاج سلوت لوضع خطة لأسلوب لعب الفريق في فترة غياب صلاح للمشاركة في كأس إفريقيا، ورأى أنّه من المنطقي تجربة الخطة. إذا كان صلاح يحاول الضغط على سلوت وجعل موقعه في النادي غير مستقر، فإنّه سيصطدم بخيبة أمل. فسلوت ما زال يحظى بدعم FSG، وإقالة مدرب بسبب اعتراض لاعب على قرار فنّي أمر غير وارد إطلاقاً مهما كان حجم مكانة اللاعب.

 

كما أنّ هناك تعاطفاً مع سلوت، إذ كان دائماً يحرص على حماية صلاح عند الحديث عن غيابه في المؤتمرات الصحافية. ويحظى صلاح باحترام وإعجاب كبير داخل غرفة الملابس، لكنّه لا يملك العديد من الأصدقاء المقرّبين فيها. وشعر زملاؤه بتغيُّر واضح في مزاجه عندما عرف أنّه لن يبدأ ضدّ ليدز. ونظراً لتاريخه، كانوا يعلمون أنّه سيتحدّث علناً عاجلاً أم آجلاً، ولم يفاجأوا عند قراءة تصريحاته.

 

بالفعل، تحوّل التركيز عن الطريقة الكارثية التي أهدر بها الفريق تقدُّمَيه 2-0 و3-2. فجأة، لم يعُد أحد يتحدّث عن خطأ إبراهيما كوناتي الجديد.

ما هو تأثير تصريحاته على الفريق؟ يرى وكيل أحد اللاعبين الكبار: «بصراحة؟ ليس كثيراً. بعد كل ما قدّمه للنادي، لا أحد يمكنه أن يقول شيئاً لمو».

 

ماذا سيحدث الآن؟

يعتمد الكثير على ما إذا كان إدواردز وهيوز قادرَين على إيجاد حل وسطي، أو ما إذا وصلت العلاقة إلى نقطة اللاعودة. إذا كان صلاح مُصمِّماً على الرحيل، فالأمر يتحوّل إلى الحصول على أفضل صفقة ممكنة في كانون الثاني واستثمار العائد في بديل، مثل أنطوان سيمينيو (بورنموث).

 

وتشير مصادر في السعودية إلى أنّ الهلال يمتلك الإمكانات المالية لإتمام صفقة صلاح الذي قد يجلب فوائد مالية هائلة، لكنّه سيكون خطوة تنازلية من حيث المستوى التنافسي. كما أنّ صلاح كان متردّداً دائماً في ترك الـ«بريميرليغ». فهو يعيش حياة مستقرّة وسعيدة في تشيشاير مع زوجته ماجي وابنتيهما.

 

في حال أراد الانتقال إلى الولايات المتحدة، هناك بعض الأندية المناسبة، مثل سان دييغو، المملوك لرجل الأعمال المصري البريطاني محمد منصور.

 

وعلى رغم من أنّ كثيرين سيربطون صلاح بإنتر ميامي، الذي يملك مكاناً متاحاً، إلّا أنّ مصادر مطلعة تؤكّد أنّ النادي لديه بالفعل هدف آخر لملء مكان جوردي ألبا المعتزل. وهناك شيكاغو فاير، الذي يسعى لضمّ نجم عالمي أيضاً إثر فشله في ضمّ نيمار وكيفن دي بروين.

theme::common.loader_icon