لماذا تكون يداي أو قدماي باردتَين؟ تعديلات بسيطة تعيد الحرارة
لماذا تكون يداي أو قدماي باردتَين؟ تعديلات بسيطة تعيد الحرارة
جريدة الجمهورية
Saturday, 06-Dec-2025 07:32

تبريد الأصابع وأطراف القدمَين ليس بالضرورة علامة خطر، لكنّه أحياناً يكشف عن مشكلة صحية تتطلّب الانتباه. كثيرون يلاحظون أنّ برودة الجسم تبدأ أولاً من اليدَين والقدمَين، فهما أبعد نقطتَين عن مركز حرارة الجسد.

ومع أنّ الأمر يبدو مزعجاً، إلّا أنّه غالباً طبيعي، كما يؤكّد أطباء الأوعية الدموية، الذين يوضّحون الحالات التي تحوّل هذه البرودة إلى إنذار طبي، وكيف يمكن التعامل معها بفعالية.

 

العضلات المصدر الأول للحرارة

حين يبرد الجسم، تعمل الأعضاء الداخلية على الحفاظ على حرارته أثناء الراحة، وتتحوّل العضلات إلى المصدر الأول للحرارة أثناء الحركة. لكنّ اليدَين والقدمَين لا تحتويان على عضلات كبيرة أو أعضاء داخلية، بل مساحات واسعة يمكن للحرارة أن تتسرّب عبرها بسهولة، مع طبقة دهنية قليلة توفّر عازلاً ضعيفاً.

 

هنا يأتي دور شبكة الأوعية الدموية الدقيقة التي تضخّ الدم من القلب، لكنّها تضيق تلقائياً عند التعرّض للبرد، لأنّ الجسم يُفضّل توجيه الدم إلى الأعضاء الحيَوية مثل القلب والرئتَين والكبد. إنّها آلية بقاء صُمِّمت لتضمن استمرار الحياة قبل دفء الأطراف.

 

هذه البرودة أكثر شيوعاً في بعض الفئات: النساء، لأنّ الأوعية في أصابعهنّ تضيق بسرعة أكبر عند التعرّض للبرد؛ الأطفال، ومَن يعانون نقص الوزن، لقلّة الكتلة العضلية والدهنية لديهم؛ وكبار السن، الذين تتراجع كفاءة أعصابهم وأوعيتهم مع الوقت.

 

لكن هناك حالات تستدعي القلق. مثلاً المصابون بمتلازمة «رينو»، وهي انقباضات مفاجئة في شرايين اليدَين والقدمَين بسبب البرد أو التوتّر.

 

الانعكاسات والعلاجات

تتغيّر ألوان الأصابع خلالها: نحو الأبيض والأزرق لدى ذوي البشرة الفاتحة، والأصفر والبنفسجي لدى أصحاب البشرة الداكنة. غالباً تكون الحالة بسيطة، لكنّها أحياناً ترتبط بأمراض مناعية خطيرة كالتصلّب الجلدي أو الذئبة.

 

أسباب أخرى تشمل الجلطات في الأطراف، وتضيّق الشرايين، وإصابات الأعصاب التي تضعف قدرة الجسم على إحساس الحرارة وتنظيم تدفّق الدم. كما قد ترتبط البرودة بقصور الغدة الدرقية، فقر الدم، أو استخدام أدوية مثل المنشّطات، حاصرات بيتا، والبسودوإيفيدرين.

 

زيارة الطبيب تصبح ضرورية إذا ظهرت البرودة فجأة أو ازدادت حدّتها، أو إذا رافقها ألم قوي، أو جروح وقشور وتقرّحات في الأصابع، أو إذا استمرّت في ظروف يُفترض أن يكون الجسم فيها دافئاً.

 

أمّا الوقاية، فتبدأ من الحفاظ على دفء الجسم كله قبل الخروج: ارتداء طبقات من الملابس، سترة مقاومة للرياح، وقبّعة تساعد في حفظ حرارة الرأس.

 

فكلّما كان الجذع دافئاً، قلّت حاجة الدماغ لقطع التدفّق عن اليدَين والقدمَين. من المهمّ أيضاً نزع الطبقات الزائدة عند التعرّق، لأنّ الرطوبة تُفسِد العزل الحراري.

 

وفي المنزل يُفضَّل اختيار الدفء البطيء والمتدرّج، مثل البطانيات، بدلاً من الماء الساخن المفاجئ، حمايةً للأعصاب والأوعية.

 

برودة اليدين والقدمين قد تكون مزعجة، لكنها في أغلب الأحيان لا تحتاج أكثر من تعديلات بسيطة تعيد للجسد دفئه الطبيعي، وتسمح للحرارة بأن تنساب نحو الأطراف بكل طمأنينة.

theme::common.loader_icon