فليك يجد حلاً لدفاع برشلونة... لكن هل سيحتاج إلى المزيد؟
فليك يجد حلاً لدفاع برشلونة... لكن هل سيحتاج إلى المزيد؟
بول بالوس- نيويورك تايمز
Thursday, 04-Dec-2025 07:13

كان الألماني هانسي فليك، مدرب برشلونة، يحتفل بـ»أفضل مباراة في الموسم» لفريقه، إثر الفوز 3-1 على ضيفه أتلتيكو مدريد، رفع تقدّمهم في صدارة «لاليغا» إلى 4 نقاط. فبعد بداية متعثّرة للموسم، لفت المدرب إلى أنّ أبطال إسبانيا «تحسّنوا كثيراً في كل الأمور التي كنا بحاجة لتحسينها»، في إشارة إلى هشاشة الفريق الدفاعية وتراجع إيقاعه في الاستحواذ، خلال لحظات حاسمة في الأسابيع الأخيرة، وهي أمور فاقمتها أزمة الإصابات.

مع جاهزية بيدري ورافينيا لبدء المباراة، استحق برشلونة الفوز على أتلتيكو الذي فوّت فرصة تمديد سلسلة انتصاراته الـ6 المتتالية وانخراطه الجدّي في سباق اللقب، فظل رابعاً بفارق 6 نقاط عن برشلونة.

 

في مباراته الثانية بعد العودة إلى «كامب نو»، سيطر برشلونة على المباراة لفترات طويلة، لكنّه افتقر تماماً للحسم أمام المرمى. عاش روبرت ليفاندوفسكي ليلة سيّئة، فأضاع عدة فرص محققة، بما في ذلك ركلة جزاء أطاح بها فوق العارضة. وقبل أن يحسم البديل فيران تورّيس النقاط في الوقت بدل الضائع، أهدر لاعبو أتلتيكو فرصاً واضحة للتعديل، خصوصاً تياغو ألمادا وأنطوان غريزمان.

 

وربما كانت أفضل الأخبار لبرشلونة من الخلف، بالنظر إلى النقص الحاد في الخط الدفاعي حالياً. وهناك اسم واحد يبرز تحديداً: جيرارد مارتين.

 

شارك مارتين (23 عاماً) أساسياً للمباراة الثالثة توالياً كقلب دفاع أيسر، إلى جانب باو كوبارسي، بينما شغل جول كونديه وأليخاندرو بالدي مركزَي الظهيرَين الأيمن والأيسر.

 

وُقّع مع مارتين قبل عامَين قادماً من كورنيّا (الدرجة الخامسة) مقابل نحو 200 ألف يورو. قضى موسماً مع الفريق الرديف خلال 2023-2024 في الدرجة الثالثة قبل أن يظهر لأول مرّة مع الفريق الأول تحت قيادة فليك الموسم الماضي. ويمكن وصفه بأنّه أحد أقل الأسماء بريقاً في التشكيلة.

 

أمام أتلتيكو، سجّل مارتين أعلى عدد من المساهمات الدفاعية في المباراة: 9 إبعادات، 3 اعتراضات، و3 محاولات افتكاك ناجحة. وتجاوزه المهاجمون في مناسبة واحدة فقط — وهو رقم جيد بالنظر إلى مواجهته جوليان ألفاريز معظم دقائق المباراة.

 

استحواذاً، لمس مارتين الكرة 81 مرّة، وبلغت نسبة دقة تمريراته 91%. أداؤه ذكّر فليك بما يعنيه امتلاك قلب دفاع أعسر في الفريق بشكل طبيعي. مارتين ليس إينيغو مارتينيز، لكنّه بدا هادئاً جداً على الكرة ومتقِناً لعملية البناء من الخلف.

 

يلعب كرة بسيطة ومنظّمة، لكنّه لا يخشى كسر خطوط الخصم بالتمرير حين تُتاح الفرصة. وجوده على الجهة اليسرى يسمح أيضاً لكوبارسي باللعب في موقعه المفضّل على يمين ثنائي الدفاع. وبشكل عام، أظهرا انسجاماً جيّداً في الحفاظ على الخط الدفاعي المتقدّم.

