يؤدّي كريسبين غلوفر دور ساحر لطيف الطبع عالق في فندق متداعٍ، في هذه الكوميديا السوداء الغريبة ذات الطابع السوريالي. ينتمي فيلم Mr. K إلى نوع من أفلام الفنّ الأوروبية، كنتُ قد افترضتُ منذ زمن طويل أنّه انقرض: أفلام متكلّفة، شديدة الوعي بذاتها، ذات حسّ فكاهي غريب، وأسلوب بصري يجمع بين القِدم والسوريالية، على غرار فيلم جان بيار جونِه Delicatessen، أو ما يمكن اعتباره بسهولة قمّة هذا النوع، فيلم روي أندرسون Songs From the Second Floor.
عنوان الفيلم يستحضر شخصية كافكاوية، لكن في نبرته، يُدين «السيد ك» أكثر إلى فيلم لويس بوينويل The Exterminating Angel أو فيلم ماركو فيريري La Grande Bouffe. إنّه وجوديّة ساخرة ذات طابع أسلوبي بالغ، على رغم من أنّ تنفيذها يتطلّب مهارة كبيرة وعناية دقيقة.
هذا العمل إنتاج هولندي-بلجيكي-نروجي، كتبته وأخرجته تالولا هـ. شواب، ويُؤدّى بالإنكليزية من قِبل طاقم دولي يتقدّمه كريسبين غلوفر، الممثل الأميركي المعروف بأدواره المميّزة.
هذا الغموض الجغرافي يُضفي توتراً إضافياً على الفرضية، التي تبدو خارجة عن المكان والزمن: ساحر جوّال (غلوفر) يصل إلى فندق متداعٍ ومتاهٍ، ومع أنّه يَنوي المكوث ليلة واحدة فقط، يكتشف سريعاً أنّه غير قادر على المغادرة. وهنا تبدأ مشاعر الرعب والارتياب والإنزلاق نحو الجنون.
في معالجة الكاتبة والمخرجة شواب، الممرّات ضيّقة والغرف خانقة - وتزداد خنقاً كلّما بدأ الفندق ينكمش حرفياً. الأزياء وتصميم الإنتاج مبالغان فيهما بطابع كارتوني قاتم؛ النساء بتسريحات شعر منفوشة شقراء شديدة اللمعان، والممرّات بوَرق جدران زمردي متقشّر.
وبشكل طبيعي، النزلاء غريبو الأطوار، على رغم من أنّ أياً منهم ليس بارزاً بشكل خاص. وبما أنّ غلوفر نفسه هو الغريب الأطوار الأبرز بينهم، يبدو الأمر كلّه مُبالغاً فيه بعض الشيء.