في هذا العمل الدرامي، تُقدِّم لوسي ليو صورة متعاطفة وقاتمة لوالدة وصلت إلى حافة قدرتها على الاحتمال.
في هذا العمل الدرامي، تُقدِّم لوسي ليو صورة متعاطفة وقاتمة لوالدة وصلت إلى حافة قدرتها على الاحتمال. بمزيجٍ من الانضباط والقسوة العاطفية، يُذكِّر فيلم Rosemead بأنّ الكوارث قد تنشأ من تلاقٍ بين عوامل عدّة. في البلدة الصغيرة التي تحمل الاسم نفسه في كاليفورنيا، تقود إيرين، المهاجرة من تايبيه (تقدّمها الممثلة لوسي ليو بأداء بالغ التعاطف)، ابنها البالغ 17 عاماً، جو (لورنس شو)، نحو ما لا يمكن تخيُّله.
حين تقلّ إيرين ابنها جو من المدرسة، تبدو محادثتهما الودّية كأنّها تطمس النقاط المنخفضة في يومهما. إنّها افتتاحية تعليمية من المُخرِج إريك لين وكاتبة السيناريو ماريلين فو، اللذَين استندا في هذه الدراما الحميمة إلى مقال لفرانك شيونغ نُشر في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» عام 2017.
كنّا قد رأينا جو قبل ذلك في الصف - ساقه ترتجف، وورقته الدراسية مكتظّة برسومات عناكب مرسومة بهَوَس - ورأينا إيرين في عيادة طبيبها وهي تناقش جولة جديدة من علاجات السرطان.
كلٌّ منهما يراقب الآخر بقلق. هل يتناول جو - الذي شُخّص حديثاً بالفصام - أدويته؟ هل المرض عاد إلى الأم؟ وفاة زوج إيرين ووالد جو (يؤدّيه أوريون لي في مشاهد الفلاشباك) تُولّد التوتّر في الفيلم وتمنح حزنه جذوره.
نعم، قد يكون الثنائي معزولاً داخل مجتمع يغلب عليه الطابع الآسيوي، مجتمع يمكن أن يكون شديد الحساسية تجاه المسائل الخاصة، مثل الحداد والصحة النفسية (وهي نقطة محورية لصنّاع الفيلم). لكنّ تدخّل زملاء جو في الصف وصديقة إيرين المقرّبة (جنيفر ليم)، يوحي بأنّهما ليسا وحيدَين.
تتوالى الأحداث هنا في زمنٍ تتصدّر فيه أخبار إطلاق النار في المدارس نشرات الأخبار العاجلة. وعلى رغم من تفاؤل معالج جو النفسي الحذر (جيمس تشين)، تصبح إيرين مقتنعةً بأنّ جو قد يتحوّل إلى العنف. الحدود التي تصل إليها لمنع ذلك نبيلة - ومفجعة. وفي مسيرته نحو الخاتمة، لا يتعثّر فيلم Rosemead في تعاطفه، بل يطلب منّا أن نرتفع إلى المستوى نفسه.