 

بعد المباراة، لفت فليك إلى أنّ: «الجميع رأى ذلك اليوم. الفكرة التي كانت لدينا مع جيرارد (مارتين) كقلب دفاع أعسر كانت جيّدة جداً. في عملية البناء تمنحنا خيارات أكثر بكثير، وكذلك في أسلوب دفاعنا الجماعي، مع تقدّم بالدي إلى الأمام، ثم كوبارسي وكونديه. كانوا جميعاً جيّدين جداً. إريك (غارسيا) كلاعب ارتكاز كان ممتازاً. كان من الجيد أن نرى كيف تعاملنا مع الجانب الدفاعي».

 

نجحت تجربة تحويل مارتين من ظهير أيسر إلى قلب دفاع في برشلونة، ولن تتفاجأ إن استقرّ فليك عليه في هذا الموقع. لكن قبل بداية الموسم، لم يكن أحد ليتوقع ذلك. والسبب الوحيد لحدوثه هو أنّ خيارات فليك باتت قليلة للغاية، بعد سلسلة من التطوّرات المفاجئة.

 

أولاً، جاء رحيل مارتينيز (34 عاماً) إلى النصر السعودي ليخسر برشلونة أحد أهم عناصره الدفاعية. وهذا الأسبوع، منح برشلونة رونالد أراوخو إجازة مفتوحة بناءً على طلبه. لا يوجد جدول زمني لعودة الأوروغوياني، والنادي مستعد لمنحه كل الوقت الذي يحتاجه. وأوضح فليك: «إنّها مسألة خاصة، ولا أريد قول المزيد».

 

قدّم إريك غارسيا أداءً جيداً في المباريات التي شارك فيها كقلب دفاع هذا الموسم، لكنّه أيضاً تألّق كظهير أيمن ولعب في خط الوسط الدفاعي. لكن إذا نظرنا بعمق أكبر، سنجد أنّ الخط الخلفي ربما يكون المنطقة الأكثر نقصاً في كامل فريق فليك.

 

المدافع الوحيد من الفريق الأول المتاح على الدكة كان أندرياس كريستنسن، الذي لم يبدأ أي مباراة منذ أيلول. غاب عن 3 مباريات بسبب إصابة في الساق، وخلال الشهرَين الأخيرَين لم تتجاوز أطول فترة لعب له 29 دقيقة كبديل ضدّ تشلسي في «ستامفورد بريدج»، عندما كانت المباراة محسومة مسبقاً.

 

ولا توجد مؤشرات على زيادة مشاركاته قريباً، ولا يبدو أنّه ضمْن خطط برشلونة على المدى الطويل، إذ ينتهي عقده في الصيف، وأقرّ بأنّه يرغب في التجديد، لكنّ النادي لم يتحرّك بعد، وذلك لن يتغيّر قريباً.

 

بهذا، يبقى لدى فليك 5 لاعبين (كونديه، غارسيا، كوبارسي، مارتين وبالدي) لتغطية 4 مراكز أساسية. ويفكّر الطاقم الفني في اختبار كونديه كقلب دفاع، لمنح مزيد من المداورة وإبقاء غارسيا كظهير أيمن، حيث ظهر بشكل ممتاز.

 

الموقف يدعو للقلق، على رغم ممّا يُصرَّح به، إذ أشار المدير الرياضي ديكو إلى أنّ النادي لا يُخطِّط لإجراء أي تعاقدات في سوق الشتاء: «إذا كنّا بخير ولم تظهر مفاجأة كبيرة، فلا أعتقد أننا سنحتاج إلى تعاقدات. نعرف أين يمكننا التحسّن، وندرك أيضاً الصعوبات لدينا. لكن الموسم الماضي مررنا بلحظات صعبة وتمكّنّا من تجاوزها».

 

لكن عند النظر إلى الوضع الآن، قد لا يكون برشلونة بخير كما يقال. إذا كانت هناك منطقة تثير قلق فليك، فهي خياراته في مركز قلب الدفاع. وكما هو الحال دائماً مع برشلونة وسوق الانتقالات، التعقيدات المعتادة قائمة.

theme::common.loader_icon